صندوق النقد يخفض من توقعات النمو العالمي خلال العام الجاري والمقبل
خفض صندوق النقد الدولي من توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي في العامين الجاري والمقبل مع تنبؤات تشير إلى مزيد من الخفض بالمستقبل.
وتوقع الصندوق في تقرير مستجدات آفاق الاقتصاد العالمي أن يبلغ النمو العالمي 3.5% في 2019 و3.6% في 2020، بانخفاض قدره 0.2 و0.1 نقطة مئوية عن توقعات سابقة في أكتوبر الماضي.
وقال الصندوق في تقريره "ربما تكون العوامل الدورية التي دفعت النمو العالمي واسع النطاق منذ النصف الثاني من 2017 قد بدأت تضعف بسرعة أكبر إلى حد مما كان متوقعا في أكتوبر الماضي.
فقد تباطأت التجارة والاستثمار، كما تباطأ الإنتاج الصناعي خارج الولايات المتحدة، وضعفت مؤشرات مديري المشتريات منذرة بتراجع الزخم.
وبينما لا يعني هذا أننا بدأنا مرحلة من الهبوط الاقتصادي الكبير، فمن المهم أن نجري حصرا للمخاطر الكثيرة الآخذة في الارتفاع".
خفض الصندوق من توقعاته لوتيرة النمو في الأسواق الناشئة والنامية بواقع 0.2% إلى 4.5% خلال العام الجاري على أن تتعافى لنحو 4.9% في 2020. وأرجع الصندوق تخفيض توقعات النمو لتلك الأسواق إلى "استمرار التأثيرات المعاكسة الناجمة عن هبوط التدفقات الرأسمالية عقب ارتفاع أسعار الفائدة الأساسية الأمريكية وانخفاض قيم العملات، وإن أصبحت أقل حدة". ويرجع التعافي المتوقع في 2020 إلى توقع تعافي الأرجنتين وتركيا.
تفادي الانزلاق نحو الركود: يقدم الصندوق في تقريره مجموعة من النصائح التي ينبغي اتباعها لتفادي حدوث أزمة اقتصادية جديدة. ويقول الصندوق في تقريره "يجب التوصل إلى حل تعاوني سريع للخلافات التجارية الراهنة وما تسببه من عدم يقين بشأن السياسات، بدلا من زيادة الحواجز الضارة وزعزعة استقرار الاقتصاد العالمي المتباطئ بالفعل". ويتوقع الصندوق أن تتخذ البنوك المركزية بالأسواق المتقدمة خطوات لتحفيز النمو. وقال "ينبغي أن تستمر السياسة النقدية في الاقتصادات المتقدمة على مسار العودة الحذرة إلى أوضاعها العادية، علما بأن البنوك المركزية الرئيسية على دراية كاملة بتباطؤ الزخم – ونحن نتوقع أن تضبط خطواتها القادمة بما يتفق مع هذه التطورات".
وتوقع صندوق النقد نمو اقتصاد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالإضافة إلى أفغانستان وباكستان بنسبة 2.4% في 2019، بالمقارنة مع توقعات سابقة بنسبة 2.7%.
وحذرت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاجارد من "مخاطر مرتفعة بشكل كبير" خلال الأشهر المقبلة مع تأثر الاقتصاد العالمي بتزايد التوترات التجارية والمخاوف بالأسواق المالية. وأشارت إلى أنه من المتوقع حدوث تباطؤ أكبر في النمو العالمي.
وانخفضت الأسهم الأمريكية والأوروبية متأثرة بتقرير صندوق النقد الدولي، وفقا لبلومبرج. وقالت رويترز إن العقود المستقبلية بالأسواق الآسيوية وفي الولايات المتحدة تشير إلى احتمالية هبوط الأسواق العالمية اليوم. وأشارت الوكالة إلى أن المستثمرين يتجهون إلى الدولار والعملات الأخرى التي تمثل "ملاذا آمنا" لهم متأثرين بتوقعات صندوق النقد وأيضا تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني.