العشوائية تخيم على معرض سور الأزبكية للكتاب (معايشة)
"تخفيضات وخصومات على كل أنواع الكتب".. هذه العبارة التي استمر البائعون في ترديدها منذ الصباح الباكر، في محاولة منهم لاستقطاب المارة لمحالهم وعرباتهم التي تتراص الكتب فوقها باختلاف أشكالها وأنواعها، لتقطع أصوات المارة وهم يتهامسون فيما بينهم بحثًا عن مرادهم من تلك البضاعة المعروضة للبيع، لاستغلال الخصومات التي يروج لها التجار بمناسبة بدء انطلاق معرض سور الأزبكية للكتاب، والذي تم افتتاحه لمدة شهر، بعدما امتنع الباعة عن المشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام للمرة الأولى.
مظاهر
بسيطة للاحتفال البانرات معلقة في
كل مكان لتعلن عن الفترة التي يستمر فيها "مهرجان سور الأزبكية" كما أطلق
عليه الباعة، وبطاقات المشاركين في المعرض بارزة على صدور التجار، أما عن واجهات محلات
الكتب والعربات المشاركة فقد تزينت بأعلام مصر وبعض البالونات الملونة، أما عن خيامهم
التي كانوا يستعملونها لتظليل بضاعتهم كل عام في معرض الكتاب، فقد استغلوها لتسقيف
المساحة المخصصة لمعرضهم، في محاولة لإعادة خلق أجواء معرض الكتاب الشهيرة، وتتدلى
منها ملصقات ملونة تروج للخصومات المتاحة أمام كل محل، ليتجول رواد السور بحثًا عن
مرادهم من الكتب بأقل الأسعار وسط مجموعة من الأغاني الوطنية التي مزجوها بين فعاليات
المهرجان.
سوء تنظيم
ولكن بالرغم من هذه
الفعاليات البسيطة الملحوظة داخل معرض سور الأزبكية، إلا أن المضمون الفعلي للسوق لا
يختلف إطلاقًا عن بضائع التجار التي اشتهروا بعرضها باستمرار طوال العام داخل السور
القابع بمنطقة العتبة.
فالمحلات لم تشهد تنظيمًا للكتب ولنوعيتها،
بل عانوا من التشابه والتكرار بين المحتويات التي تتضمنها الفرشة المخصصة لكل تاجر
مما أدى لتزايد الإقبال عند البعض وانعدامه عند آخرين، ناهيك عن خروج العديد من البائعين
عن النطاق المخصص لخيام المعرض بسبب ضيق المساحة مما تسبب في انتشارهم بشكل عشوائي.
إقبال
طبيعي
"مش عاوزينا
في معرض الكتاب يبقا دا الحل".. من أمام أحد المحلات يردد بائع هذه العبارة بنبره
يشوبها الانفعال، ليعبر عن استيائه من الحال التي وصل إليها التجار بسبب الصعوبات التي
واجهوها في الانضمام إلى معرض القاهرة الدولي للكتاب: "عاوزينا ندفع 1000 ونص
في إيجار المتر وربع وطبعا هنأجر أكتر من كده عشان المساحة متكفيش.. يبقا أنا هكسب
إيه وهديله إيه بقا.. دا غير إن المكان بعيد جدا في التجمع".
ولكن بالرغم من سوء
تنظيم المعرض إلا أن التاجر يرى أن الإقبال جيد ولم تؤثر عدم مشاركتهم في المعرض على
أرباحهم: "المعرض هو سور الأزبكية"، متوقعًا أن يكون الإقبال أكبر في حال
اتسعت رقعة الترويج للمهرجان الذي لا يزال الكثيرون لا يسمعون بوجوده.
إلا أن المشهد العام
داخل المعرض يوحي بوجود النسبة الطبيعية من الإقبال الذي يشهده سور الأزبكية من المثقفين
طوال السنة، فهناك عدد من المحال التي يندر الإقبال عليها، بينما يقبل عدد محدود على
المحلات، ويحتشد العشرات على مقرات أخرى كما يحدث في الأيام العادية بالمنطقة.
من بيع
الكتب للأدوات المنزلية "يا قلبي لاتحزن"
وفي الوقت الذي يروج
المهرجان لكونه مخصصًا لبيع الكتب، إلا أن تجار المعرض لم يتمكنوا من التخلص من الباعة
الجائلين الذين يستغلون الفعالية الثقافية لبيع الملابس والأدوات المنزلية وألعاب الأطفال
والعطور، التي تظهر على الساحة أكثر وضوحًا من الكتب، الأمر الذي تسبب في تكدس المنطقة
بصورة مبالغة، وهذا مع عدم توفير علامات أو دليل يشير إلى موقع كل بائع والمكان المخصص
لبيع نوعية محددة من الكتب كما كان يشهد معرض القاهرة الدولي للكتاب سنويًا.
بيئة غير
صحية لعربات الطعام
ولم يكن سوء التنظيم
هو الأزمة الوحيدة التي يشهدها المعرض، فعدم أهلية المكان من الناحية البيئية لإقامة
هذا النوع من المعارض، جعل من وجود عربات بيع الأطعمة والمشروبات ضمن الفعاليات أمر
غير ملائم للحالة التي تشهدها المنطقة نظرًا لطبيعتها، ولكن على عكس ذلك، استقر عدد
من بائعي الأغذية والمشروبات في بقعة تجاور المهرجان تتكدس بها القمامة، وتفوح منها
روائح كريهة تنفر الزبائن من فكرة الإقدام على الشراء.