من ماليزيا إلى العتبة.. رحلة وافد أزهري بين كتب معرض سور الأزبكية

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


مع دقات الواحدة ظهرًا، أنهى طلاب كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر امتحانهم، الجميع خرجوا متفرقين نحو منازلهم للاستعداد إلى الامتحان التالي، إلا "فهمي" ورفيقه، هرولا مسرعين نحو العتبة، فقد عقدا النية منذ ليلة اليوم الماضي على أن يتوجها إلى سور الأزبكية حيث افتتاح معرض الكتب الأول، لكي يغتنما فرصة اقتناء أكبر كم من الكتب -باهظة الثمن - بأسعار رخيصة تتماشى مع إمكانياتهم، وتشبع عقولهم المتعطشة للقراءة باستمرار.

"أحب الحصول على الكتب من هنا".. عبارة رددها الطالب الماليزي فهمي، الذي يقضي عامه الدراسي الأول بالقاهرة، فيحرص باستمرار على تفقد الكتب المتاحة بسور الأزبكية الذي يجاور مسكنه، فبعد جولة طوال الأشهر الماضية داخل معرض القاهرة الدولي للكتاب والعديد من المكتبات المجاورة للجامعة، أيقن أن مكتبات سور الأزبكية تقدم فاكهة الكتب – أي أفضلها- بأسعار في متناول يديه كطالب مغترب، وهي الفرصة التي لم يحظى بها مسبقًا في موطنه الأم.




وبالرغم من أن الشاب الماليزي ذو الواحد وعشرون ربيعًا من العمر، قد اعتاد اقتناء الكتب الفلسفية والمتعلقة بالأدب والفقه والدين الإسلامي من مكتبات سور الأزبكية طوال مدة إقامته بالقاهرة، إلا أنه حرص على زيارة المنطقة في أول يوم لإقامة معرض سور الأزبكية الأول بعد إقصائهم من معرض القاهرة الدولي للكتاب في يوبيله الذهبي هذا العام، ليستفيد من العروض والخصومات الكبرى التي يعلن عنها المعرض.

ووسط الزحام وتكدس البضاعة، يتفقد "فهمي" المكتبات المختلفة داخل معرض سور الأزبكية باستمتاع، فيحتضن بين يديه بعض الكتب التي يرغب في شرائها، ثم ينادي البائع ليستفسر عن ثمن كل كتاب قبل التأكيد على شرائه.




"الأسعار لم تختلف كثيرًا بل هي كما كانت عليه طوال العام".. يردد الطالب الماليزي هذه العبارة بعدما فوجئ بالأسعار التي خصصها البائع لكل كتاب، فبالرغم من أنه يروج لوجود خصومات تصل إلى 50% وأكثر، إلا أن خبرة الشاب الماليزي الضئيلة في المنطقة جعلته مدركًا لعدم وجود عروض حقيقية على الكتب.

"ولكن الكتب هنا أرخص من أي مكان".. يعاود الطالب الماليزي العشريني التأكيد بهذه العبارة على أنه بالرغم من عدم وجود تخفيضات جديدة على أسعار الكتب المتوفرة طوال العام، إلا أن سور الأزبكية يظل بالنسبة له الملاذ الأول لاقتناء المراجع والكتب التي يتزود بالمعارف التي تحتويها بين طياتها.




يصمت الشاب قليلًا، ثم يعاود تذكر تلك المرة الأولى التي توجه فيها إلى معرض القاهرة الدولي للكتاب العام الماضي، فقد كان مقصده هو الخيام المخصصة لكتب سور الأزبكية المستعملة والقديمة التي نصحه بها رفاقه القدامى في مصر، والتي كانت الأسعار خلالها أكثر انخفاضًا عن أسعار الكتب داخل السور نفسه في معرضه الجديد: "قد تكون تكلفة التجهيزات الخاصة بالمهرجان هي سبب عدم انخفاض الأسعار كثيرًا كما كانت في معرض القاهرة الدولي للكتاب"، إلا أنه يرى في إقامة معرض سور الأزبكية وسيلة أكثر سهولة للوصول إلى الكتب خاصة بعدما تم نقل معرض القاهرة الدولي للكتاب إلى التجمع الخامس، وهو ما قد يسبب معاناة له ولأقرانه من الطلاب الوافدين والمصريين في الوصول إليه، لاسيما تكلفة المواصلات: "فالنقود التي سندفعها في وسائل المواصلات لمعرض القاهرة تعادل شراء كتابين من سور الأزبكية".