جمهور المعز يستعيد الذكريات مع "الليلة الكبيرة" (فيديو)

أخبار مصر

بوابة الفجر


وسط حضور جماهيري كبير، استعاد رواد شارع المعز ذكريات الطفولة، مع أوبريت الليلة الكبيرة، والذي تم إحياء ذكراها اليوم على مسرح الشاعر في شارع المعز لدين الله الفاطمي.

ومن ناحيته قال شريف فوزي منسق عام شارع المعز، إنه رغم برودة الطقس إلا أن عددًا كبيرًا من الجمهور استجاب لدعوة الشارع بحضور عرض أوبريت الليلة الكبيرة، والذي يمثل علامة من علامات التراث المصري.

وأضاف فوزي، أن إدارة القاهرة التاريخية، بقيادة محمد عبد العزيز، وكل رجال وزارة الآثار حريصين دائمًا على تقديم الجديد لرواد الشارع، وكل ما من شأنه أن يربط المواطن بمعالم تراثه سواء المادي المتمثل في الآثار والمقتنيات، أو اللامادي، مثل الأراجوز وأوبريت الليلة الكبيرة.

يذكر أن أوبريت الليلة الكبيرة هو للعبقري صلاح جاهين، والمبدع سيد مكاوي، والذين صورا في رائعتهما تلك واحدًا من أهم الملامح التراثية في الحياة المصرية، والتي تعيدها وزارتي الآثار والثقافة للحياة اليوم الأحد 13 يناير في شارع المعز لدين الله الفاطمي.

ويعد أوبريت الليلة الكبيرة، من أشهر ما قدم مسرح العرائس في مصر، فهو يصف المولد الشعبي بشكل رائع وممتع، من خلال شخصيات تعد تيمة من تيمات التراث المصري اللامادي مثل الأراجوز، وبائع الحمص، وبائع البخت، والقهوجي بزيه المميز، والمعلم صاحب القهوة بشاربه العتيد، والعمدة، والراقصة، ومدرب الأسود، والأطفال بزيهم المصري الأصيل، والمصوراتي بكاميراته العتيقة، ومعلن السيرك، والمنشد، والفلاح، وكان أول عرض له عام 1961.

وفي تعاون ما بين وزارة الآثار ووزارة الثقافة تنظم إدارة القاهرة التاريخية وبالتعاون مع مسرح القاهرة للعرائس بوزارة الثقافة، بصدد تنظيم عرض الليلة الكبيرة للعرائس يوم الأحد 13 يناير، حيث قال شريف فوزي المنسق العام لشارع المعز لدين الله الفاطمي، إن العرض سيستمر من الساعة الرابعة وحتى الخامسة، يوم الأحد، والدعوة عامة لجموع المصريين ومحبي شارع المعز لدين الله الفاطمي للاستمتاع بهذه الأمسية الفنية حيث أن الحضور بشكل مجاني للجميع.

لم تكن الليلة الكبيرة عملًا فنيًا جديدًا في نوعها كنموذج، لا نصا ولا لحنا، لكنه مرة أخرى، أداء الشيخ سيد مكاوي الفريد يصبغها بصبغته، ويضفى عليها براعته فى التصوير.

جاءت الليلة الكبيرة نسخة أو كادت من أوبريت "سيدي منجد"، الذي كتبه بيرم التونسي، ولحنه زكريا أحمد في الخمسينات، بدءًا من اللحن الافتتاحي حتى النهاية، ومرورًا بكل الصور الداخلية التى تصور ما يحدث في ليلة المولد مثل عروض البائعين، والحاوي، والسيرك، وصاحب الألعاب، وصاحب القرد، والمغنين، والأطفال، وكل صخب الموالد الشعبية.

‎كتب صلاح جاهين، الليلة الكبيرة على نموذج بيرم في "سيدي منجد" التى يقول لحنها الافتتاحي
‎م العام للعام دستورك.. وبعودة الأيام ونزورك.
‎مدد يا صحب المولد نظرة.. مدد يا حارس كفر شليب..
‎يا سيدي منجد يا سيدي.. يجعل سنتنا هنية وخضرا وننسعد في علم الغيب
‎ثم يتطرق بعده إلى تصوير مشاهد المولد ومنها مشهد صاحب القردة
‎الست عزيزة.. ألعابها لذيذة..
‎متدردحة وقارحة وفريزة.. ويشهدوا لها البهلوانات
‎ومن نفس الوزن يصور صلاح جاهين:
‎ورينا القوة.. يا ابني انت وهوه
‎مين عنده مروّه.. وعامل لي فتوة
‎يقدر بقدارة على زق الطارة ويفرقع بمبة

وجاء لحن سيد مكاوي لهذه الجملة أيضا متأثرا بلحن زكريا وعلى نفس المقام الـ "راست"، لكن من السهل ملاحظة الفرق الكبير إذا استمعنا إلى الليلة الكبيرة، بأصوات مطربي مسرح العرائس ثم استمعنا لسيد مكاوي، وهو يؤديها كلها متتالية في غاية الانسجام، وبأفضل تعبير ممكن.

لا زلنا نسمع الليلة الكبيرة إلى الآن، وهي من الأعمال التى يمكن وصفها بأنها ضد التقادم، نظرًا لاحتوائها على مضمون يقترب كثيرا من الفولكلور الشعبي

والليلة الكبيرة من كلمات صلاح جاهين، وألحان سيد مكاوي، وعرائس ناجي شاكر، ديكور مصطفى كامل، إخراج مسرحي صلاح السقا وهو والد الفنان أحمد السقا، والإخراج تليفزيوني لمحمود بيومي.

أما مطربو العمل فهم سيد مكاوي، وشفيق جلال، وعبده السروجي، ومحمد رشدي، وحورية حسن، وإسماعيل شبانة، وصلاح جاهين، وشافية أحمد، وقد تم عرض الأوبريت للمرة الأولى في 1 مايو من عام 1961.