المستشار الدبلوماسي سامح المشد يكتب: 20 يناير سطر ميلاد الحرية في أذربيجان
20 يناير الأسود هي ميلاد لحرية الأمة الأذربيجانية، حيث قام الشعب منتفضا، حيث أخذ العدو السوفيتي مأخذاً ليس بالهين من هذا البلد، فكانت سياسة المستعمر القضاء على التاريخ وتشويه وتغير اللسان واللغات، فكانت سياسته التي ينتهجها في كل البلاد التي تم إحتلالها من قبل الإتحاد السوفيتي وهي إقتلاع الجذور التي يرتكن التاريخ لها، ومحاولة إختلاق وصياغة تاريخ خاصتهم يروجون له بدهاء حتى لاتستطيع البلاد العودة إلى ماكانت عليه أو إستعادة إرثها، فقد ذهب اللسان، وتغيرت اللغة، وتشابهت المعالم، وإنطمست الحقيقة وضاعت وسط ضباب الضلال والكذب والإفك الذي يجيدون الترويج له، والتعامل معه دون الحقيقة كأنه الحقيقة ويصدقونه ويحاربون لأجل إستتبابه وإستقراره.
رؤية مجهرية لحوادث جسام إقترفها المحتل السوفيتي في الأراضي القوقازية وبالأخص أرض أذربيجان، قطرة دم من دماء الشهداء في يوم 20 يناير يوم الفصل بين الإستبداد والإستقلال، سردت القصص الحق لكل ماإرتكبه السوفيت، ومادعم به السوفيت الأرمن به لتأمين إستيطانهم في الأراضي الآذرية، يناير الأسود شهر صبغت فيه الرمال الآذرية بالدم الآذري الحر وكان في الموت الحياة، كان في موت الأحرار ميلاد للحرية حيث بدأت تدق أوتاد الجمهورية الأذرية وتعلن إستقلالها بعد زمن قريب إلى حد بعيد منذ أن وضعت الحرب أوزارها، لكن الحرب الشريفة المقدسة لابد وأن تسبقها النذر حتى لانكون أمام خيانة ونزال غير متكافئ، وهذه هي حقيقة ماحدث في أذربيجان، فصرخ العزل تحت الدبابات السوفيتية، وسالت الدماء الآذرية في العاصمة باكو فاشتعلت نيران الغضب والتي كانت إيذاناً بقدوم النصر وأن تشرق شمس الحرية، التي طالما إنتظرها الشعب الآذري الذي يقدس تراب وطنه.
فكم عائل ترك أسرته على ميعاد العود واللقاء، ثم لا عود ولا لقاء، فالسلاح المستخدم في هذه الواقعة والدبابات التي تصدرت المشهد كانت دبابات سوفيتية، لكن ماذا بعد قول جورباتشوف؟ من أن الأرمن قاموا بالإستيلاء على مخازن الأسلحة كي يقوموا بتوريط السوفيت في هذا الحرب.
حقيقة الأمر والتي تناقلتها الصحف الحيادية صاحبة الأقلام الحرة، أن تلك المذبحة كانت بالدبابات السوفييتية والطائرات الهليكوبتر السوفييتية، وبقيادة ديمتري بازوف وزير الدفاع السوفيتي ثم يصرح السوفييت بهجوم الأرمن على المعسكرات العسكرية السوفييتية لسرقة السلاح المستخدم في المذبحة ألف دبابة سوفييتية في أذربيجان- المدعى سرقتها- مأمورة بسحق الآذريين المدنيين العزل، حتى سالت الدماء أنهاراً في الأراضي الآذرية.
مهاجمة القوات السوفيتية للعاصمة باكو بالدبابات سبقه في 20 يناير بسبعة أيام في اليوم الثالث عشر إصدار قرار بنزع سلاح شرطة "باكو" بأمر من مكتب الداخلية لإتحاد الجمهوريات السوفيتية الإشتراكية، وهذا يعني الحبكة في الإعداد لمجزرة اليوم العشرين من يناير كضمانة لعدم وجود مقاومة من قبل الصف الآذري الذي يفتقد في حينها حتى إلى الإصطفاف، وقد ضمت أيضاً القوات السوفيتية المعتدية جنوداً من الأرمن، ثم يلقي كل منهما التهم على الآخر والعالم يقف موقف المتفرج، رغم قتل 137 مواطن أذربيجانيا، و744 جريحاً، غير المفقودين.
حين نتحدث عن تلك الحرب حتى نعلم كيف كانت حال أذربيجان وسط نيران الإستعمار، وكيف أصبحت بعد الإستقلال، وفي ظل رجال سخروا العمر لها ولعزتها ومجدها؟ غير أن منحة كانت وسط هذا الموت دعمت بقيادة حكيمة وبقدرة جبارة على التعمير وبناء الدولة الأذربيجانية الديموقراطية القوية االداعمة اليوم لكل دول المنطقة القوقازية.
فمنذ الإستقلال وبالأخص منذ أن بدأت الحقبة العلييفية والتى بدأها القائد الأعظم علييف الأب والذي سخر كل مقدرات هذه الأرض للبناء المدعم بالصدق والأمانة والإخلاص، وتبعه خلفه علييف الإبن سائراً على نهجه دون تواني، حتى أصبحت أذربيجان دولة محورية يرتكن إليها الشرق والغرب، دولة لديها رخاء إقتصادي وتقدم وقد حققته في زمن يسير من عمر الدهر خاصة بعد أن كانت تتهادى بعد أن نهب الإستعمار خيراتها ووجها لصالحه.
القيادة الآذرية العلييفية قيادة صدقت ماعاهدت عليه الله فكان النصر والأمن حلييف لها وللأرض، فمابين الإستقلال والإستقرار نجد أذربيجان قد حققت الكثير حتى أنها أصبحت دولة جاذبة للإستثمار، أذربيجان دولة التضامن الإسلامي، دولة العراقة والتقدم والإزدهار، مرت بمحن وأهوال طال أمدها أو قصر فهي القادرة على عبورها القادرة على النصر بحسن إدارة الإرادة وبالقيادة المحنكة القادرة على إدارة الأزمات ممهما تشعبت وتراصت.
مستشار بالسلك الدبلوماسي والمتحدث الرسمي بإسم النادي الدبلوماسي الدولي