"السيسي" في أسبوع.. جولات داخلية وخارجية واجتماعات وزارية
تعدد نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال الأسبوع الماضي، حيث قام بزيارة للأردن، وعقد عدة اجتماعات لمتابعة تنفيذ المشروعات التنموية بمحافظة الوادى الجديد، وتطوير منطقة المنتزه بمحافظة الإسكندرية، وتحقيق التنمية السياحية المستدامة، واستقبل رئيس جمهورية جنوب السودان، والمفوض السامى للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، والرئيس التنفيذى لشركة "إيني" الإيطالية للبترول، والممثل الخاص للرئيس الصيني، والوفد الاستثمارى المشارك فى أعمال مؤتمر الاستثمار الثالث لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
واستهل الرئيس السيسى نشاطه الأسبوعى بعقد اجتماع حضره اللواء محمد الزملوط، محافظ الوادى الجديد، وعدد من القيادات التنفيذية والشعبية بالمحافظة، وبمشاركة رئيس الوزراء، وبحضور وزارى موسع.
وأكد الرئيس أن هذا الاجتماع يعد بداية لسلسة من الاجتماعات الدورية ستشمل جميع المحافظات، وذلك فى إطار حرصه على متابعة تنفيذ الخطط التنموية والبرامج الخدمية المقدمة للمواطنين على مستوى الجمهورية، فضلا عن إتاحة الفرصة للتفاعل بشكل مباشر وصريح مع الجهات المركزية للدولة لتسليط الضوء على التحديات التى تواجهها المحافظات فى أداء مهامها والعمل على تذليل أية صعوبات فى هذا الصدد، بالإضافة إلى تعزيز المشاركة المجتمعية فى عملية اتخاذ القرار ونقل نبض الحكومة فى متابعتها لإدارة شئون الدولة.
فى هذا السياق؛ عرض محافظ الوادى الجديد أبرز الإنجازات التى تمت بالمحافظة منذ عام 2014، ووجه الرئيس بتعزيز التنسيق بين المحافظة والوزارات المعنية للنظر فى إمكانية تنفيذ مقترحاتها وتلبية متطلباتها عقب دراستها بصورة متكاملة، مؤكدا أن محافظة الوادى الجديد تعد إحدى المحافظات الواعدة بفرصها الاستثمارية المتنوعة، خاصةً مع التطور الذى تشهده حاليا شبكة الطرق القومية لربط المحافظات ببعضها البعض.
كما أكد الرئيس أهمية العمل على تنمية مسار الزراعة والإنتاج الحيوانى بمحافظة الوادى الجديد فى ضوء الميزة النسبية والتنافسية التى تتمتع بها، لا سيما من خلال التركيز على جودة إنتاج التمور، الأمر الذى سيحافظ بدوره على تراث المنطقة ويساعد فى استغلال مقومات النجاح التى تتمتع بها.
ووجه الرئيس أيضا بإنشاء مجمع نموذجى مميكن بمحافظة الوادى الجديد يضم كافة المقرات الفرعية للأجهزة والمصالح الحكومية، وكذلك استمرار العمل على تقنين وتسوية التعديات على الأراضى بالمحافظة لضمان صون موارد الدولة، بالإضافة إلى دراسة التوسع فى استخدام الطاقة الشمسية ، ودراسة سبل التحفيز للقضاء على ندرة الأطباء بالمحافظات النائية بشكلٍ عام والوادى الجديد على وجه الخصوص.
وقام الرئيس السيسى بزيارة للعاصمة الأردنية عمان، حيث عقد جلسة مباحثات ثنائية مع العاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى ، تلتها جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدى البلدين، وبحضور ولى عهد المملكة الأردنية الأمير الحسين بن عبد الله، حيث أشاد الرئيس بالعلاقات المتميزة التى تجمع بين مصر والأردن على المستويين الرسمى والشعبي، مؤكدا اهتمام مصر بمواصلة تعزيز تلك العلاقات ودفعها قدما للأمام على كافة المستويات.
كما ثمن الرئيس التنسيق القائم بين البلدين حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، وحرصهما على تعزيز العمل العربى المشترك بما يسهم فى التصدى للتحديات المتعددة التى تواجه الأمة العربية فى المرحلة الراهنة.
وتناولت المباحثات سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، بما يسهم فى تحقيق آمال وطموحات الشعبين الشقيقين ولاسيما فى مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والصناعات الدوائية والنقل والطاقة، وتصدير الغاز الطبيعى من مصر إلى الأردن.
كما تم استعراض مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، وأكد الزعيمان أهمية العمل على استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، استنادا إلى حل الدولتين ومبادرة السلام العربية، بهدف التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، تصون الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى فى إقامة دولته على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، الأمر الذى يساهم فى إعادة الاستقرار وفتح آفاق جديدة لمنطقة الشرق الأوسط وشعوب المنطقة.
كما تباحث الجانبان حول الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب، مؤكدين ضرورة العمل على دفع الجهود الدولية الرامية للتصدى للإرهاب، فى إطار استراتيجية شاملة تسعى للقضاء على هذه الآفة التى باتت تهدد المجتمع الدولى بأسره.
واستعرض الزعيمان كذلك الجهود الجارية لتسوية الأزمات القائمة بعدد من دول المنطقة، وخاصة فى سوريا وليبيا واليمن، حيث تم تأكيد ضرورة الحل السياسى السلمى لأزمات المنطقة، ودعم الجهود الرامية لوقف العنف وتحسين الأوضاع الإنسانية لإنهاء المُعاناة التى تتعرض لها شعوب هذه الدول، والحفاظ على وحدة أراضيها وسلامتها الإقليمية.
واستقبل الرئيس السيسى فيليبو جراندى المفوض السامى للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، بحضور الوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة، حيث أشاد الرئيس بعلاقة التعاون القائمة بين مصر والمفوضية والممتدة منذ عقود، مثمناً الجهود التى تبذلها المفوضية على الصعيد الدولى فى ظل تصاعد الأزمة العالمية للاجئين.
وتم خلال اللقاء استعراض سبل مكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية ونزوح اللاجئين، حيث أكد الرئيس أهمية التعامل مع ظاهرة تدفقات اللاجئين وكافة أشكال النزوح البشرى من خلال مقاربة شاملة تعالج جذورها وأبعادها المتعلقة بشكل أساسى بالتنمية والاستقرار الأمنى والسياسي، مشيرا إلى الأعباء التى تتحملها مصر باعتبارها مقصداً للاجئين، لاسيما على ضوء حرصها على الالتزام بالمواثيق الدولية وتوفير سُبل العيش الكريم للاجئين وعدم عزلهم فى مخيمات أو مراكز إيواء، موضحا أنه رغم تحمل مصر لتلك الأعباء وفى ظل دقة الظرف الاقتصادي، إلا أن مصر لم تزايد بتلك القضية ولم تتلق أى دعم دولى للمساعدة فى تحمل الضغوط الناجمة عن استضافة اللاجئين المنتشرين فى عدد كبير من محافظات مصر يمارسون حياتهم الطبيعية جنباً إلى جنب مع الشعب المصري.
وعقد الرئيس السيسى اجتماعا مع لجنة تطوير منطقة المنتزه بمحافظة الإسكندرية؛ ووجه بمواصلة عملية التطوير الشامل للمنطقة، ودراسة السبل المثلى لتعظيم الاستفادة منها كمقصد سياحى بالمقام الأول ولتصبح همزة وصل مع مختلف المدن الرئيسية بحوض البحر المتوسط، وذلك فى ضوء التراث الفريد والروائع المعمارية التاريخية التى تتمتع بها المنتزه، إلى جانب موقعها الجغرافى وشواطئها المتميزة، بالإضافة إلى ظهيرها الأخضر الشاسع والذى يعد القلب النابض للمنطقة.
كما وجه الرئيس فى ذات السياق باستيفاء كافة الدراسات الفنية والهندسية المطلوبة لتطوير المنطقة وما بها من قصور ومبان ومرافق، ورفع كفاءة الخدمات المقدمة واستعادة القيمة والوجه الحضارى لأحد أهم معالم الإسكندرية، وذلك لتصبح منطقة جذب للسائحين من مختلف دول العالم لتساهم فى إعادة إحياء السياحة الشاطئية والتاريخية بالإسكندرية.
ثم عقد الرئيس السيسى اجتماعا مع الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة، بحضور المهندس شريف إسماعيل مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية، واللواء أمير سيد مستشار رئاسة الجمهورية للتخطيط العمراني.
ووجه الرئيس خلال الاجتماع بتحقيق تنمية سياحية مستدامة من خلال صياغة وتنفيذ إصلاحات هيكلية تهدف إلى رفع القدرة التنافسية لقطاع السياحة المصرى ومساهمته الإيجابية فى أغلب الجوانب التنموية بالدولة، من خلال تعظيم الناتج المحلى الإجمالى وتنويع مصادر الدولة من العملة الصعبة وتوفير فرص العمل وتعزيز الاستثمارات.
واستقبل الرئيس السيسى كلاوديو ديسكالزى الرئيس التنفيذى لشركة "إيني" الإيطالية للبترول، بحضور المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، والوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة، بالإضافة إلى عدد من مسئولى الشركة.
وأشاد الرئيس السيسى بجهود شركة "إيني" فى المساهمة فى الاستغلال الأمثل لثروات مصر من الغاز الطبيعي، وما تنفذه الشركة من أنشطة فى مصر بأسلوب مهنى ومعايير عالمية، ووجه الرئيس وزارة البترول والجهات التابعة لها بمواصلة التعاون المكثف مع شركة "إيني"، وتذليل أى عقبات قد تواجه أعمالها، مشددا على ضرورة الالتزام بالجداول الزمنية المحددة لمعدلات تنمية الحقول التى تعمل بها الشركة فى مصر، ومعربا عن التطلع لمواصلة الشركة للتوسع فى أنشطتها الاستثمارية فى مصر من أجل التوصل إلى اكتشافات جديدة، أخذا فى الاعتبار ما يتوفر بقطاع الطاقة فى مصر من آفاق رحبة، وفى ضوء تأسيس منتدى غاز شرق المتوسط الذى اتخذ القاهرة مقرا له.
واستقبل الرئيس السيسى "يانج جيتشى" الممثل الخاص للرئيس الصيني، الذى سلم الرئيس رسالة من نظيره الصينى "شى جين بينج"، تتضمن الدعوة للمشاركة فى قمة منتدى "الحزام والطريق للتعاون الدولي"، والمقرر عقدها فى بكين فى إبريل القادم، مؤكداً حرص بلاده على تكثيف التعاون مع مصر فى إطار "مبادرة الحزام والطريق"، فى ظل محورية الدور الإقليمى والدولى لمصر وموقعها الاستراتيجى باعتبارها قلب الشرق الأوسط.
من جانبه ، أشاد الرئيس بالتطور الكبير الذى شهده التعاون الاقتصادى والاستثمارى بين البلدين، فى ضوء اتفاقية "الشراكة الاستراتيجية الشاملة"، وكذا البرنامج التنفيذى لتعزيز تلك الشراكة، معربا عن التطلع لتحقيق المزيد من معدلات الاستثمارات المباشرة للصين فى مصر، وزيادة حجم التبادل التجارى بين البلدين.
وتم خلال اللقاء استعراض أوجه التعاون الثنائى بين البلدين، خاصة على صعيد المشروعات المشتركة الجارى تنفيذها حالياً فى مختلف المجالات خاصة فى مجال الطاقة التقليدية والطاقة الجديدة والمتجددة والغزل والنسيج وصناعة السيارات الكهربائية، فضلا عن الاستثمارات الصينية فى المنطقة الاقتصادية لمحور قناة السويس وكذلك العاصمة الإدارية الجديدة.
واستقبل الرئيس السيسى الوفد الاستثمارى المشارك فى أعمال مؤتمر الاستثمار الثالث لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث أكد الرئيس حرص الدولة على التفاعل المباشر مع المستثمرين لإلقاء الضوء على تطورات المشهد الاقتصادى والفرص الاستثمارية الواعدة المتاحة بالسوق المصرى فى مختلف القطاعات، فضلا عن استعراض المقومات المتنوعة التى باتت تتمتع بها مصر حاليا، والتى ضاعفت من قدرتها على جذب الاستثمارات الأجنبية، بما فى ذلك استعادة الدولة للاستقرار الأمنى والحفاظ عليه فى إطار من الوعى الشعبي، بالإضافة إلى وفرة الأيدى العاملة المدربة، والسوق المصرية الواسعة، وكذلك اتفاقات التجارة الحرة التى تربط مصر بالأسواق فى أفريقيا والمنطقة العربية والاتحاد الأوروبي.
وأكد الرئيس فى ختام اللقاء اعتزام الدولة استمرار قوة الدفع للتحرك بشكل متوازن ومدروس فى سبيل تحقيق أهداف برنامج الإصلاح الاقتصادى الشامل كمسار وطنى ملزم على المدى البعيد لبناء الدولة، مشيرا فى هذا الإطار إلى أن المشروعات التنموية فى مصر قد انتقلت من مرحلة التخطيط إلى التنفيذ، وأن التركيز سينصب خلال الفترة المقبلة على عدد من القطاعات الاقتصادية الوطنية الواعدة للمساهمة فى إعادة صياغة شكل الدولة المصرية وتلبية احتياجات السوق من الإنتاج المحلي.
وتلقى الرئيس السيسى اتصالا هاتفيا من دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي، تناول عددا من الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك بين مصر والاتحاد الأوروبي، وعلى رأسها سبل تعزيز التعاون المشترك بين الجانبين، وجهود مكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب.
واختتم الرئيس السيسى نشاطه الأسبوعى باستقبال سيلفا كبير رئيس جمهورية جنوب السودان، حيث أكد دعم مصر الكامل وغير المحدود لجهود حكومة جنوب السودان فى تحقيق السلام والاستقرار فى البلاد كامتداد للأمن القومى المصري.
وعلى صعيد العلاقات الثنائية؛ أشار الرئيس السيسى إلى حرص مصر على دفع التعاون الثنائى فى مختلف المجالات، وتعزيز الدعم المصرى لجهود التنمية فى جنوب السودان، لا سيما من خلال إعادة إحياء العديد من المشروعات المصرية المتواجدة هناك بالفعل أو تدشين مشروعات جديدة، بالإضافة إلى نقل الخبرات المصرية وتوفير الدعم الفنى وبرامج بناء القدرات فى عدد من القطاعات كالتعليم والصحة والزراعة والري.
وتناولت المباحثات كذلك عددا من أبرز الملفات المطروحة على الساحة الإقليمية، خاصةً منطقتى حوض النيل والقرن الأفريقي، حيث عكست المناقشات تفاهما متبادلا بين الجانبين إزاء سبل التعامل مع تلك الملفات، بما يكفل تعزيز القدرات الأفريقية على مواجهة التحديات التى تواجه القارة ككل.