ضربات الفرشاة تتحدى "الصمم" في بيت السناري (فيديو)
لم تعيقهم مشكلتهم السمعية، والتي تصاغرت أمام موهبتهم وإبداعهم، حيث عبروا عما بداخلهم بضربات الفرشاة وتناغم ألوان.
رصدت كاميرا "الفجر" في بيت السناري معرض فني لشباب من "الصم وضعاف السمع" تمثل في لوحات فنية من إنتاجهم، عبارة عن رسم بالزيت لمناظر مستوحاة من البيئة المحيطة بهم.
وكانت أول اللوحات لسامح رؤوف، والذي قام بعرض لوحات من إنتاجه، رسم بالزيت، تمثل مناظر للأسماك في أعماق البحار، وكذلك أسماك سابحة فوق سطح الماء.
وتمكن سامح، بضربات فرشاته أن يعبر عن بيئته، بجودة واتقان حاز على إعجاب وتقدير الجميع.
كما قدم محمد عبدالمجيد، عددًا من اللوحات التي قام برسمها بالزيت أيضًا، وجاء أبرزها لوحة عباد الشمس، والتي لفتت الأنظار، بقوة تعبيرها وجمال ألوانها.
المعرض جاء علي هامش الاحتفالية التي نظمتها إدارة التنمية الثقافية والتواصل المجتمعي بمكتب وزير الآثار، لتكريم ذوي الاحتياجات الخاصة من الصم وضعاف السمع، بمناسبة انتهاء عام 2018 والذي تم تخصيصه لذوي الاحتياجات الخاصة.
وأقيمت الاحتفالية خصيصًا لتكريم هؤلاء الطلاب والشباب والذين سبق وأن شاركوا في مختلف الجولات الإرشادية والورش الفنية داخل المتاحف والمواقع الأثرية خلال عام 2018، تلك المشاركات جاءت بهدف رفع الوعي الأثري لديهم ودمجهم وتفعيل دورهم في المجتمع.
وبدأ برنامج حفل التكريم بعرض فيلم فيديو قصير عن مجموعة من الجولات الإرشادية وورش العمل التي تم تنظيمها خلال العام الماضي لإخراج المهارات الفنية لديهم.
كما تم تسليم شهادات التقدير لذوي الاحتياجات الخاصة من الصم وضعاف السمع بالإضافة إلى المشرفين ومترجمين الإشارة منهم
كما تضمن اليوم افتتاح معرضًا للأعمال الفنية من الرسوم والأشغال يدوية من نتاج أعمال الصم داخل الورش الفنية المصاحبة للجولات الإرشادية، كما تم السماح لهم بالمشاركة بأية أعمال فنية تتعلق بموضوعات آخرى لاكتشاف الموهوبين منهم والعمل على تنمية مواهبهم الفنية.
وقالت رباب محمود مسؤول ملف ذوي الاحتياجات الخاصة بالإدارة، إن الجولات الإرشادية شملت زيارة العديد من المواقع والمتاحف الأثرية من بينها منطقة مجمع الأديان بمصر القديمة، و المتحف المصرى بالتحرير، ومتحف الفن الإسلامى باب الخلق، ومتحف النسيج بشارع المعز، ومتحف قصر المنيل، وشارع المعز، وجامع أحمد بن طولون، والتكية المولوية، وقصر الأمير طاز، بالإضافة الي زيارة إلى منطقة أهرامات الجيزة بصحبة الدكتور خالد العناني وزير الآثار.
وأضافت محمود، أن برنامج الإدارة تضمن أيضاً خلال العام الماضي تنظيم جولات إرشادية تدمج شباب الصم وضعاف السمع بالتعاون مع مركز الدراسات والتدريب مع مجموعة أخرى من الشباب المهتمين بمعرفة آثار بلدهم بالتعاون مع إدارة الوعي الأثري بقطاع الآثار الإسلامية والقبطية شملت زيارة إلى كنيسة القديس نيقولاس ومجموعة الغوري من قبة ووكالة وجامع محمد بك أبو الدهب والجامع الأزهر.
وأوضحت إلى أن الادارة تنظم حالياً البرنامج الأول لتعليم الحرف التراثية في بيت السحيمي ومن المقرر أن يستمر لمدة شهرين بواقع مرة فى الأسبوع.
بيت السحيمي أو بيت الشيخ عبد الوهاب الطبلاوي هو بيت عربي ذو معمار شرقي متميز يقع في حارة الرب الأصفر، المتفرعة من شارع المعز لدين الله الفاطمي بحي الجمالية في قلب مدينة القاهرة.
يتكون البيت من قسمين أحدهما قبلي والآخر بحري، أنشأ القسم القبلي الشيخ عبد الوهاب الطبلاوي سنة 1058هـ.
وقد دون هذا التاريخ على طراز خشبي على أحد جدران البيت، أما القسم البحري فقد أنشأه الحاج إسماعيل بن إسماعيل شلبي سنة 1211هـ، وأدمجه في القسم الأول وجعل منهما بيتاً واحداً.
عرف المنزل باسم بيت السحيمي نسبة إلى آخر من سكنه، وهو الشيخ محمد أمين السحيمي شيخ رواق الأتراك بالجامع الأزهر. وقد خضع البيت إلى عملية تجديد شاملة في حقبة التسعينيات، ويتبع منطقة آثار شمال القاهرة.