فنزويلا.. شبه إجماع دولي على جوايدو بمجلس الأمن
حاولت
روسيا اليوم السبت، عرقلة اجتماع بشأن فنزويلا في مجلس الأمن الدولي، قائلة إن الوضع
في البلاد لا يشكل تهديداً للسلام والأمن الدوليين.
ودعت
لتصويت قبيل الجلسة في مسعى للحيلولة دون الاجتماع، قائلة إنه يمثل انتهاكاً صارخاً
لصلاحيات المجلس، ومع ذلك، صوتت 9 دول من المجلس المؤلف من 15 عضواً لصالح انطلاق الاجتماع.
وصوتت
الصين وجنوب أفريقيا وغينيا الاستوائية مع الموقف الروسي لمنع عقد الاجتماع، لكن الدول
الغربية الـ 6 (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وبلجيكا وبولندا)، إضافة
إلى البيرو والكويت وجمهورية الدومينيكان أيدت انعقاد الاجتماع، في حين امتنعت أندونيسيا
وساحل العاج عن التصويت.
ووصف
سفير روسيا في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، تصرفات الولايات المتحدة في هذا الموضوع
بأنها وقاحة وعدوانية ومحاولة للانقلاب، واتهم الولايات المتحدة وحلفاءها بالرغبة في
الإطاحة برئيس فنزويلا، نافياً بذلك حق مجلس الأمن في مناقشة الوضع في هذا البلد، موضحاً
أن الأزمة شأن داخلي في فنزويلا.
وبدوره،
أشار وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى تأثير الأزمة على استقرار المنطقة، والذي
أدى إلى فرار أكثر من 3 ملايين شخص من فنزويلا إلى الدول المجاورة، وحض الدول الأعضاء
في الأمم المتحدة على الاعتراف بخوان غوايدو بصفته رئيساً مؤقتاً لفنزويلا، مندداً
بروسيا والصين بسبب وقوفهما إلى جانب رئيس هذا البلد نيكولاس مادورو.
وقال
أمام مجلس الأمن "حان الوقت الآن لكي تختار كل دولة جهة ما، لا مزيد من التأخير،
لا مزيد من الألاعيب، فإما أن تقفوا مع قوى الحرية وإما أنكم متحالفون مع مادورو والفوضى
التي تسبب بها".
وكما
نبه رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو إلى ضرورة حماية السفارة الأمريكية قبل ساعات من موعد
الطرد الذي حدده مادورو الذي لم تعد واشنطن تعترف به، وأضاف "اسمحوا لي بأن أكون
واضحاً بنسبة 100%، أتوقع أنا والرئيس دونالد ترامب أن يستمر دبلوماسيونا في تلقي الحماية
التي ينص عليها اتفاق فيينا، يجب عدم اختبار عزم الولايات المتحدة على حماية شعبنا".
وطالبت
عدة دول منها فرنسا وألمانيا وإسبانيا، بالدعوة إلى إجراء انتخابات جديدة في فنزويلا
خلال 8 أيام، محذرة من أنه إذا لم يتم ذلك فإنها ستعترف بزعيم المعارضة خوان غوايدو
رئيساً.
وقال
رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في إعلان رسمي "إذا لم تصدر دعوة خلال 8 أيام
إلى انتخابات نزيهة، وحرة وشفافة في فنزويلا، فإن إسبانيا ستعترف بخوان جوايدو رئيساً
للبلاد".
وكما
أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن استعداد باريس للاعتراف بزعيم المعارضة الفنزويلية
خوان غوايدو رئيساً، قائلاً "بدون الإعلان عن إجراء انتخابات في غضون 8 أيام،
سنكون مستعدين للاعتراف بغوايدو رئيساً مكلفاً لفنزويلا، من أجل بدء عملية سياسية"،
مضيفاً "نحن نعمل مع شركاء أوروبيين".
وأوضحت
المتحدثة باسم الحكومة الألمانية مارتينا فيتز "يجب أن يمنح للشعب الفنزويلي حق
أن يقرر بحرية وأمان مستقبله، إذا لم تعلن انتخابات في غضون 8 أيام، فسنكون مستعدين
للاعتراف بخوان غوايدو الذي يقود مثل هذه العملية السياسية، كرئيس بالوكالة".
وبدورها،
انضمت بريطانيا إلى الدول المؤيدة لجوايدو، وقال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت
"بعد منع مرشحي المعارضة وتزوير صناديق الاقتراع والمخالفات في عمليات الفرز في
الانتخابات التي تضيق بالعيوب، أصبح من الواضح أن الرئيس نيكولاس مادورو ليس الرئيس
الشرعي لفنزويلا".
وأضاف
أن "جوايدو هو الشخص المناسب للمضي بفنزويلا إلى الأمام"، وهدد بأنه إذا
لم يتم خلال 8 أيام إعلان إجراء انتخابات جديدة ونزيهة، فإن المملكة المتحدة ستعترف
بغوايدو رئيساً مؤقتاً يقود العملية السياسية في اتجاه الديموقراطية، حان الوقت لبداية
جديدة لشعب فنزويلا الذي يعاني".
ومع
تزايد الضغوط الدولية على نظام فنزويلا للموافقة على إجراء انتخابات جديدة، حذرت وزيرة
خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيرني من أن التكتل سيتخذ مزيداً من الإجراءات
في حال عدم الدعوة إلى انتخابات خلال الأيام المقبلة في فنزويلا، وضمنها ما يتعلق بالاعتراف
بقيادة هذا البلد.
وقالت
في بيان باسم الاتحاد "في غياب إعلان حول تنظيم انتخابات جديدة في ظل الضمانات
الضرورية خلال الأيام المقبلة، سيتخذ الاتحاد الأوروبي خطوات إضافية خصوصاً في ما يتعلق
بقضية الاعتراف بقيادة هذا البلد".