الجهيناوي: الوطن العربي لم يحقق التكامل الاقتصادي المنشود رغم توفر متطلبات التكامل
أكد خميس الجهيناوي وزير الشؤون الخارجية حرص تونس على مواصلة التنسيق مع أشقائها العرب عند استضافتها للدورة الثلاثين للقمة العربية في شهر مارس القادم معبرا عن ترحيب تونس بالمشاريع والقرارات التي سيتم اعتمادها في اشغال القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية التي انطلقت بالعاصمة اللبنانية بيروت اليوم الأحد والمتعلقة بالخصوص بالطاقة والاستثمار والأمن الغذائي ومكافحة الفقر وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030 وتفعيل دور القطاع الخاص والمرأة والشباب في الحياة الاقتصادية.
واعتبر وزير الشؤون الخارجية في هذا الاطار ان الوطن العربي لم يتمكن ، إلى حد اليوم من تحقيق التكامل الاقتصادي المنشود رغم ما اجتمع لديه من خصائص الوحدة ومتطلبات التكامل وما توفر فيه من ثروات طبيعية وإمكانات هامة وطاقات بشرية مؤهلة .
ودعا، في كلمة تونس التي ألقاها بتكليف من رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي، إلى ضرورة العمل على تشخيص المعوقات التي تحول دون بلوغ التكامل الاقتصادي العربي وعلى بلورة رؤية تنموية متكاملة تأخذ بعين الإعتبار ظروف المنطقة وإماكاناتها مبرزا أهمية تنسيق المواقف من أجل الخروج برؤية موحدة وواضحة لدفع التكامل الاقتصادي والتنموي بين البلدان العربية ،وفق بلاغ أصدرته الوزارة .
ولفت وفق بلاغ صادر عن وزارة الشؤون الخارجية إلى أن الأزمات والتوترات التي تعرفها المنطقة أثرت على حجم التبادل التجاري والتدفق السياحي ومعدلات النمو في البلدان العربية وفاقمت من معدلات البطالة والفقر واستفحال ظاهرة اللجوء مؤكدا أن هذه القمة تعد خطوة جديدة على درب تحقيق رؤية عربية مشتركة تعمل على تعزيز البعدين التنموي والاقتصادي في العمل العربي المشترك من أجل الاستجابة لتطلعات الشعوب العربية في تنمية متكاملة ومتضامنة.
واعتبر الجهيناوي أن اختيار "الإنسان العربي محور التنمية" شعارا للقمة يحمل دلالات عميقة وهامة في ظل الأوضاع الصعبة التي تردت فيها المنطقة العربية منذ سنوات مشيرا إلى أن ذلك يؤكد الحاجة الملحة اليوم إلى ضرورة الاتفاق على رؤية مشتركة محورها الرئيسي المواطن العربي وهدفها الأسمى الإستجابة لاحتياجاته الاقتصادية والاجتماعية والتنموية.
وجدد دعوة تونس إلى ضرورة تعزيز مقومات السلام والاستقرار في المنطقة بما يمكن من دفع علاقات التعاون والرفع من حجم الاستثمارات العربية البينية وتسيير حركة رؤوس الأموال في المنطقة حاثا على ضرورة تحرير مجالات التعاون الاقتصادي والتنموي من تأثيرات الأوضاع السياسية عبر إعتماد إستراتيجية واقعية تستند في مرحلة أولى إلى الحد الأدنى من المصالح المشتركة بين البلدان العربية بما يضمن بالخصوص توفر مقومات الحياة الكريمة وتحقيق الأمن الغذائي.
ومن جهة اخرى ذكر بلاغ الوزارة أن وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي أجرى على هامش أشغال قمة بيروت محادثات ثنائية مع عدد من نظرائه من الدول العربية الشقيقة تناولت فضلا عن آفاق التعاون الثنائي استعدادات تونس الحثيثة لتنظيم وإنجاح الإستحقاق العربي القادم وحرصها على دفع العمل العربي المشترك وتعزيز التضامن العربي.
يذكر أن وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي يشارك بصفته ممثلا لرئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي في القمّة العربية الرابعة التنموية الإقتصادية والإجتماعية التي تُعقد في بيروت اليوم 20 جانفي 2019.