كيفية قضاء صلاة الوتر؟
تُصلّى صلاة الوِتْر ركعةً واحدة أو ثلاثة ركعات أو خمسة أو سبعة أو تسعة أو إحدى عشرة ركعة وهو الحدّ الأكبر لعدد ركعات صلاة الوِتْر.
وورد عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه أوصى بواحدة من الوِتْر؛ إذ قال حينما سُئل عنها: (مَثْنَى مَثْنَى، فإذا خَشيتَ الصُّبحَ فأوْتِرْ بواحِدَةٍ)، وفي موضعٍ آخر أوصى بأكثر من ركعةٍ واحدةٍ؛ حيث قال: (الوِترُ حقٌّ على كلِّ مسلمٍ، فمن أحبَّ أن يوترَ بخمسٍ فليفعل، ومن أحبَّ أن يوترَ بثلاثٍ، فليفعل ومن أحبَّ أن يوترَ بواحدةٍ فليفعَلْ)، ووصفت عائشة بنت أبي بكر -رضي الله عنها- صلاة الوِتْر حيث قالت إنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كان يوتر بركعتين ركعيتن ثم يختم بواحدةٍ منفصلةٍ.
وهناك أوجه أخرى تُصلّى فيها الوِتْر متّصلة، حيث تُصلّى الثلاث ركعات بشكلٍ متّصل وبتشهّد وسلام واحد، وتصلّى الخمس والسبع ركعات سرداً؛ أي دون انقطاع بتشهد وتسّليم واحد، أمّا إذا نوى المصلّي أن يُوتر بتسع ركعات، فيجوز له أن يسرد ثماني ركعات ثمّ يتشهّد ثمّ يقوم للرّكعة التّاسعة وبعدها يسلّم من صلاته، والأفضل أن يسلّم بعد كلّ ركعتين، وكذلك من نوى أن يُوتر بإحدى عشرة ركعة فالأفضل أن يصلّي عشر ركعات ثمّ يتشهّد ثمّ يقوم للرّكعة الأخيرة، ويجوز له أن يسرد إحدى عشرة ركعة متتالية بتشهّد وتسليم واحد.
كيفيّة قضاء صلاة الوِتْر
وقت صلاة الوِتْر يبدأ من بعد صلاة العشاء وينتهي طلوع فجر اليوم التالي، والأفضل في السّنّة تأخير الوِتْر إلى آخر الليل، وإن خشي المسلّم ألّا يستسقظ قبل الفجر فتفوته صلاة الوِتْر فالأفضل أن يصلّيها قبل النوم؛ لأنّ صلاة الوِتْر لها عدّة أفضال ولها منزلة عظيمة بين العبادات، ولأنّها سنّة مؤكّدة، وأجازت الشّريعة الإسلاميّة قضاء صلاة الوِتْر إذا غفل أو نام عنها المسلم، قالت أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (كان إذا غلبه نومٌ أو وجَعٌ عن قيامِ الليلِ صلَّى من النهارِ ثِنتي عشرةَ ركعةً)، والمشروع في قضاء صلاة الوِتْر أن يُصلّيها المسّلم بعد طلوع الشّمس بقدْر رمحٍ في السماء أيّ أن يصلّيها وقت الضحى إذا فاتته صلاة الوِتر في وقتها المشّروع لها، ولا تُصلّى وِتراً عند قضائها، وإنّما تُصلّى شفعاً؛ أيّ أن يزيد على عدد ركعات صلاة الضحى ركعةً واحدة.
صلاة الوِتْر
تُعدّ صلاة الوِتْر الصلاة المتمّمة لصلاة الليل ويأتيها المسّلم في أيّ وقت بعد العشاء وقبل طلوع الفجر، وفيما يأتي بيان المقصود بصلاة الوِتْر وبيان حُكمها:
تعريف صلاة الوِتْر
بيّن العلماء تعريف صلاة الوِتْر في اللغة وفي الاصطلاح، وبيان ذلك فيما يأتي:
الوِتْر لغةً: هو الفرد، وهو ما ليس بشَفْع؛ ومنه صَلاة الوِتْر.
الوِتْر اصطلاحاً: هي صلاة يؤدّيها المسّلم بعد صلاة العشاء ويمتدّ وقتها إلى ما قبل طلوع الفجر، وسمّيت بذلك لأنّها تُؤدّى وِتراً؛ أي أنّها تؤدّى بعددٍ فرديّ.
حُكم صلاة الوِتْر
ذهب الفقهاء المذاهب إلى عدّة آراء في تفصيل حُكْم صلاة الوِتْر، وفيما يأتي بيان آراء العلماء في صلاة الوِتْر وبيان الأدلّة التي استند إليها أصحاب كلّ رأي:
قال جمهور العلماء إنّ حُكْم صلاة الوِتْر سنّة مؤكّدة، واستدلّوا على ذلك بحديث الأعرابيّ الذي سأل الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- عن دخول الجنّة فقال له الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: (خمسُ صلواتٍ في اليومِ والليلةِ، فقال: هل عليَّ غيرُها؟ قال: لا إلّا أن تَطَوَّعَ)، وهو الرأي الرّاجح.
قال أبو حنيفة إنّ صلاة الوِتْر واجبة على المسّلم؛ ودليل وجوبها قول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (الوَتْرُ حقٌّ فمَنْ لمْ يُوتِرْ فليسَ مِنَّا).
أحكام تتعلّق بصلاة الوِتْر
لخّص العلماء بعص الأحكام المتعلّقة بصلاة الوِتْر، وبيان بعضها فيما يأتي:
لا يجوز أن يصلّي المسّلم الوِتْر مرّتين في الليلة الواحدة، فالمسلم مخيّر بأن يؤخّر الوِتْر لآخر الليل، أو أن يصلّي الوِتْر قبل النوم إن خشي ألّا يستيقظ قبل الفجر، وإذا استيقظ قبل الفجر وكان قد صلّى الوتر فإنّه يصلّي نافلةً إن أراد وليس عليه إعادة الوِتر بعد النّافلة.
سنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قراءة سورة الأعلى ثمّ سورة الكافرون ثمّ سورة الإخلاص على الترتيب في صلاة الوِتْر.
يُستحبّ للمسّلم أن يردّد دعاء القنوت بعد الاعتدال من الركوع الأخير في صلاة الوِتْر؛ لورود ذلك عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
يُستحبّ للمسّلم ألّا يترك صلاة الوِتْر حتى في السفر؛ فالنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- صلّى الوِتْر في مختلف الظروف من الحضر والسفر.
يجوز للمسّلم أن يصلّي الوِتْر مع جماعة من وقتٍ لآخر، ولكن يصلّى الوِتْر دائماً مع الجماعة في شهر رمضان المبارك.
يجوز للمصلّي أن يؤدّي صلاة الوِتْر بعد الجمع بين صلاتيّ المغرب والعشاء في وقت المغرب، ويُستحبّ أن يؤخّر صلاة الوِتْر بعد دخول وقت صلاة العِشاء.
يجوز للمصلّي أن يقرأ آيات القرآن الكريم غي الصّلاة من المصحف إذا عسُر عليه الحفظ أو من ورقة مكتوب فيها آيات من القرآن الكريم، كما يجوز أن يردّد المصلّي الدّعاء من ورق مكتوب فيها بعض الأدعية، ولا بأس بالدّعاء بما يريد المصلّي من الأدعية، ولا يعدّ الدّعاء بالأدعية الواردة عن الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- شرطاً.