خطيب الجمعة بالدقهلية: الحفاظ على الوطن كالحفاظ على بيتك وأسرتك وأولادك
أكد الشيخ نشأت زارع إمام وخطيب مسجد سنفا التابعة لمركز ميت غمر فى محافظة الدقهلية وبدرجة مدير عام بأوقاف الدقهلية على أهمية دور المسجد والمدرسة فى بث روح الوطنية ومحاربة الفكر المتشدد والتكفير عند البعض، فهما يتعاونان فى نشر قسم وثقافة المواطنة وغرسها فى الأجيال الناشئة حتى تعوض ما غرسته الجماعات من أعداء للأوطان.
وقال زارع أن تصحيح الأفهام المغلوطة عن الدين والوطن ينتج عنه بناء شخصية وطنية نافعة للناس جميعا دون التفرقة بسبب الدين أو الجنس أو اللون وهذا هو التدين الصحيح، جاء ذلك خلال خطبة اليوم تحت عنوان: "سمات الشخصية الوطنية"
وشدد زارع على أن العلاقة بين الدين والوطن هى علاقة تكامل فهما لا يتناقضان ولا يتعارضان بل لا دين إلا فى وطن ولا دين لمن لا وطنية عنده ونحن نتعبد إلى الله بحب الوطن والحرص على أمنه والوقوف ضد كل من يضر بالوطن سواء بالإرهاب أو بالفساد.
وأوضح زارع أن من سمات الشخصية الوطنية التسامح مع الآخر والتعايش معه وعدم تكفيره لان ذلك من اخطر ما يضر بالوطن بل يطعنه فى مقتل ويعرضه للخراب، ولا ننسي انه من الوطنية أن تحارب التطرف الفكري والتشدد الدينى لدى الكثير ممن تشبعوا بهذا الفكر الذى يعد سرطانا فى الوطن.
وأكد زارع على أن الحفاظ على الوطن كالحفاظ على بيتك وأسرتك وأولادك بنفس القدسية يكون تعاملك وهذا نراه فى شهداء الجيش والشرطة الذين ضحوا بأرواحهم فى معركتهم المقدسة ضد الإرهاب لكى يعيش الآخرون في أمان وسلام وقد تركوا أولادا يتامى وزوجات أرامل وآباء وأمهات ثكلى كل ذلك تقديسا وحفاظا على الوطن وقد سطروا أسمائهم فى سجل التاريخ بأحرف من نور آخرهم الشهيد مصطفى عبيد الذى ضحى بحياته لحماية الكنيسة أثناء تفكيك عبوه ناسفة زرعها المجرمون.
وتابع أن من أعظم سمات الشخصية الوطنية هو الذى يواجه الفساد بكل أنواعه؛ لان الفساد هو سوس ينخر فى أساسات الوطن ومهما كان هناك بناء وتنمية ولا نحارب الفساد فسوف يلتهم كل شيء ولا يكون سلبيا أمامه بل يبلغ الجهات المسؤلة ولابد أن نثنى على مسؤلين الرقابة الإدارية الذين يحملون لنا أخبارا شبه يومية سارة عن سقوط مرتشين وفسدة ومتطاولين على المال العام أيا كانت مراكزهم وأيا كان نفوذهم، فالشخصية الوطنية أنسانا يحترم عقله ويستخدمه ولا يسلمه لغيره ثم يتبعه وفق أهوائه لايستمع للشائعات التى يطلقها المغرضون على حساب امن الوطن، بل يغار على وطنه ويتمنى بالأسباب الموصلة لذلك أن يكون وطنا متقدما متحضرا ينافس الدول المتقدمة، فعمارة الوطن وبنائه من مقاصد الشرع بل والشرائع كلها.