صحيفة مكسيكية تكشف "خطة أمريكا السرية" للتدخل بفنزويلا
كشفت صحيفة مكسيكية أن التدخل الأمريكي في الأزمة الفنزويلية كان معدًا سلفًا وفق خطة رُسمت قبل أسابيع من اندلاع الصراع الأخير.
بعد إعلان رئيس البرلمان الفنزويلي ورئيس التجمع الوطني، خوان جوايدو نفسه رئيسًا انتقاليًا لفنزويلا، الأربعاء الماضي، وتلقيه دعمًا مباشرًا بعد ذلك بساعات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقالت صحيفة «لا خورنادا» المكسيكية إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تدخلت في الأزمة الفنزويلية من خلال خطة وضعت خلال الأسابيع الأخيرة الماضية مع حكومات متحالفة والمعارضة الفنزويلية ومنسقة على أعلى المستويات في واشنطن.
وأوضحت الصحيفة إن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، عيّن المخضرم إليوت أبرامز مبعوثًا للمساهمة في عودة الديموقراطية إلى فنزويلا، بغرض مواصلة هذه الخطة.
وكان أبرامز أحد الشخصيات الرئيسة في فضيحة معروفة باسم «إيران كونترا» في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان، والذي اتُهم بإخفاء معلومات عن الكونجرس في هذه العملية غير القانونية، لبيع أسلحة لدولة عدوة (إيران)، واستعمال أموال الصفقة لتمويل حركات «الكونترا» المناوئة للنظام الشيوعي في نيكاراجوا.
وكان أبرامز أيضًا أحد العوامل الرئيسة في سياسة التدخل الأمريكية الداعمة لأنظمة السلفادور وجواتيمالا وفرق الموت التابعة لها، وكان يبرر أو ينكر الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تحدث في تلك الدول.
وبعد عدة سنوات شَغِل خلالها مناصب رفيعة في العلاقات الخارجية ومستشارًا لجورج بوش، وأثناء تلك الفترة، كان أبرامز على علم واتصال بمحاولة الانقلاب ضد الرئيس الفنزويلي الراحل هوجو شافيز في عام 2002.
وأشارت الصحيفة المكسيكية إلى طلب وزير الخارجية الأمريكي عقد اجتماع خاص لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم السبت؛ حيث يرافقه أبرامز، ومن المقرر أن يقترح على الدول الأعضاء الاعتراف بخوان جوايدو رئيسًا مؤقتًا.
وقال بومبيو اليوم السبت في مؤتمر صحفي: «هذا الأسبوع رفض الشعب الفنزويلي الحكومة غير الشرعية للرئيس السابق مادورو، وأنه بموجب دستور ذلك البلد ودعم الشعب الفنزويلي، تم إعلان خوان جوايدو رئيسًا مؤقتًا لفنزويلا".
وأشار إلى أن هذه هي الخطوات الأولى لمسار فنزويلا نحو الحرية، وأن شغف أبرامز بحقوق وحريات جميع الشعوب يجعلها مثالية لمهمته.
وردًا على سؤال حول موقف المكسيك وأوروجواي الذي لا يتطابق مع موقف واشنطن، أكد بومبيو أن «كل دولة يجب أن تعترف بالزعيم الدستوري لفنزويلا، وقد توصلت الولايات المتحدة إلى أن هذا هو خوان جوايدو.. كل دولة يجب أن تعترف بالدستور الفنزويلي ومطالب الشعب الفنزويلي».
وفي غضون ذلك، تم الكشف عن رسالة بعثها نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس إلى خوان جوايدو، يعبِّر فيها عن دعم الولايات المتحدة للمشرع الفنزويلي، وذلك قبل 24 ساعة من إعلانه رئيسًا مؤقتًا.
وقالت الصحيفة إن بنس وعد جوايدو خلال مكالمة هاتفية، بتقديم واشنطن كل الدعم له ولأنصاره إذا أعلن نفسه رئيسًا مؤقتًا للبلاد، ورتب معه خطة التحرك.
ووفقًا للصحيفة، فإن تلك الدعوة أطلقت الخطة التي تم إعدادها بشكل سري لعدة أسابيع؛ حيث أجريت أيضًا محادثات متعددة بين المسؤولين الأمريكيين وحكومات متحالفة أخرى وشخصيات معارضة من مجلس النواب الفنزويلي بمن فيهم جوايدو نفسه.
وكشفت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية، أن تلك الحكومات الائتلافية دعمت المعارضة الفنزويلية بعد أسابيع من الدبلوماسية السرية، تضمنت زيارة سرية إلى واشنطن قام بها جوايدو في منتصف ديسمبر، كما سافر أيضًا إلى البرازيل وكولومبيا للتشاور بشأن الاستراتيجية.
وتواصل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بنفسه مع جوايدو في نفس اليوم الذي أدى فيه نيكولاس مادورو اليمين الدستورية لفترة ولايته الثانية؛ حيث تعهدا بالعمل معًا من أجل مستقبل ديمقراطي في ذلك البلد.
وكان قرار المضي قدمًا ووضع اللمسات النهائية على المحادثات بين المسؤولين الأمريكيين وزعماء المعارضة، في أواخر ديسمبر وأوائل يناير.
وكما وعدت الإدارة الأمريكية، فبمجرد أعلنت المعارضة الفنزويلية أن جوايدو هو الرئيس الشرعي لفنزويلا، أصدر ترامب نفسه بيانًا يعترف فيه برئاسته على الفور.
وفي هذه الأثناء، طلبت إدارة ترامب اليوم من جميع العاملين في السفارة بكاراكاس ترك البلاد، على الرغم من أن الرئيس الأمريكي مازال يصر على أنه لن يحترم أمر حكومة مادورو بطرد جميع الدبلوماسيين من البلاد؛ لأنه لم يعد رئيسًا للبلاد.