دعم أمريكي.. ردود أفعال الدول على الانقلاب في فنزويلا
تباينت آراء بعض الدول إزاء الانقلاب على حكم الرئيس الفنزويلي الحالي نيكولاس مادورو، والذي قاده رئيس البرلمان، خوان جوايدو، أمام حشد مؤيد في العاصمة كراكاس، حيث أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعترافه بزعيم المعارضة الفنزويلية رئيسا انتقاليا للبلاد، داعيا الدول الغربية إلى حذو حذوه.
وشهدت العاصمة الفنزويلية
كراكاس اليوم مظاهرات حاشدة لمؤيدي ومعارضي الرئيس نيكولاس مادورو، ووقعت اشتباكات
بين الشرطة ومؤيدي المعارضة، أسفرت عن سقوط قتلى وإصابات.
وبرغم خروج الآلاف
في شوارع فنزويلا، تأييدا لإعلان المعارضة
بأن حكم الرئيس بات غير شرعيا، تمسك نيكولاس مادورو بالسلطة أمام حشد من مؤيديه في
العاصمة كاركاس، فيما دعا الجيش إلى الحفاظ على الوحدة والانضباط، قائلا في خطاب ألقاه
أمام حشود من مؤيديه قرب قصر ميرافلوريس الرئاسي: "أمرت بقطع كل العلاقات الدبلوماسية
والسياسية مع حكومة الولايات المتحدة".ورفض مادورو إعلان رئيس البرلمان المعارض،
خوان غوايدو، توليه مهام الرئاسة، متهما المعارضة بمحاولة الانقلاب، متابعا:
"سنبقى في قصر الرئاسة مع أصوات الشعب"، مضيفا أن الشعب هو الوحيد من ينتخب
ويقصي رئيسا دستوريا للبلاد.
وأعلن مادورو عن
رفضه لما وصفه بـ "الخطة الأميركية لفرض حكومة عميلة على فنزويلا"، مشددا
على أن بلاده لا تريد "العودة إلى عهد التدخلات الأميركية" في شؤونها.
من جانبه أكد خوان
جوايدو، في كلمة أمام حشد من أنصاره في العاصمة
كاراكاس: "لا نريد العودة إلى عهد التدخلات الأمريكية، سأبقى في قصر الرئاسة مع
أصوات الشعب الذي ينتخب رئيسًا دستوريًا لفنزويلا".
وقال جوايدو (35
عاما) في مقابلة مع رويترز، الثلاثاء الماضي، إنه "ينوي إذا أصبح رئيسا أن يوفر
حماية قانونية للجنود والمسؤولين المنشقين"، لكنه قال "ستطبق العدالة بحق
أولئك الذين ارتكبوا أفعالا مشينة"، مضيفًا : "ظللنا طيلة 20 عاما نعاني
هجمات، قتلوا زعماء سياسيين وسجنوا آخرين، وتعرضت أنا للخطف لبضع ساعات، قتلوا أصدقائي".
دعم أمريكا
للانقلاب
وفي أسرع ردود الفعل
الدولية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي اعتاد الهجوم على إدارة "مادورو":
"أعترف رسميًا اليوم برئيس الجمعية الوطنية الفنزويلية خوان جوايدو رئيسًا لفنزويلا
بالوكالة".
من جهته، هنأ الأمين
العام لمنظمة الدول الأمريكية، لويس ألماجرو، ومقرها واشنطن، "جوايدو" بالانقلاب،
وقال في بيان: "تهانينا لخوان جوايدو، رئيس فنزويلا بالنيابة، نمنحه اعترافنا
الكامل لإعادة الديمقراطية إلى هذا البلد".
أما وزير الخارجية
الأمريكي، مايك بومبيو، فطالب الرئيس الفنزويلي بـ"التنحي" لصالح رئيس البرلمان
المعارض، داعيًا الجيش الفنزويلي وقوات الأمن إلى ما اعتبره "دعم الديمقراطية
وحماية المدنيين".
رفض المكسيك
الانقلاب
على صعيد آخر، أعلنت
كل من روسيا والمكسيك اعترافهما بسلطة "مادورو"، وقال المتحدث باسم الرئيس
المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور إن بلاده "تؤيد مادورو رئيسًا لفنزويلا،
ونعترف بالسلطات المنتخبة وفقًا للدستور الفنزويلي".
كما اتخذت المكسيك،
موقفا بعدم التدخل في فنزويلا تحت قيادة أوبرادور اليساري الذي تولى منصبه في ديسمبر
2018، معلنًا أن سياسته الخارجية تقوم على مبدأ "عدم التدخل" في شؤون الدول
الأخرى.
روسيا
تؤكد أحداث فنزويلا شأنا داخليا
روسيا اعتبرت الولايات
المتحدة تتدخل "بشكل سافر" في الشؤون الداخلية لفنزويلا، وقال رئيس لجنة
الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، قسطنطين كوساتشوف: "مهما حدث في فنزويلا،
فإن ذلك يعتبر شأنا داخليًا".
وأضاف المسؤول الروسي:
"يجب دعم الشعب الفنزويلي بتطوير التعاون مع هذا البلد ومساعدته على حل المشاكل
الاجتماعية والاقتصادية المتراكمة، وليس بحصاره. السياسات الأمريكية تجاه فنزويلا،
بما فيها التصريحات الأخيرة تعتبر تدخلا سافرا وفظا في شؤونها الداخلية".