"رب ضارة نافعة" ننشر ملامح تطوير المتحف الإسلامي بعد تفجير 2014
كشف الدكتور عبد الحميد أبوعليو مدير إدارة التدريب والنشر العلمي في المتحف الإسلامي، أن المتحف عندما تعرض للحادث الإرهابي الغاشم، بانفجار سيارة مفخخة أمام مديرية أمن القاهرة، تضررت 179 قطعة أثرية من مقتنيات المتحف.
وقال أبو عليو إنه تم ترميم 170 قطعة من التي تضررت في الإنفجار، وعرض فيديو أظهر حجم الدمار الذي تعرض له المتحف إثر الانفجار، والدور الكبيره الذي لعبه العاملين في المتحف من أثريين ومرممين وجميع التخصصات لإنقاذ المتحف منذ لحظة الإنفجار حتي تم ترميمه وإعادة إفتتاحه مرة أخرى.
وأضاف أبو عليو أنه في بعض الأحيان تكون الأزمة منحة، "ورب ضارة نافعة" فقد تم وضع خطة كاملة لتغيير العرض المتحفي للمتحف بعد الحادث، وتم إجراء الكثير من التعديلات في تنسيق قاعات العرض.
وتمثلت أبرز نقاط العرض في مدخل المتحف، حيث كانت الفكرة أن الزائر يرى ركائز الحضارة الإسلامية، عند بدء الزيارة، فتم وضع مصحف عثمان ى الله عنه ومفتاح الكعبة.
وتابع أبو عليو أنه تم عمل موقع إلكتروني متميز للمتحف، وكذلك تم
تدشين أول تطبيق موبايل في المتاحف، كما تم عمل كتالوج ودليل عربي وإنجليزي للزوار
بشكل لائق ومميز، كذلك تم عمل قصة علاء الدين والقميص السحري، وبطلها طفل من خلال جولته
في المتحف وآثاره وعصورها بحيث يتعلم مفاهيم الآثار والتاريخ الإسلامي، كما تمت إعادة
إصدار مجلة المتحف بعد توقفها 18 عامًا، وتم عمل لوحات تعريفية وإرشادية وخدمات للمكفوفين
لأول مرة بطريقة برايل.
جاء ذلك خلال محاضرته التي ألقاها اليوم الأحد، في انطلاق دورة تدريبية متخصصة
في الفنون الإسلامية، تحت مسمى "عالمية الفنون الاسلامية"، لتدريب 50 طالبًا
وخريجًا من دارسي ومتخصصي الفنون الإسلامية، وتنظمها إدارة التدريب والنشر العلمي في
المتحف، ويحاضر فيها أساتذة متخصصين من جامعات القاهرة وعين شمس وحلوان وأسوان.
يذكر أن متحف الفن الإسلامي بالقاهرة، هو درة المتاحف الإسلامية في العالم، حيث يضم ما يزيد عن 100 ألف قطعة أثرية نادرة ومتنوعة والتي ترجع للعصر الإسلامي، من عدة أقطار مختلفة كالهند والصين وإيران، مرورا بفنون شبه الجزيرة العربية والشام ومصر وشمال أفريقيا والأندلس.
وأشار الدكتور ممدوح عثمان إلى أن متحف الفن الإسلامي يحتوي علي مجموعات نادرة من الآثار الاسلامية سواء من الهند أو الصين أو إيران مرورا بفنون شبه الجزيرة العربية والشام ومصر وشمال أفريقيا والأندلس.
وبدأت فكرة إنشاء متحف للفنون والآثار الإسلامية في عصر الخديو "إسماعيل" عام 1869، وتم تنفيذ الفكرة في عصر الخديو توفيق عام 1880، عندما قام فرانتز باشا بجمع التحف الأثرية التي ترجع إلى العصر الإسلامي في الإيوان الشرقي لجامع الحاكم بأمر الله الفاطمي بشارع المعز.
وفي عام 1882 كان عدد القطع الأثرية التى تم جمعها 111 قطعة، وتم بعد ذلك بناء مبنى صغير في صحن جامع الحاكم أطلق عليه اسم "المتحف العربي"، تحت إدارة فرانتز باشا الذي ترك الخدمة سنة 1892.
وتم افتتاح مبنى المتحف الحالي في منطقة باب الخلق في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني في 28 ديسمبر 1903، ثم تغير اسم المتحف من دار الآثار العربية إلى متحف الفن الإسلامي عام الدار سنة 1951.
وللمتحف مدخلان أحدهما مطل على شارع بور سعيد في مواجهة مديرية أمن القاهرة، وتتميز هذه الواجهة بزخارفها المستوحاة من العمارة الإسلامية في مصر في عصورها المختلفة، ويتكون المتحف من طابقين؛ الأول به قاعات العرض، والثاني به المخازن وبدروم يستخدم كمخزن وقسم لترميم الآثار.
وقد تعرض المتحف في يوم 24 يناير 2014، لانفجار سيارة مفخخة كانت مستهدفة مديرية أمن القاهرة المقابلة للمتحف، وأدى التفجير لتدمير واجهة المتحف المقابلة للمديرية، وتدمير عدد من القطع الأثرية، وأعلنت وزارة الآثار انطلاق مشروع ضخم لترميم المتحف، اإعادة ترتيب سيناريو العرض به، وقد تم افتتاح المتحف بحضور السيد رئيس الجمهورية بعد انتهاء أعمال ترميمه عام 2017.