"التجنيد والاعتقال التعسفي".. مظاهر معاناة المرأة اليمنية في ظل وجود الحوثيين
تعاني المرأة اليمنية، منذ زمن طويل من انتهاكات وتجاوزات لحقوقها المدنية، فهي تحتل أدنى المراتب وأسوأها في الحقوق وتأتي في المراكز الأخيرة عالميا، وكشفت الحرب المتصاعدة في البلاد حاليا عن صورة أكثر مأساوية تعيشها المرأة اليمنية أبرزها فقدان حقها في الحياة وتعرضها للتشريد والتهجير وانتهاكات أخرى لا حصر لها، حيث تعاني المرأة اليمنية الكثير من الانتهاكات الجسدية والنفسية من جراء الحرب المستمرة في مدن مختلفة فإلى جانب محنة الحرب توجه مشقات كثيرة منها الحصار وانعدام متطلبات الحياة الأساسية.
فقد أجبرت الحرب العديد من النساء اليمنيات ممن ينشدن الاستقرار مع أبنائهن
العيش وسط ركام بيوتاتهن، رغم أن النيران أتت على هذه البيوت والتهمتها جراء حرب مليشيا
الحوثيين وصالح على المدنيين، إلا أن العودة لتلك البيوت لم تكن خيارا بل إجبارا، خاصة
وأن الظروف الصعبة لا تسمح لهن بالعيش في مكان آخر.
الاختطاف والاعتقال التعسفي الأبرز
امتدت انتهاكات الحوثيين لتطال نساء اليمن، فقد تعددت أشكال تلك الانتهاكات
من بينها الاختطاف والاعتقال التعسفي والاعتداء على المشاركات منهن فى المظاهرات السلمية
بالضرب، فقد كشفت المنظمة اليمنية لمكافحة الإتجار بالبشر؛ أن هناك 120 امرأة يمنية
معتقلات بسجون الحوثيين، وأكدت أن النساء يتم أخذهن عنوة من المنازل والأسواق بتهم
مختلفة ونقلهن إلى سجون سرية فى اختراق واضح لقوانين حقوق الإنسان، حيث شملت الانتهاكات
أيضا القتل، والإصابة، والتشويه، والاعتقالات، التحرش الجنسي والعنف، وقتل أو جرح رؤوس
الأسر المعيشية، وتشريد الآلاف من النساء.
التجنيد للنساء
وأصبحت النساء، في ظل هذا الإرهاب الحوثي يعشن حالة معاناة، فإما أن يعملن مع
الحوثي ويقبلن بالتجنيد تحت مسمى (الزينبيات) وإما أن تطالهن الانتهاكات بأنواعها،
تشريدًا ونزوحًا واختطافًا، وإخفاء في السجون وتعذيبًا، واغتصابًا وقتلًا.
مقتل واصابة المئات من المراة
وأوضحت الإحصائيات والتقارير، أن الميليشيات الحوثية بين عامي 2014 و2017م قتلت
أكثر من 675 امرأة، وتسببت بإصابة 236 امرأة بإصاباتٍ خطيرة، ومارست أبشع جرائم العنف
ضد 4500 امرأة يمنية.
الإعاقة الدائمة للمرأة
وزرعت الألغام
الأرضية، وتسببت بالإعاقة الدائمة لـ 30 امرأة، وحرمت 1.500 امرأة حامل من الخدمات
الصحية، وجندت 350 امرأة واستخدمتهن في العمليات العسكرية، ومنعت أكثر من 44 ألف فتاة
من حقهن في التعليم، وكانت السبب الرئيسي في نزوح 9517 أسرة، تشكل النساء 60% من هذه
الأسر.
منع تعليم للنساء
كما خاضت المرأة اليمنية، صراعا مريرا لإثبات وجودها وانتزاع مكانتها في المجتمع،
حيث لم تكن صورة اليمن عالميا بالنسبة لوضع المرأة صورة حسنة، وفيما يتعلق بحقوق المرأة
بل وأطلق عليها لقب أسوأ دولة يمكن أن تولد فيها النساء.
طوابير الغاز للمرأة اليمنية
وهى واحدة من أوجه معاناة متعددة أفرزتها الحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي
منذ انقلابها على السلطة الشرعية في سبتمبر2014، تحت غطاء فرض زيادات سعرية على المشتقات
النفطية والغاز لترتفع في عهدهم عشرة أضعاف عما كانت عليه، بعد أن حولوا كل شيء إلى
سوق سوداء للإثراء وتمويل حربهم.