ننشر التقرير الذي كتبه مكتشف "خبيئة" معبد الأقصر قبل 30 عاما
قال الدكتور مصطفى الصغير مدير عام معبد الأقصر، إن خبيئة المعبد تم اكتشافها عن طريق الصدفة صباح يوم 22 يناير عام 1989م، أثناء تنظيف وتسوية أرضية المعبد آنذاك.
وحصلت الفجر على نسخة من الخطاب الذي كتبه الدكتور محمد الصغير مدير عام آثار مصر العليا في ذلك الوقت، والذي اكتشف الخبيئة.
حيث جاء في الخطاب أنه أثناء أعمال التنظيف في رضية المعبد تم العثور على حافة جرانيتية، تبين أنها قاعدة تمثال، ثم بمزيد من الحفر تبين وجود عدة تماثيل أخرى أسفلها، فتم إعادة ردم الحفرة، حتى أخذ الموافقة بإجراء حفائر منظمة.
وأسفرت الحفائر عن عدد التماثيل التي تعد من أجمل وأروع ما أنتجه الفنان المصري القديم، حيث أنها تتميز بحالتها الجيدة جداً، ولم تؤثر فيها عوامل الزمن وظلت محتفظة برونقها المميز.
يذكر أن وزارة الآثار أعلنت عن تنظيم احتفالا صباح اليوم بمناسبة مرور 30 عامًا على اكتشاف خبيئة معبد الأقصر، وقال الدكتور مصطفي الصغير مدير عام آثار الكرنك والمشرف على طريق الكباش، إن الاحتفالية بدأت في تمام العاشرة من صباح اليوم بفناء الاحتفالات بمعبد الأقصر موقع اكتشاف الخبيئة.
وأشار الصغير إلى أن الاحتفالية تشمل تنظيم معرضًا للصور الفوتوغرافية توضح اكتشاف الخبيئة والتعامل مع التماثيل وأعمال الترميم والعرض المتحفي لها.
وأضاف الصغير، أن المعرض يشمل صوراً لما أوردته الصحافة المحلية والعالمية عن اكتشافها، كما سيتم تنظيم معرضا للصور الفتوغرافية مماثلاً داخل متحف الأقصر باعتباره مكان عرض تماثيل الخبيئة المكتشفة.
وتابع الدكتور مصطفي الصغير مدير عام آثار الكرنك والمشرف على طريق الكباش، أن الاحتفالية ستشهد عقد محاضرة عن خبيئة معبد الأقصر غدًا الأربعاء 23 يناير.
ومعبد الأقصر هو معبد كبير من المعابدد المصرية القديمة المعقدة يقع على الضفة الشرقية لنهر النيل في مدينة الأقصر اليوم المعروفة باسم طيبة القديمة.
تأسس سنة 1400 قبل الميلاد، وشُيد المعبد لعبادة آمون رع وزوجته موت وابنهما خونسو، وهي الآرباب التي يطلق عليها أيضا لقب الثالوث الطيبي (ثالوث طيبة).
وتم تشييد المعبد في عهد ملوك الأسرة 18 و19 وأهم الأبنية القائمة بالمعبد هي تلك التي شيدها الملكان أمنحتب الثالث 1397-1360 ق.م، رمسيس الثاني 1290-1223 ق.م، والذي أضاف إلى المعبد الفناء المفتوح والصرح والمسلتين).
كما أقام الملك تحتمس الثالث 1490-1436 ق.م، مقاصير لزوار ثالوث طيبة المقدس، كما قام توت عنخ آمون (1348-1337 ق.م.) باستكمال نقوش جدرانه.
وقد دمرت المقصورة الثلاثية التي كانت قد شيدت من قبل في عهد الملكة حتشبسوت والملك تحتمس الثالث من الأسرة الثامنة عشرة؛ ثم أعيد بناؤها في عهد الملك رمسيس الثاني.
سمي المعبد أيضاً "إيبت رسيت" وتعني الحرم الجنوبي أو المكان الخاص بآمون رع، وهو من أحسن المعابد المصرية حفظاً وأجملها بناء، وفيه يتجلى تخطيط المعبد المصري أوضح ما يكون
أمر أمنحتب الثالث بإقامة هذا المعبد لثالوث طيبة أغلب الظن لأمرين: الأول كان لتأكيد نسبة للإله آمون نفسه ،إذ أن احقيته للعرش لم تكن واضحة طبقا للتقاليد المصرية التي تنص بأن الملك يجب أن يكون ابن ملك وأميرة من سلالة نقية أما إذا كانت سلالتة غير نقية فيكتسب أحقيته للعرش بالزواج من الابنة الكبرى للملك (السابق).
ولم ينطبق أحد الشرطين على امنحتب الثالث فأمة لم تكن مصرية وزوجته لم تكن من سلالة ملكية، ولهذا أكد شرعيته للعرش باثبات نسبه للاله آمون نفسه وتسجيل ولادتة المقدسة على جدران الغرفة الشهيرة بالمعبد والمعروفة بغرفة الولادة.
والثاني هو إرضاء لكهنة آمون لكى يتقبلوه فرعونآ شرعيا لمصر ولذلك خصص هذا المعبد للاله آمون ولصورة من صوره وهي التي يطلق عليها "آمون-رع-كا-موت-اف"اى "آمون –رع ثور أمه" وهي الصورة التي تظهر آمون-رع كألة للخصب ولدورة الحياة.