قبيل زيارة "ماكرون" للقاهرة.. أهم المحطات التاريخية في العلاقات "المصرية - الفرنسية"
يزور الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، مصر في الثامن والعشرين من يناير الجاري، حيث تعد تلك الزيارة هي الأولى من نوعها التي يقوم بها الرئيس الفرنسي منذ توليه منصبه في عام 2017 إلى القاهرة.
ومن المقرر أن تشهد الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مختلف المجالات، ومناقشة سبل تعزيز التعاون في عدة مجالات منها الكهرباء، والصحة، والنقل الجوي، ومترو الأنفاق-وفق ما قال برونو لومير وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي-.
وتميزت العلاقات "المصرية –الفرنسية"، بخصوصية حيث ظلت طوال القرنين الماضيين مسيرة مفتوحة بين باريس والقاهرة، جعلت من العمل السياسي والدبلوماسي بين البلدين ركيزة مهمة من ركائز العلاقات الثنائية، كما أنها شهدت تناغما شديدا وترابطا قويا خلال السنوات الأخيرة، لاسيما بعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي السلطة، الأمر الذي جعل من العمل السياسي والدبلوماسي بين البلدين ركيزة مهمة من ركائز العلاقات الثنائية. برز ذلك جليا من خلال زيارة وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي، بروونو لمومير، حيث التقى الرئيس، بعد لقائه مجموعة من ممثلي الشركات الفرنسية المقيمين في البلاد.
فقد بلغ عدد الزيارات الرسمية بين البلدين أكثر من 20 زيارة على مستوى رؤساء ووزراء وكبار المسئولين منذ نوفمبر 2014، عكست جميعُها تقاربًا في وجهات النظر إزاء القضايا الثنائية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والأزمة الليبية، وكذلك رغبة البلدين في تقوية شراكتهما التي تمتد عبر قرنين من الزمان في المجالات الاقتصادية، والعسكرية، والثقافية.
وشهدت العلاقة بين الدولتين المزيد من التعاون خاصة في المجال العسكري، حيث أمدت فرنسا مصر بالعديد من الأسلحة المتطورة مثل طائرات الرافال وحاملات الطائرات من طراز ميسترال والفرقاطة فريم و4 فرقاطات من طراز جو ويند، بجانب نقل التكنولوجيا العسكرية إلي مصر، فضلا عن التعاون المصري الفرنسي في مجال مكافحة الإرهاب والحد من الهجرة غير الشرعية والتنسيق الدائم في الملفات الإقليمية والدولية في مختلف المحافل الدولية.
التعاون السياسي
تلاقت وجهات نظر مسئولي القاهرة وباريس عبر حوارات ثنائية، حول عملية السلام في الشرق الأوسط، وأخذت الدولتان مواقف متقاربة على مستوي عدد من القضايا، أهمها الاتفاق علي خلق تعبئة دولية من أجل محاربة المنظمات الإرهابية التي تهدد الأمن الإقليمي والعالمي.
كما توافق رؤي الدولتان حول الدعوة لاستئناف مفاوضات السلام لإقامة دولة فلسطينية مستقلة في حدود 1967، حيث شدد البلدان على ضرورة دعم مفاوضات السلام، ووحدة الصف العراقي، حيث اتفقت الدولتان على دعم برنامج السلطات العراقية الذي يهدف إلى وحدة الدولة العراقية بغرض دعم الاستقرار الداخلي في العراق، والانتقال السياسي لحل الأزمة السورية، حيث اتفقت الدولتان على التطبيق الكامل لإعلان "جنيف" المؤرخ في 30 يونيو 2012، كما الحل السياسي للأزمة الليبية، حيث أخذ البلدان مبادرة أكدت تمسك الدولتين بوحدة الأراضي الليبية وسلامتها، والانخراط في طريق الحوار برعاية الأمم المتحدة.
التعاون الاقتصادي
فعلي المستوي الاقتصادي تنوع التعاون بين البلدين مابين استثمارت مباشرة وتبادل تجاري وتمويل تفضيلي، وقد بلغت المبادلات التجارية الفرنسية المصرية ملياري يورو في عام 2015، حيث بلغ حجم الصادرات الفرنسية 1,5 مليار يورو وحجم الواردات 0,5 مليار يورو، ومثّل تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر الفرنسي إلى مصر 250 مليون يورو لفترة 2015- 2016 وقد بلغ مخزون الاستثمار 3,5 مليار يورو في عام 2015.
وقد اتسع مؤخرا الحضور الاقتصادي الفرنسي في مصر المتمثل في 160 فرعًا لمنشآت فرنسية توظف أكثر من 30000 شخص، وتستفيد المنشآت الفرنسية من مزايا حقيقية في القطاعات الواعدة في الاقتصاد المصري أي الصناعة والصناعة الزراعية، والمعدات الكهربائية والأدوية والتوزيع واستغلال النفط والغاز والسياحة والبنى التحتية، تؤكد العقود البارزة الموقَعة جودة العلاقة الاقتصادية الفرنسية المصرية.
التعاون العسكري
وعلي المستوي العسكري عقدت عدد من الاتفاقيات العسكرية وكذلك إجراء التدريبات الثنائية العسكرية كل عامين علي الأراضي المصرية وتشارك الدولتان في تدريبات بحرية تعرف بـ"كليو باترا"، وهي تقام في الأعوام ذات الأرقام الزوجية، وقد أقيمت آخر تدريبات بحرية من هذا النوع على سواحل الإسكندرية في الفترة من 8 إلى 13 ديسمبر 2012، وتُجرى أيضًا تدريبات جوية ثنائية بين البلدين تحمل اسم "نفرتاري"، وكان آخرها التي أُجريت من 29 أكتوبر إلى 12 نوفمبر 2012.
كما أن هناك حوار دائم بين البلدين في مجال التكنولوجيا وصيانة المعدات وتبادل الخبرات، وفي اكتوبر 2015 شهد الرئيس عبد الفتاح السيسى مراسم التوقيع على خطاب للنوايا حول الأمن والدفاع بين وزارتيّ الدفاع المصرية والفرنسية، بالإضافة إلى عقد شراء حاملتيّ المروحيات من طراز "ميسترال".
وفي 16 فبراير 2015 حضر الرئيس السيسى مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات في مجال التسليح بين الجانبين المصري والفرنسي والتي ستقوم بموجبها فرنسا بتوريد 24 طائرة مقاتلة من طراز "رافال"وفرقاطة متعددة المهام من طراز "فريم" لمصر، فضلاً عن تزويد القوات المسلحة بالأسلحة والذخائر اللازمة للطائرات والفرقاطة. وتسلمت مصر أول دفعة من طائرات "رافال" وعدها 3 طائرات في يوليو 2015، تلاها تسليم 3 آخرين في يناير 2016 .
وفي 25 يونيو 2015 تسلمت مصر الفرقاطة "تحيا مصر" من طراز "فريم" بمرفأ لوريان الفرنسي، ودشنها الرئيس السيسي في 17 مارس 2016.