صورة لتثبيت رأس تمثال أثري بالمسامير تثير غضب السوشيال ميديا (صور)
بعد 25 عامًا من الانتظار استطاعت الدولة المصرية افتتاح متحف سوهاج القومي، والذي كان إحدى أهم العلامات البارزة في انجازات وزارة الآثار العام الماضي 2018م.
وقد حظي المتحف باهتمام القيادة السياسة إلى الدرجة التي دفعت السيد رئيس الجمهورية بنفسه لافتتاح المتحف، ليسجل بذلك صفحة من الصفحات المضيئة في تاريخ المحافظة.
ولكن يبدو أن الأمر ليس على ما يبدو، فالمتحف الذي استغرق افتتاحه وتأسيسه فترة ربع قرن من الزمان، يبدو أن تجهيزاته ليست على المستوى المطلوب رغم عناية الدولة المصرية به.
فقد انتشرت على صفحات التواصل الاجتماعي خلال الساعات القليلة الماضية صورة من قلب المتحف، لرأس تمثال مصر ي قديم، تم تثبيتها على قاعدة خشبية، وبدون فاترينة، وقد تم التثبيت للحائط خلف الرأس، وبواسطة "كانات" حديدية، ومسامير من نوع الصلب "رقم 10" على ما يبط من وصف المعلقين على الصورة.
وهو الأمر الذي أثار استياء وغضب الكثيرين على مواقع التواصل الاجتماعي، ليس فقط من طريقة التثبيت، ولكن أيضًا لإمكانية أن يراها ويرصدها أيًا من كان بدليل استطاعة فرد عادي التقاط عدة صور لها ومن عدة زوايا.
حاولنا مرارًا التواصل مع السيدة إلهام صلاح رئيسة قطاع المتاحف بوزارة الآثار، للحصول على تفسير ورد حول هذه الصور إلا أنها لم تقم تجيب على هاتفها بالأساس.
ومن جانبه قال الباحث الأثري أحمد عامر، إن هذه الطريقة في التثبيت غير معهودة على المتاحف المصرية، والتي لاحظنا التطور والاهتمام الشديد بالمعروضات فيها، وخصيصًا المتاحف الحديثة، كما أن رأس التمثال غالبًا تكون من الثقل بحيث لا تحتاج إلى مثل هذه الطرق في التثبيت، حيث يتم يتم صنع قاعدة لها، ويكون ثباتها تلقائيًا كما يوجد في كل المتاحف المصرية.
وأضاف عامر أن الصور قد تكون غير حقيقية، ولكن في حالة إذا ما ثبت صحتها فهذه كارثة يجب محاسبة المسؤولين عنها، وما يحدث يندرج تحت بند التشويه المتعمد، مما يسيء إلى آثاريين مصر والعاملين في مجال الآثار.
ومتحف سوهاج القومي يقع على ضفة نهر النيل في المدينة العريقة، على بعد أمتار قليلة من كوبرى إخميم، وهو يتكون من بدروم يضم قطع أثرية تستعرض الفكر الديني عند قدماء المصريين من البعث والخلود، وكذلك الحج في العصور المصرية القديمة والقبطية والإسلامية.
وفي الدور الأرضي والمدخل الرئيسي، يضم عدد من التماثيل والقطع الأثرية لملوك الأسرتين الأولى والثانية، وكذلك يضم قطعا أثرية نتاج الحفائر في سوهاج، وهي تحكي تاريخ المحافظة منذ أقدم العصور، بخاصة عصر الأسرتين الأولى والثانية إضافة إلى التطرق للتراث الشعبي فيها، والتركيز على عادات وتقاليد الأسرة، وكذلك الصناعات التي اشتهرت بها، ومنها صناعة النسيج في أخميم.
كما يضم المتحف مجموعة أخرى من القطع الأثرية، التي تم اكتشافها في محافظة سوهاج، الموجودة بمخازن الآثار، والت تم نقلها للمتحف لتخدم سيناريو العرض، وقد تم نقل بناء على اجتماع لجنة سيناريةو العرض قطع من المتحف المصري بالتحرير، وبعض مكتشفات حفائر منطقة آثار أبيدوس، لاستكمال سيناريو العرض المتحفي في المتحف.
الجدير بالذكر أن فكرة إنشاء متحف سوهاج القومي انطلقت للمرة الأولى في عام 1993م، ثم توقفت بعد ذلك لأمور هندسية وفنية، واستؤنف العمل به من جديد عام 2006م، ثم توقف مرة أخرى بعد قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير، قبل أن تقوم وزارة الآثار بإعادة العمل به مرة أخرى عام 2015م، تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بالاهتمام بمحافظات الصعيد وإحيائها سياحيا، ليستأنف العمل عام 2016م.