"تناول القصب والقلقاس".. مظاهر الاحتفال بعيد الغطاس
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بعيد الغطاس، وهو إحياء لذكرى معمودية المسيح بنهر الأردن على يد القديس يوحنا المعمدان، بجميع الإيبارشيات على مستوى جميع المحافظات المصرية، حيث يترأس قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية قداس ليلة عيد الغطاس بالكاتدرائية المرقسية الكبرى بالمقر البابوي بمحطة الرمل.
ويقام قداس الغطاس، في الليلة السابقة للعيد، ويطلق عليها برامون أي الاستعداد للعيد، فيصوم الأقباط حتى المساء لحين إقامة القداس، ويعتبر الغطاس من الأعياد "السيدية" أي المرتبطة بالسيد المسيح، وعددها 15 عيدا.
وتبدأ الاحتفالات التي يترأسها البابا تواضروس بصلاة اللقان ومباركة المياه، ثم القداس الإلهي لعيد الغطاس المجيد ويلقي قداسته عظة العيد، وصباح يوم العيد يستقبل قداسته بالمقر البابوي، المهنئين بالعيد وفي مقدمتهم قيادات المحافظة.
يحتفل الأقباط بعيد الغطاس؛ لأنه ذكرى معمودية السيد المسيح في نهر الأردن بيد يوحنا المعمدان، وحلول الروح القدس عليه، بعدها انطلق يجول يصنع الخير، ويبشر برسالة الإنجيل.
مراسم الاحتفال
كانت مراسم الاحتفال بعيد الغطاس تتم على شاطئ النيل حتى أوقفها الحاكم بأمر الله، ويشهد هذا العيد طقسا لا يتكرر سوى ثلاث مرات سنويا، وهو صلاة اللقان وتعني في المسيحية الاغتسال، حيث يقوم القس برسم جبهة الرجال بعد الصلاة كرمز للاغتسال من الخطيئة.
الاحتفال لمدة 3 أيام
ويتواصل الاحتفال بهذا العيد ثلاثة أيام تؤدى فيها الصلوات بالطقس الفرايحي، ويمنع فيها الصوم الجماعي.
القلقاس
يأكل الأقباط خلال عيد الغطاس "القلقاس"، الذي يرمز للمعمودية، حيث يحتوي على مادة سامة إلا أنها لو اختلطت بالماء تحولت إلى مادة مغذية، فهو يشبه ماء المعمودية الذي يتطهر به الإنسان من الخطيئة، كما يتطهر القلقاس من المادة السامة بواسطة ماء الطهي.
القصب
كما يتناولون أيضا قصب السكر الذي يذكر بضرورة العلو في القامة الروحية، وإفراز الحلاوة من قلوب بيضاء نقية تعتصر من أجل الآخرين، ويمتاز بكثرة السوائل داخله، ويرمز أيضًا لماء المعمودية.
إلقاء صليب بالبحر
ومن أبرز مظاهر العيد في المجتمعات المسيحية التابعة إلى الطائفة الأرثوذكسي مثل روسيا وبلغاريا واليونان وإسطنبول أن يُلقى صليب في البحر ويقوم شاب بالغوص لاسترجاعه والغطس في بِرك المياه المتجمدة , وكانوا أقباط مصر يحتفلون بعيد الغطاس في العصور القديمة بإقامة احتفالًا كبيرًا و اداء طقوس الصلوات على ضفاف نهر النيل مع حمل المشاعل والغطس في النهر بعد إتمام الصلوات، وإلقاء الصليب المقدس في النهر، ثم فيما بعد يعودون إلى الكنائس لإتمام بقية طقوس الاحتفال بعيد الغطاس,و استمر هذا الطقس حتى عصر الحاكم بأمر الله , ثم تحول الاحتفال بعيد الغطاس من شاطئ النيل إلى داخل الكنائس ، وظهر عندئذ ما يُعرف بالمغطس او اللقان كبديلًا عن نهر الأردن.
صلاة اللقان
إحدى الصلوات المرتبطة بعيد الغطاس المجيد أيضًا، وكلمة "اللقان" اسم يونانى للإناء الذى يوضع فيه الماء للاغتسال، وتعنى وعاء، وتوجد نماذج له فى كنائس مصر القديمة على شكل وعاء من الحجر أو الرخام، مثبت فى أرضية الكنيسة، بينما توضع المياه فى الوقت الحالى فى وعاء عادى، ويصلى عليها الكاهن.
وفى عيد الغطاس، تُقرأ النبوات من العهد القديم، من "كتاب صلوات اللقان"، ويقوم الكاهن بـ"رشم الصليب"، أو وضعه على جباه الرجال بعد الصلاة على المياه، كرمز للاغتسال من الخطية.