الوعي الصحي في رمضان من خلال السنة المباركة

الفجر الطبي



جاء الإسلام ليحفظ للناس خمسة أمور أساسية وهي التي تسمى بالضروريات الخمس وهي حفظ النفس وحفظ الدين وحفظ العقل وحفظ العرض وحفظ المال , وبذلك أعطى الإسلام حماية لكل فرد يدين به وتبنى أن يحافظ لكل فرد على هذه الضروريات الخمس.

وفي رمضان قد يتصرف بعض الناس تصرفات مخالفة لروح الإسلام فيؤذون بذلك أنفسهم وهم لا يشعرون وخاصة ونحن نصوم في أيام شديدة الحرارة فلا بد من العناية الصحية لأجسادنا التي لم يغفل عنها الإسلام الذي اعتبر أن الجسد أمانة عند صاحبه لا بد له أن يعتني به ويحافظ عليه ولا يورده موارد الهلاك.

وبتتع بعض الأفعال البسيطة التي وجه به النبي عليه الصلاة والسلام يمكن أن نصوم رمضان الكريم ونحن نتمتع بصحة جيدة عن شاء الله تعالى ومن هذه الأمور:

• نحن نعرف أننا نصوم في يوم طويل نسبيا وتصل فترة الامتناع عن الطعام إلى أربعة عشر ساعة تقريبيا وهذا يحمل الجسد جهدا كبيرا, لكن قد يخطئ بعض الناس فيطيلون فترة امتناعهم عن الطعام والشراب إلى ساعات أكثر عندما يتناولون طعام السحور في وقت مبكر من الليل كالساعة الواحدة ليلاً فتطول عندهم فترة الصيام إلى سبعة عشر ساعة وبالتالي مزيد من الجهد ومزيد من الابتعاد عن السوائل ولو رجعنا إلى التوجيهات النبوية لوجدنا أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أخر السحور إلى قبيل أذان الفجر وقال : « تسحروا ففي السحور بركة» وبعض الناس أيضا يتأخرون في الإفطار وبالتالي يزيدون من إرهاق أجسادهم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: « لاَ يَزالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ».

• وبعض الناس يتصفون بعقدة تعذيب النفس فيحاولون أن يجهدوا أنفسهم في رمضان زعما منهم أن الأجر يزداد بازدياد المشقة وهذا الكلام له تتمة ذلك أن الأجر يزداد بازدياد المشقة المعتبر التي لا غنى للإنسان عنها في عمله كالعامل الذي لا غنى له عن العمل في رمضان فيزداد أجره بمقدار مشقته وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا نذر أن يقف في الشمس عبادة لله فنهاه عن ذلك لأن الله غني أن يعذب أحد من البشر نفسه. وبالتالي فما ينبغي للصائم أن يزيد على نفسه المشقة بحجة انه يزداد بذلك أجره.

• وقبيل الإفطار تنقص نسبة السكر في الدم ويبدأ الصائم بفقدان السيطرة على بعض تصرفاته نتيجة انخفاض نسبة السكر في الدم ولذلك جاء التوجيه النبوي الشريف بما يعيد للجسد وبشكل سريع نسبة السكر إلى حدها الطبيعي فأمر عليه الصلاة والسلام بتناول التمر عند الإفطار فإن لم يجد فتناول الماء الذي يعوض السوائل المفقودة في يوم الصيام فقال: «إذَا كَانَ أحَدُكم صَائِماً فَليُفطِرْ عَلَى التَّمرِ، فإن لم يَجِد التَّمرَ فَعَلَى المَاءِ فإنَّ المَاءَ طَهُورٌ» . لكن بعض الناس يخالفون هذه القاعدة ويبدؤون إفطارهم بالدسم أو الطعام الثقيل على المعدة مما يسبب لهم إرباكات معوية وهضمية كثيرة

وبذلك نرى أن الإسلام جاء ليحافظ على أجسادنا من الهلاك ونحن بالتزامنا بتعليمات النبي عليه الصلاة والسلام نستطيع أن نصوم صياماً صحياً ونحافظ على أجسادنا التي هي أمانة في أعناقنا والحمد لله رب العالمين


1. مريض الجهاز الهضمي في شهر الصيام:

يعتبر شهر رمضان بحق، شهر إجازة للجهاز الهضمي، ولكن المؤسف حقاً أن يتخم الكثير منا نفسه عند الإفطار بشتى فنون الطعام والشراب، فيحوِّل سعادة المعدة والأمعاء إلى تخمة وعناء، وسنستعرض أهم أمراض الجهاز الهضمي ذات العلاقة بالصيام.

أ) قرحة المعدة أو الإثني عشر:

يشكو المصاب بالقرحة الحادة من آلام في المعدة عند الجوع، أو ألم يوقظه من النوم، ويخف ألم قرحة الإثني عشر بتناول الطعام، ولكن كثيراً ما يعود الألم بعد عدة ساعات.

وينبغي على مريض القرحة المصاب بإحدى الحالات التالية للإفطار:

القرحة الحادة: وذلك حين يشكو المريض من أعراض القرحة. كالألم عند الجوع، أو ألم يوقظه من النوم.

في حال حدوث انتكاسة حادة في القرحة المزمنة: وينطبق في تلك الحالة ما ينطبق على القرحة الحادة.

وكذلك الأمر عند الذين تستمر عندهم أعراض القرحة رغم تناول العلاج بانتظام.

عند حدوث مضاعفات القرحة، كالنزيف الهضمي، أو عند عدم التئام القرحة رغم الاستمرار بالعلاج الدوائي.

ب) عسر الهضم:

وهي كلمة شائعة تشمل عدداً من الأعراض التي تعقب تناول الطعام، وتشمل الألم البطني وغازات البطن والتجشؤ والغثيان، وحس عدم الارتياح في أعلى البطن، وخاصة عقب تناول وجبة كبيرة، أو بعد تناولها بسرعة، أو بعد تناول طعام غني بالدسم أو البهارات.

وكثيراً ما تتحسن أعراض هؤلاء المرضى بصيام رمضان، شريطة ألا تكون لديهم قرحة حادة في المعدة أو الأثني عشر، أو التهاب في المريء أو بسبب عضوي آخر، وشريطة تجنب الإفراط في تناول الطعام عند الإفطار والسحور.

ج) فتق المعدة (أو فتق الحجاب الحاجز):

يحدث فتق المعدة بشكل خاص عند البدينين، وخاصة عند النساء في أواسط العمر، ومعظم المصابين بفتق المعدة لا يشكو من أية أعراض، ولكن قد يشكو البعض من حرقة وحموضة في المعدة، وخاصة عند امتلائها أو الانحناء إلى الأمام أو الاستلقاء، حيث يعود جزء من محتويات المعدة إلى المريء.

وينبغي على البدينين أن يسعوا جاهدين لإنقاص وزنهم، فهو خير علاج لحالتهم، وينصح المريض بتناول وجبات صغيرة عند الإفطار والسحور، مع تناول الأدوية بانتظام وتخفيف الدسم، والتوقف عن التدخين، وترك فترة 4 ساعات بين وجبة الطعام والنوم، أما إذا كانت مشقة على المريض، أو ازدادت الأعراض سوءاً بالصيام فينصح المريض بالإفطار.

د) الإسهال:

ينصح المريض المصاب بالإسهال بالإفطار، وخاصة إذا كان الإسهال شديداً، فلا يستطيع المريض الصيام، لعدم قدرة الجسم على تعويض ما يفقده من سوائل وأملاح بسبب الإسهال.

وإذا صام المصاب بالإسهال فقد يصاب بالجفاف وهبوط في ضغط الدم أو يصاب بالفشل الكلوي.

هـ) أمراض الكبد:

ينصح المصابون بأمراض الكبد المتقدمة كتشمع الكبد وأورام الكبد بالإفطار، كما ينصح بالإفطار أيضاً المصابون بالتهاب الكبد الفيروسي الحاد، أو الاستسقاء في البطن (الحبن).

و) عمليات قطع المعدة:

هناك بعض المرضى الذين أجريت لهم عملية قطع أو استئصال جزء من المعدة بسبب قرحة في المعدة مثلاً، وهؤلاء المرضى يحتاجون إلى تناول وجبات صغيرة من الطعام وبطريقة منتظمة، وقد لا يستطيعون الصيام.