أهالي "موسى علام" بقنا يعيشون مأساة 122 عامًا.. الربو يخترق صدور الأطفال والعجائز (تحقيق)
يعيش أهالي قرية نجع موسي علام، بمركز نجع حمادي، بمحافظة قنا، معاناة مستمرة يتسبب فيها مصنع سكر نجع حمادي، والذي أنشئ في 1897، بسبب السحابات السوداء والأمراض التي يبثها عبر مداخنه، بالإضافة إلى الأصوات الناتج عنه، مما يتسبب في تنغيص حياة القرية والمنطقة بأكملها.
- سواد ورماد ودخان
رصدت "الفجر" معاناة القرية، ليسرد محمد علي، 66 عامًا، بالمعاش، مأساة الأهالي قائلا" كل حاجة بقيت سودة والرماد والدخان غطى البيوت بسبب الشركة واللي بيطلع منها"، مشيرًا إلى أنه مع بدء موسم العصير، يبدأ بغلق نوافذ وأبواب منزله، ويدخل في مرحلة "بيات شتوي"، حتى لا تدخل الأتربة والرماد المتطاير من الشركة إلى منزله.
-مأساة 121 عامًا
وتابع، أن اغلب أهل القرية أصيبوا بالربو والأمراض الصدرية، خاصة وأن ذلك الموسم يعد رقم 122 أي أن القرية تعيش قرن و20 عامًا، في تلك الازمة دون وجود حل من المسؤولين لإدخال التطورات على تلك الصناعة الحديثة، بدلا من استخدام مخلفات القصب في عملية صناعة السكر، لاستخدام الغاز الطبيعي الصديق للبيئة في تلك الصناعة لعدم إنتاج الأدخنة والمخلفات.
- أوبئة
وأعرب عبدالله فؤاد، مزارع، أن زراعات القرية والأراضي التي حولها تموت من أول نبتة فيها، فإن الزراعة تعاني أيضًا اشد معاناة، ولا نستطيع الحصول حتى على تكلفتها على الأقل، ونقوم بزراعة القصب بدلًا من البرسيم والقمح التي لا تتحمل الأوبئة، فإن الأرض لا تعطي محصول القصب الطبيعي بسبب أدخنة المصنع المحملة بالكبريت والجير الذي يضر بجودة الأرض.
- أمراض مزمنة
وأشار إلى أن أغلب سكان القرية، يعملون في الزراعة، وترتفع بين شبابها نسبة البطالة، وتنتشر بينهم الأمراض المزمنة، خاصة الأطفال الذين يعاني أغلبهم من مشاكل في التنفس والأمراض الصدرية.
- سحب سوداء
وتابع أسعد محمد، من أهالي القرية، أن جميع منازل القرية تقوم بغلق نوافذها للتقليل، هربًا من مخاطر الأدخنة المتصاعدة من مداخن المصنع، حيث يبدأ موسم العصير مع بداية فصل الشتاء، في شهر يناير الجاري، ويستمر من ستة أشهر تتحول فيهم سماء القرية إلى سحابة سوداء.
- أمراض صدرية وربو
واشتكى طارق عبدالله، شاب من القرية، أنني أصيبت بمرض صدري، صحبه ضيق في التنفس من كثرة الأدخنة التي يتسبب فيها المصنع، والتي لازمتني في غرفتي منذ طفولتي’’، إلا أنهم لا يرون من هذا المصنع غير الدخان والضجيج، في حين يتم تعيين شباب من خارج المحافظة فيه، دون النظر إلى الأهالي القاطنين حوله، والذين يعانون اشد معاناة منه.
- قضايا ومحاكم
وأكد أن بعض الأهالي قاموا برفع العديد من القضايا، ولكن كل ذلك بلى جدوى، مشيرًا إلى أن بعض أصحاب النفوذ في القرية المجاورة يحصلون على تعويض من الشركة مقابل ما يقع على الحديقة الخاصة به من أضرار بسبب الأدخنة، التي تصيب بعض زراعاتها وأشجارها بالتلف.
- تضرر مدرسة القرية
واشتكت صفية صابر، من الأهالي، أن الدخان والأتربة الطائرة من المصنع، يلطخ السواد وجوه وأجساد الأطفال والتلاميذ جراء تلوث القرية بأدخنة مصانع سكر نجع حمادي، القريب من مدرسة نجع موسى علام، التي تعد هي المدرسة الوحيدة القريبة من ذلك المصنع مطالبة بسرعة العمل على إدخال كافة أعمال التحديث على صناعة السكر لإنهاء تلك الأزمة التي تهدد آلاف الأهالي والتلاميذ.
- اتخاذ الحيطة
فيما أوضح الدكتور بدوي المعاون، مسؤول القطاع الصحي بشمال قنا، أن الأدخنة والأتربة تتسبب في العديد من الأمراض الصدرية التي يصاحبها ضيق في التنفس، بالإضافة إلى إصابة من يتعرض لها بأمراض العيون المختلفة، مناشدًا الأهالي ضرورة اتخاذ الحيطة والحذر من تلك المخلفات الناتجة عن المصنع.
- مخطط للتطوير
وقال مصدر مسؤول بشركة سكر نجع حمادي، إن الشركة بصدد عمل مخطط من أجل إدخال تطويرات على الصناعة من أجل العمل وتشغيل المصنع بالغاز الطبيعي، مؤكدًا أنه سيتم إنهاء تلك الأزمة بعد الموافقة على تلك الخطة.
- توفير فرص عمل
وكانت وزيرة التخطيط السابق، الدكتورة هالة السعيد، تفقدت مدينة نجع حمادى لمعاينة قطعة ارض بمساحة 423 فدان تابعة لمصنع سكر نجع حمادى مقترح انشائها مصنع لإنتاج الورق والخشب من مخلفات قصب السكر والذى من المتوقع ان تصل طاقته الإنتاجية الى 120 الف طن من الورق و150 الف طن من الخشب.
وذكرت الدكتورة هالة السعيد انه سيتم عمل الدراسات اللازمة لبحث إمكانية إنشاء المصنع فى المستقبل القريب لاسيما وأنه سوف يساهم فى تحقيق أكبر استفاده من مخلفات القصب بالإضافة إلى توفير فرص عمل جديدة للشباب.