صحيفة أمريكية: قطر تشتري النوايا الحسنة من البنتاجون
قالت صحيفة الجيمينر
الأمريكية، في تقرير كتبه يجال كارمون، إن النظام القطري يتبع أساليب تآمرية في علاقاته
مع الولايات المتحدة، ومحاولاته اختراق إدارة الرئيس ترامب، مؤكداً أن الطريقة التي
تتعامل بها الولايات المتحدة مع النظام القطري خاطئة، وأنه لا يجب اعتبار الدوحة صديقا
عظيما مثلما قال وزير الخارجية مايك بومبيو.
وذكرت التقرير
أن قناة الجزيرة، المملوكة لأمير قطر، تركز فقط على الحزب الديمقراطي، حيث لا تعترف
بالحزب الجمهوري، والجمهوريون الذين يستحقون التغطية في قناة الجزيرة فقط، هم السيناتور
راند بول، الذي تم عرضه كقوة سياسية ثقيلة، بينما السيناتور السابق بوب كوركر، الذي
تسبب قراره بعدم السعي إلى خوض الانتخابات في عام 2018 إلى إزالته من تقارير الجزيرة،
فكأنه شخص لا قيمة له.
وقال كارمون في
تقريره: "لسنوات عديدة، شعر بعض المسؤولين في الولايات المتحدة بأنهم مدينون لقطر
لاستضافتها قاعدة العديد الجوية ومقر القيادة المركزية الأمريكية، ويأتي قادة (البنتاجون)
والزعماء السياسيون الأمريكيون ويذهبون، ولا أحد يتذكر أن قطر هي المدينة للولايات
المتحدة للحفاظ على قاعدتها في قطر، حيث إنها قامت بنفسها ببنائها، بتكلفة ملياري دولار،
لضمان الوجود الأمريكي هناك؛ لأنه من دون هذا الوجود، كان النظام القطري لينتهي منذ
فترة طويلة".
وتابع كارمون أن
قطر تشتري النوايا الحسنة من البنتاجون ببناء مدينة بأكملها لاستضافة الجنود الأمريكيين،
وتوسع القاعدة الجديدة. لكن هذه الصفقة، التي تضمن بقاء قطر، قد كلفت الولايات المتحدة
ثمناً باهظاً، حيث ينخرط المقاتلون الأمريكيون في مهمة ضرب الإرهابيين الذين ترعاهم
قطر.
وأوضحت الجيمينر
أن قناة الجزيرة متخصصة في تقديم تغطيات إيجابية على إيران وتركيا، على الرغم من أن
الأولى هدف سياسي معلن للسياسة الأمريكية، والأخيرة، تحت حكم الرئيس رجب طيب أردوغان،
وتنشر دعاية سلبية ضد الولايات المتحدة. وانتقدت الصحيفة الزيارة الأخيرة التي قام
بها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو لقطر، حيث أشاد في جولته الأخيرة في الشرق
الأوسط بقطر، باعتبارها صديقاً عظيماً وأكد على أهمية وحدة دول مجلس التعاون ضد إيران،
مضيفاً أنه تناسى العمل المخرب الذي تقوم به قناة الجزيرة، التي تعمل بلا كلل لإسقاط
النظم العربية، وبالتالي ما هو مفهوم الوحدة الذي يتحدث عنه وزير الخارجية الأمريكي
عندما يشيد بقطر؟ وكيف يمكن اعتبار قطر حليفاً للولايات المتحدة بمثل هذه السياسات
التي تتبعها؟.
ولفت تقرير الصحيفة
إلى أنه في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة تشكيل جبهة مناهضة لإيران للحد من
توسع الدولة الفارسية، تصر حليفته قطر على أن إيران، دولة مثل أي دولة أخرى، لديها
مصالح مشروعة في سوريا، طالما أنها لا تتجاهل مصالح الشعب السوري.
وأضاف التقرير
أنه من المثير للدهشة والسخرية، أن قناة الجزيرة توقع اتفاقية تعاون مع وكالة الأنباء
الإيرانية الرسمية (إرنا)، التي زار مديرها محمد خدادي الدوحة الصيف الماضي، بدعوة
من اللجنة القطرية لحقوق الإنسان، لحضور مؤتمر عن حرية الخطابة، رغم أن إيران تعتبر
أكبر دولة تنتهك حقوق الإنسان.
وعلاوة على ذلك،
يرغب الرئيس ترامب أن يردع تركيا عن ضرب الأكراد (حليف الولايات المتحدة)، ويحذرهم
من أنه سيدمر اقتصادهم. واتصل به أردوغان، في محاولة منه لاسترضائه، ولكن هل عقوبات
ترامب ستؤثر على تركيا؟ "لا"، ويرجع السبب في ذلك إلى أن قطر (حليف الولايات
المتحدة) ستنقذ تركيا مرة أخرى من عقوبات ترامب، تماماً كما فعلت في عام 2018 عندما
مدت أردوغان بـ 18 مليار دولار، وأوقفت هبوط الليرة التركية، مطمئنة أردوغان بأموال
لصرفها سلفاً على الانتخابات المحلية، وإطالة أمد معاناة الأسير القس برونسون.
وأضافت الجيمينر
أن المشكلة الأخرى التي يتجاهلها ترامب ووزير خارجيته هي الاتفاقية العسكرية بين الدوحة
وأنقرة، والتي بموجبها قد تبني تركيا قواعد في قطر، وقد تستخدم بحرية المجال الجوي
القطري. وبما أن الاتفاقية تمنح تركيا الحق في العمل بحرية في المجال الجوي القطري،
فإن حرية سلاح الجو الأمريكي في قاعدة العديد ستكون محدودة. ولكن هل هذا هو سلوك صديق
عظيم يعتمد على الولايات المتحدة في بقائه؟
وأوضحت الجيمينر
أن دعم قطر للإرهاب، رغم تظاهرها بمعارضته، كان عنصراً أساسياً في السلوك السياسي لقطر
منذ أن استولى نظام الحمدين على السلطة في قطر، وكشف معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط
هذه الازدواجية في العديد من التقارير.
وساق التقرير بعض
الأمثلة: في بث مباشر في نوفمبر2014، سمح تلفزيون الجزيرة للمتطرف حسين محمد حسين بإذاعة
قسم الولاء لقائد داعش أبو بكر البغدادي (باحث إسلامي يتعهد بالولاء لأمير داعش أبوبكر
البغدادي على الهواء مباشرة على قناة الجزيرة). وقبل عقد من الزمان، سمحت الجزيرة للناشط
الإرهابي المرتبط بإيران أنيس النقاش بالدعوة لشن هجمات على منشآت نفطية أمريكية.
ونشرت قناة الجزيرة
في عام 2014 مقابلة مطولة ومتعاطفة مع أبو محمد الجولاني ، قائد جبهة النصرة، التابعة
لتنظيم القاعدة في سوريا.
وذكر كاتب التقرير
أن الانبطاح الأمريكي،غير المبرر، لقطر في فترة ولاية وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون،
كان مفهوما، لأنه كان يعرف باسم رجل قطر في الإدارة الأمريكية. وبحسب ما ورد، خلال
فترة توليه منصب الرئيس التنفيذي لشركة إكسون موبيل، روج لمشروع الغاز الطبيعي المسال
القطري الذي حول قطر إلى ما هي عليه الآن. ولكن الآن بعد أن تم استبداله بالوزير مايك
بومبيو، فإن استمرار هذه السياسة الموالية هو أمر لا يمكن تفسيره، مطالباً بتغيير بتغيير
هذا النهج واتباع سياسة أكثر صرامة تجاه النظام في الدوحة.
وأضاف أن هذه الظاهرة
من الإجراءات غير المنطقية من جانب الولايات المتحدة تجاه قطر لا بد أن تؤدي إلى ظهور
نظريات تستند إلى سمعة قطر كدولة يمكنها شراء أي شخص أو أي شيء، بما في ذلك، بحسب ما
ذكر، الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).
ومضى التقرير:
سواء كان ذلك بسبب الجهل أو الفساد، فإن التزام أمريكا حيال قطر على الرغم من أفعالها
المناهضة للولايات المتحدة يسيء لسياسة حكومة ترامب تجاه الشرق الأوسط، تماماً مثلما
كانت سياسة إدارة الرئيس أوباما تجاه إيران تحكم توجهها في الشرق الأوسط.