في ذكرى افتتاحه.. تعرف على تاريخ المتحف الزراعي ومقتنياته

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية



يعتبر الوحيد في العالم الذي يتحدث عن تاريخ الزراعة منذ عصر ما قبل التاريخ حتى الآن، هكذا وصفه عالم الآثار المصري زاهي حواس، فهو نافذة تطل منها كل الأجيال علي حضارة مصر الزراعية، فضلاً عن كونه مركزًا  للثقافة الزراعية، حيث يحتوي على على ستة من أهم أنواع المتاحف المتخصصة وهم المتحف الذي يضم المقتنيات الأثرية القديمة وآخر  يضم مقتنيات من العصر اليوناني والروماني، ومتحف المجموعات العلمية، والمملكة النباتية.

وتزامنًا مع ذكرى افتتاحه – في سراي الأميرة فاطمة إسماعيل، ابنة الخديو إسماعيل، والتي وقع الاختيار عليها ليكون متحفاً زراعياً، لوجوده على مقربة من وزارة الزراعة، ليسهل خدمتها له- نستعرض كل ما تريد معرفته عنه خلال السكور التالية.

كان الغرض من إنشاء المتحف الذي بدأ العمل به في عام 1930 عندما صدر قرار مجلس الوزراء المصري في 21 نوفمبر من عام 1927، ويمكن اعتبار هذا المتحف ثمانية متاحف لا متحف واحد، وتزيد مساحة هذا المتحف علي ثلاثين فداناً، أي ما يعادل 175ألف متر مربع، ويعد أول متحف زراعي في العالم، هو توثيق لذاكرة مصر الزراعية.

أكبر المتاحف في مصر
يعود فضل إنشاء المتحف الزراعي إلى الملك فؤاد الأول، الذي كان يرى أنه من الضروري أن يكون لمصر متحف زراعى تكون مهمته نشر المعلومات الزراعية والاقتصادية في البلاد، وتمت الاستعانة بمصمم المتحف الزراعي في العاصمة المجرية "بودابست" ليقوم بتصميم المتحف الزراعي المصري، ووقع الاختيار على سراى الأميرة فاطمة إسماعيل، ابنة الخديو إسماعيل، وشقيقة الملك فؤاد الأول، ليكون متحفاً زراعياً يعد المتحف الزراعي من أكبر المتاحف في مصر إذ تبلغ مساحته 125 ألف متر مربع وكان المتحف قصرا للأميرة فاطمة إسماعيل ابنة الخديوي إسماعيل، ويتكون المتحف من ثلاث مبان لمعروضات خصص المبني الأول المملكة النباتية والمبني الثاني لمعروضات المملكة الحيوانية والمبني الثالث يضم المعرض التاريخي للزراعة المصرية منذ عهد ما قبل التاريخ إلي يومناهذا. و بالمتحف أيضا مكتبة وقاعات للسينما والمحاضرات وكذلك يضم المجموعة الحشرية.

يضم نباتات نادرة بعضها انقرض
ويضم  المتحف آلاف المعروضات والمقتنيات التي تقدم في مجملها قراءة تاريخية للزراعة وتطورها في مصر منذ عصر الفراعنة، يمثل المتحف قبلة للعلماء والباحثين في مجال الأبحاث والدراسات الزراعية والبيطرية والتاريخية وتوجد بالمتحف مقتنيات ونباتات نادرة بعضها انقرض من الوجود، مثل نبات "البرساء" الذي كان مقدساً عند الفراعنة، ونماذج لآلات زراعية تاريخية مثل المجرش أو آلة طحن الحبوب، التي يعود تاريخها إلي 15 ألف سنة، فضلاً عن الكثير من الصور الفوتوغرافية والأعمال الفنية الزيتية التي تحيلك إلي أجواء الماضي، وتطور الأساليب الزراعية لدي الفلاح المصري، وأشكال الحياة القروية عبر التاريخ.

مقتنيات المتحف
ويمثل المتحف أول حلقة في سلسلة تاريخ تطور الزراعة في مصر، فهو يعرض تاريخ الزراعة منذ عصر ما قبل التاريخ حتى أواخر العصر الفرعوني، ويبرز الدور الريادي المصري في مجال الزراعة، وأن المصريين القدماء هم أحسن زرّاع عرفهم التاريخ، كما ينفرد متحف الزراعة المصرية القديمة عن متاحف العالم باقتناء مجموعة أثرية زراعية كاملة، بالإضافة إلى أنه يضم عروضاً تجعله متحفاً فنيا للتاريخ الطبيعي. ففي الطابق الأرضي، يعرض المتحف كل ما يتصل بالنشاط الزراعي قديماً، والأدوات والآلات الزراعية، ويشرح كيف اهتدى إليها المصري القديم وطورها، وهناك مقتنيات هامة تمثل أغلب الحاصلات الزراعية التي عرفتها مصر القديمة مع قطع أثرية توضح أهم الصناعات الزراعية والبيئية.