مصر الخير: نضع قضية الغارمين على رأس الأولويات
مع بداية العام الجاري أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي مبادرة حياة كريمة لتوفير حياة كريمة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجا، داعيا كافة مؤسسات وأجهزة الدولة بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني لتوحيد الجهود بينهما والتنسيق المشترك لإنجاح تلك المبادرة الوطنية، وتعد فئة الغارمين علي رأس الفئات الأكثر احتياجا، ولهذا وضعت مؤسسة مصر الخير منذ تأسيسها في عام 2007، قضية الغارمين علي رأس أولوياتها وأطلقت في فبراير ٢٠١٠ برنامج مستقل لفك كربهم وتوفير فرص عمل وحياة كريمة لهم، خاصة وأن هناك عشرات أو مئات الآلاف من الغارمين، في مصر وبعضهم خلف القضبان، والكثير منهم مهدد بالسجن.
والحقيقة أن الغارمين النسبة الأعظم منهم من الأسر الأكثر احتياجا، وبالتالي لم تكتف مؤسسة مصر الخير بفك الكرب بل علمت علي عدم الوقوع فيه من خلال رفع الحاجة عن هذه الفئات بالتمكين الاقتصادي.
وقالت سهير عِوَض رئيس برنامج الغارمين بمؤسسة مصر الخير، لقد كان لابد من علاج المشكلة من جذورها، ووضع خطة للتمكين الشامل وبالفعل بدأنا في إنشاء سلسلة مصانع صغيرة للسجاد، والمنسوجات اليدوية بدأت بخمس مصانع في قرية أبيس بمحافظة الإسكندرية واطفيح في محافظة الجيزة؛ بهدف إعادة صياغة حياة هؤلاء الأسر من الناحية الاجتماعية، والصحية، والتعليمية لأولادهم ودعمهم في مراحل التعليم لِسَد فجوة الجهل.
وأشارت إلي أن البرنامج أخذ علي عاتقه فتح باب جديد في حياة هؤلاء الأسر سواء الغارمين أو الأسر الأكثر احتياجا فبدأنا برحلة تدريب، وتعليم الحرف اليدوية حتي يصبح لديهم مهنة تفتح لهم باب الرزق. وذلك بالاستعانة بأهل الخبرة ولَم تقف أحلامنا عند التعلم بل الإتقان، وأيضا حلمنا بالمنافسة، والحقيقة وجدنا جهات كثيرة تعاونت معنا في مقدمتها وزارة التضامن التي أعطت لنا الحرير والصناع المهرة الذين قاموا بالتدريب، وأيضا توقيع بروتوكولات مع الجامعات للوصول إلي اعلي مستوي من التحديث العلمي في صناعة المنسوجات والسجاد والكليم.
وتابعت عِوَض: لقد كانت كلمات التشجيع من رئيس الجمهورية لعملنا في المجتمع المدني خلال تفقده جناح مصر الخير خلال الاحتفال باليوم العالمي لذوي الإعاقة «قادرون باختلاف» شجعنا علي المضي قدوما لمزيد من العمل وتطوير الإنتاج إننا نستعد حاليا لإنشاء مراكز للتدريب علي صناعة السجاد والحرف اليدوية لإعطاء شهادة خبرة معتمدة، تكون بمثابة شهادة تساعده علي العمل، سواء في مصانع مصر الخير او اَي مصانع أو ورش أخري في المحافظات بالإضافة لإطلاق حملة مبادرة "أنوال الخير" التي يمكن المساعدة خلال في فتح باب رزق لثلاث أسر من خلال مساعدين المتبرعين لشراء نوال.هي بمثابة مشروعات صغيرة يمكن إداراتها في المنزل او اَي مكان صغير يمكن توفيره للعمل على النوال فيه.
سهير عوض مدير برنامج الغارمين في مؤسسة مصر الخير، قالت أن الغارمين من أكثر الفئات في المجتمع احتياجا وأكثرها استحقاقا للدعم المساندة، وخصوصا أن غارم واحد قد يتسبب في تشرد وضياع أسرة بأكملها لأنه في معظم الحالات يكون الغارم أو الغارمة هو عائل الأسرة، مشيدة بدعم الرئيس عبد الفتاح السيسي ومؤسسة الرئاسة لهذه الفئة، موضحا أن دخولهم علي خط الأزمة أعطي لها زخم كبير، وأعطي حيوية ونشاط في شرايين دعم ومساندة تلك الفئة، مشيرة إلي أن مصر كلها وصلت لمرحلة المعرفة الكاملة لقضية الغارمين، وتعرف ماذا يعني غارم ويساهموا في فك كربهم، كما أن هناك مشاركة كبيرة من الشركات والقطاع الخاص في فك كربهم، فضلا عن مهم الدعم المجتمعي والنفسي لهم وأن هناك سبيل لفك كربهم.
وأضافت سهير عوض أنه منذ بداية عمل برنامج الغارمين في فبراير ٢٠١٠ نجحوا في فك كرب نحو ٦٧ ألف غارم وغارمة، موضحة أن مصر الخير وفقا لمبادرة الرئيس السيسي تعمل علي توفير حياة كريمة للغارمين حيث أن دور مصر الخير لا ينتهي بفك كرب الغارم أو الغارمة ولكن تتدخل كل قطاعات المؤسسة من تكافل وصحة وتعليم وغيرها لمساعدتهم من خلال تقديم مساعدات إنسانية وتوفير سكن كريم لهم وتوفير فرص تعليمية لأبنائهم وعلاجهم إذا كانوا مصابين باي أمراض.
وقالت علاقة المؤسسة مع الغارمين بعد فك كربهم تكون متوطدة جدا، حيث نتابع أدق تفاصيل حياتهم، وعدد كبير تحولوا من غارمين إلي منتجين، ومصر الخير لهم بمثابة البيت الكبير أي شي يحدث لهم يرجعوا لمصر الخير.
وأشارت إلي أن مؤسسة مصر الخير تبذل قصارى جهدها للتأكد من استحقاق الشخص المتقدم له للمساعدة من خلال 18 خطوة لتأكد استحقاق المتقدم للمساعدة من برنامج الغارمين، لان أموال برنامج الغارمين من الزكاة ولابد من التأكد من ذهابها لمصارفها الشرعية.
الجدير بالذكر أن مؤسسة مصر الخير أعلنت عن مشاركتها بمبادرة "حياة كريمة" و التي أطلقها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي يوم الأربعاء 2 يناير من أجل توفير حياة كريمة للقرى الأكثر استحقاقا للدعم بجانب تكثيف جهود المجتمع المدني والقطاع الخاص والعام وكافة مؤسسات الدولة المصرية من أجل وصول الدعم لمستحقيه وإطلاق عام الأسر الأكثر احتياجا على عام 2019.
وقد استهدفت وزارة التضامن الاجتماعي العمل في 277 قرية تتمركز أغلبهم بصعيد مصر خلال خطتها لمبادرة الحياة الكريمة من خلال العديد من المحاور أهمها تحسين مستوى السكن و التمكين الاقتصادي من خلال توفير فرص العمل بالإضافة إلى الاهتمام بالتعليم والشباب والنشء فضلا عن دعم القطاع الصحي بصوره المختلفة.
حيث أخذت مؤسسة مصر الخير على عاتقها مهمة كبيرة في بداية المبادرة وهي توفير آلية المسح الشامل للعديد من القرى المستهدفة من وزارة التضامن بحيث يتوفر في القريب العاجل بيانات كاملة في كافة القطاعات المستهدفة عن أدق احتياجات القرى المستهدفة.