الصحف العربية: حكومة إيرانية في المنفى و"اعتراف متبادل" بين الأكراد والأسد
أعلنت مصادر في المعارضة الإيرانية عن رغبتها في تشكيل حكومة معارضة بالمنفى، بالتزامن مع مؤتمر السلم والأمن في بولندا، الذي سيعقد في الفترة المقبلة، لمناقشة التاثير السلبي لإيران على استقرار الشرق الأوسط، والعالم.
ووفقا لصحف عربية صادرة اليوم الجمعة تتفاعل الأزمة الكردية في سوريا بعد قرار الرئيس الأمريكي الانسحاب، وتهديد تركيا بغزو المناطق الخاضعة للأكراد فتحوا خطوط تواصل مع دمشق وفق ما كشفت وثيقة مسربة عن سعي الأكراد إلى اتفاق سياسي جديد مع دمشق.
حكومة منفى
في إطار المساعي الأمريكية لتشديد الضغوط على طهران، أكد مصدر في المعارضة الإيرانية، أن الأميركيين طلبوا من فصائل إيرانية في الداخل والخارج، دراسة مشروع تشكيل حكومة منفى، قبل قمة وارسو المقررة في الشهر المقبل.
وقال المصدر لصحيفة "الجريدة" الكويتية إن الولايات المتحدة ستعمل على اعتراف المجتمع الدولي بهذه الحكومة، في إطار محاولة أمريكية جديدة للضغط على طهران لإسقاط النظام من الداخل.
واشارت الصحيفة إلى رفع قيادة الحرس الثوري ووزارة الاستخبارات تقريراً إلى المرشد الأعلى علي خامنئي، عن "تحركات مشبوهة للأمريكيين وحلفائهم في المنطقة"، وأضاف المصدر للصحيفة أن الحرس رصد مخططاً لتحريك الشارع في الداخل بالتوازي مع ضربات عسكرية محدودة ضد إيران.
اعتراف متبادل
كشفت صحيفة الشرق الأوسط نص وثيقة قدمها مسؤولون أكراد سوريون إلى روسيا، ونصت هذه الوثيقة بحسب الصحيفة على 11 بنداً، مطالبة دمشق بـ"تبادل الاعتراف" بين الدولة المركزية، والإدارة الذاتية في شمال شرق البلاد.
وقال قيادي كردي للصحيفة إن المسؤولين الأكراد سلّموا موسكو وثيقة مفصلة لمبادئ طرحها قائد وحدات حماية الشعب الكردي سيبان حمو، في زيارتين غير معلنتين إلى دمشق وموسكو في نهاية العام الماضي.
وتشير الوثيقة التي نشرت الصحيفة بنودها إلى التأكيد أن "سوريا دولة موحدة، والاعتراف بحدودها الدولية، وأنها دولة مركزية وعاصمتها دمشق"، وأن "الرئيس المنتخب، أي الرئيس بشار الأسد، هو رئيس كل السوريين".
وتضمنت الوثيقة ، بحسب الصحيفة، "خمسة مطالب كردية"، من بينها الاعتراف بالإدارة الذاتية، في شمال شرق البلاد، وإلغاء إجراءات التمييز ضد الشعب الكردي، وإقرار أن الأكراد مكون رئيسي من مكونات الشعب السوري، وتحديد ميزانية لكل المناطق بما فيها المناطق الكردية.
أمريكا في شرق الفرات
بدورها كشفت مصادر مطلعة في شرقي الفرات، لصحيفة البيان الإماراتية، تحركات أمريكية سياسية في الأسبوع الماضي.
وقالت هذه المصادر للصحيفة أن هذه التحركات تأتي في إطار تأكيد الدعم للأكراد والعرب لإزالة المخاوف من الفراغ الأمني، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب العسكري من المنطقة.
وشددت المصادر على أن الولايات المتحدة أكدت في أكثر من مرة أنها لن تغادر وتترك المنطقة للفراغ.
وقالت المصادر للصحيفة إن "المسؤول الأمريكي عن الملف السوري جيمس جيفري التقى في عين العرب، مسؤولين من قوات سوريا الديمقراطية ومجلس دير الزور المحلي، لبحث ما بعد الانسحاب الأمريكي".
على صعيد متصل، كشف مصدر مسؤول في مجلس دير الزور المدني للصحيفة، أن المسؤول الأمريكي عن ملف العشائر والقوى العربية ويليام روباك، سيزور مناطق شرقي الفرات الأسبوع المقبل، في إطار الدعم الأمريكي للمنطقة، مع مسؤولين أمريكيين عسكريون.
وأوضح المصدر، أن زيارة روباك تأتي لتعزيز الدعم الأمريكي لشرقي الفرات وتطمين الحلفاء، لافتاً إلى التركيز الأمريكي على العشائر العربية في دير الزور، وكيفية العمل المشترك بين العرب والأكراد في المنطقة.
ترامب يحدث أمريكا من سوريا
بدوره قال الكاتب الصحفي المصري محمد المنشاوي في صحيفة الشروق المصرية إن ترامب لا يدرك أن إقدامه على إعلان انسحاب قوات بلاده من سوريا ليس عملية سهلة التنفيذ وبلا عواقب.
ورغم محدودية الانتشار الأمريكى فى سوريا والتى لا يتعدى 2200 مقاتل، إلا أن قرار سحبهم أكثر تعقيدا مما يتصور ترامب الذى لم يستشر جنرالاته قبل اتخاذ قراره المثير".
وتناول المنشاوي بالتحليل الوضع السياسي الحالي في أمريكا على ضوء الانسحاب الأمريكي، قائلا: "بقرار ترامب بسحب القوات من سوريا، يفتح الرئيس الأمريكي جبهة جديدة فى صراعه مع أجهزة الدولة الأمريكية العميقة، وهو ما يلقى رواجاً وقبولاً بين أوساط قاعدته الانتخابية".
وأوضح الكاتب أن ترامب، يسعى بذلك إلى وضع حد للضغط المسلط عليه، من قبل الديمقراطيين، بعد المواجهات الأخيرة ضدهم، وتعهد قيادات ديمقراطية في مجلس النواب، بفتح تحقيقات جديدة ضده، خاصةً عن علاقته شخصياً وعلاقة أفراد عائلته بروسيا والرئيس فلاديمير بوتين.