من سوريا إلى الدوحة.. الاحتجاجات تلاحق الرئيس السوداني
يتوجه الرئيس السوداني، عمر البشير، إلى الدوحة غدا الثلاثاء،
في أول زيارة له خارج البلاد، منذ اندلاع احتجاجات واسعة تدخل شهرها الثاني.
واعتذر البشير عن المشاركة في القمة العربية الاقتصادية أمس
الأحد في بيروت، وأوفد نائبه الأول الفريق أول بكري حسن صالح ليمثله.
ويستنكر الرأى العام في السودان دعم ووقوف دولة قطر إلى جانب
الرئيس البشير الذي تقوم قواته بقمع الاحتجاجات السلمية، وصمت قطر إزاء الانتهاكات
الواسعة التي تقوم قوات الأمن السودانية تجاه المتظاهرين.
آلاف السودانيون أعربوا عن استيائهم لتغطية قناة الجزيرة
للثورة في السودان، ووصفوها بانحيازها التام إلى حكومة البشير، وذلك لارتباطات النظامين
بتنظيم الإخوان المسلمين العالمي.
ومع بداية الاحتجاجات تداول النشطاء بكثرة على مواقع التواصل
الاجتماعي "الفيس بوك" وموقع التراسل الفوري "واتساب" صور لسيارات
مكافحة الشغب هدية من دولة قطر للحكومة السودانية، يتم بها قمع التظاهرات.
الجالية السودانية في قطر أبدت عدم رضاها من ما أسموه بالتغطية
المتحيزة لقناة الجزيرة للأحداث في السودان، وأنها لاتنقل الاحتجاجات في السودان كما
هي على الأرض، وأنها دائما ما تقلل من أعداد المحتجين، رغم خروج مئات الآلاف من السودانيين
في كل مدن وولايات البلاد.
واندلعت الاحتجاجات في السودان عقب عودة الرئيس، عمر البشير،
مباشرة، من زيارة سرية الى سوريا في ديسمبر العام الماضي، الزيارة التي اثارت جدلاً كثيفاً داخل البلاد وعلى المستوى الأقليمي.
ويتردد على نحو وأسع أن الرئيس البشير يخشى مغادرة البلاد،
حتى لا يلقى مصير الرئيس السوداني الأسبق جعفر
نميري الذي كان في زيارة الى امريكا عندما اطيح به من الحكم بثورة شعبية في العام
1985.
زيارة البشير إلى الدوحة في هذا الوقت تثير الكثير من الأسئلة،
خاصة وان موقفه الذي يوصف بالمحايد من الأزمة في الخليج، غير مرضي عنه من جميع اطراف
الازمة.
ويتعرض الرئيس البشير إلى ضغوط كبيرة من دولة قطر لنفض يده
من التحالف العربي مع مصر والسعودية والإمارات، وسحب قواته من اليمن، وإعلان موقف واضح
وداعم لها.