"الإدارية العليا" تؤيد قرار الحكومة برفض تعويض مورد أعلاف فاسدة
ألغت المحكمة الادارية العليا، حكم محكمة القضاء الإدارى بكفر الشيخ، المتضمن إلزام الحكومة بأن تؤدي لأحد الموردين مبلغ 37444 جنيها قيمة مسحوق عظم جنون البقر، ومبلغ خمسة آلاف جنيه على سبيل التعويض، والقضاء مجددا برفض دعواه، وتأييد قرار الحكومة لمخالفة المورد المواصفات اللازمة لصحة الإنسان والحيوان.
صدر الحكم برئاسة المستشار حسنى درويش، نائب رئيس مجلس الدولة، وعضوية المستشار ناصر عبد ونجم الدين عبدالعظيم والدكتور محمد عبدالوهاب خفاجب وعبد العزيز السيد نواب رئيس مجلس الدولة.
وقالت المحكمة إن جهة الإدارة الطاعنة أسندت إلى المطعون ضده عملية توريد 80 طنا مسحوق عظم وفق مواصفات فنية محددة للكميات الموردة بناء على مناقصة اُجريت وبعدها بأسبوعين انتشرت أمراض ناتجة عن استعمال مسحوق العظم ومسحوق الدم وهي أمراض خطيرة معدية منها جنون البقر الذي يؤثر على صحة المواطنين، ما ترتب عليه تغيير تركيبة العلائق وفق القرارات الصادرة في حينه بعدم استخدام مركزات أو أي مكونات حيوانية مثل مسحوق العظم والدم، وبالتالي تم الاتجاه إلى تصنيع العلائق النباتية حفاظا على الصحة العامة.
وأضافت المحكمة أنه بتحليل العينة للصنف المورد طبقا لنص التعاقد اتضح أن الصنف المورد يتنافى في مواصفاته مع شروط التعاقد كالاَتي:
- الصنف المورد سموم فطرية بنسبة p.p.b 10 والصنف ينص على ضرورة خلو الصنف تماما من السموم.
- نسبة الرطوبة تزيد عن المسموح به قدرها 11.41% على حين أن النسبة المسموح بها حسب شروط التعاقد لا تزيد عن 10% وزيادة نسبة الرطوبة يترتب عليها زيادة نسبة السموم الفطرية الضادرة بالدواجن والإنسان.
- نسبة الكالسيوم 26.40% وهى تقل عن الحد المسموح به حسب العقد المحدد بنسبة لا تقل عن 28%.
- نسبة الفوسفور 12.26% على حين أنها يجب ألا تقل عن 14% طبقا للتعاقد.
- نسبة الدهن 3.62% على حين يجب ألا تقل عن نسبة 1% طبقا للتعاقد وهى فى مجملها تتعارض مع ما ورد بكراسة الشروط التى نص البند التاسع من التعاقد على الالتزام بها، وجميعها مخالفات جسيمة، ومن ثم يكون المورد قد خالف الشروط الفنية لعملية التوريد.
واختتمت المحكمة أن الدولة قد انتهجت خطة عملية مدروسة عن طريق الهيئة العامة للخدمات البيطرية وقررت حظر استيراد مكونات حيوانية أو مركزات من أصل حيواني أو استخدامها فى مكونات الأعلاف نظرا للحالة الوبائية لمرض جنون البقر حرصا من الدولة وأجهزتها المعنية للمحافظة على صحة المواطنين المستهلكين للمنتج النهائي من اللحوم.
دون أن يغير من ذلك ما ذكره المطعون ضده من فحص العينة لم يتم بمعرفة أحد المعامل المختصة بوزارة الزراعة، ذلك أن فحص العينة أبدى بمعرفة جمعية تعاونية إنتاجية تسمى كومبيصل عضو المنظمات القياسية الدولية، وهي متخصصة في عمليات الفحص والتحاليل للعينات وتخضع لقانون التعاون الإنتاجى رقم 1 لسنة 1975 ومن ثم لا مخالفة لما ورد بالعقد، إذ التزمت الحكومة صحيح حكم العقد بالرجوع إلى جهة فنية متخصصة لفحص العينة.