سامى جعفر يكتب: كيف صنعت الدعارة أردوغان؟
منذ 15 عاماً، قفز رجب طيب أردوغان من مجرد عمدة لمدينة إسطنبول إلى منصب رئيس وزراء تركيا، بعد حصول حزب العدالة والتنمية على الأغلبية البرلمانية والتى مكنته من تشكيل الحكومة، كثانى حزب إخوانى بعد حزب الرفاة الإخوانى الذى كان أردوغان أحد كوادره، حيث يحلم الحزبان بتأسيس دولة إخوانية تمهيداً لاستعادة الخلافة الإسلامية، ولكن ما علاقة هذا الحلم بالدعارة.
الإجابة ببساطة أنه خلال هذه المدة، استطاع أردوغان زيادة حجم الاقتصاد التركى معتمداً على عرق النساء، والدعارة التى تعتبر جزءًا أصيلًا من القوة التى حافظت على بقاء أردوغان، لأنها ساهمت فى زيادة العائد من السياحة.
ورغم أن كثيرين توقعوا أن يحاول أردوغان التضييق على هذا النشاط الذى يصل حجم استثماراته لـ4 مليارات دولار، تمثل 13% من عوائد السياحة التركية إلا أن أردوغان خالف هذه التوقعات، وتضاعف فى عهده عدد العاملين بالمجال 3 مرات.
وزاد نشاط الداعرات العاملات رسمياً وبترخيص فى عهد أردوغان الإخوانى، لـ300 ألف شابة ما يعنى أنه من بين كل 33 فتاة تعمل إحداهن فى بيوت الجنس المرخصة التى يصل عددها لـ15 ألف بيت، موجود أغلبها فى إسطنبول والتى تحتل المرتبة الأولى بين بقية المدن التركية، كما تحتل تركيا المركز الـ10 فى تجارة المتعة عالمياً، وحسب لاله كرابييك، النائبة بالبرلمان التركى عن حزب الشعب الجمهورى المعارض، فإن الدعارة فى تركيا ارتفعت بنسبة 790% منذ عام 2002، وهى الفترة التى تولى فيها حزب أردوغان الحكم.
العقاب الوحيد الخاص بالدعارة يتم فى حالة واحدة وهى ممارستها دون ترخيص حيث تصل العقوبة للحبس سنة، وهدم المبنى، ورغم ذلك ارتفع حجم العاملين فى الدعارة غير الرسمية كوسيلة للهروب من سداد الضرائب، بمعدل 220% خلال 8 سنوات، حيث بلغ عدد الذين تم توجيه هذه التهمة لهم عام 2002 نحو 2669، و4494 عام 2007، و8409 مع نهاية عام 2010.
تشجيع أردوغان وحزبه للدعارة ليست مجرد استنتاج، ولكنها وجهة نظر لحزب العدالة والتنمية، الإخوانى وقياداته، حيث قال ياسين أقطاى القيادى فى الحزب، وهو فى الوقت نفسه مستشار أردوغان، إن شرب الخمر وممارسة الزنى والدعارة، حرية، وأن الحزب والحكومة لا يريدان منعها.
المدهش أن حديث "أقطاى" جاء خلال لقاء على قناة "مكملين" التابعة لجماعة الإخوان الأم والتى يتم بثها من تركيا، وقال فيه أيضاً: من يريد شرب الخمر أو الزنى فليفعل.. أنا لا أتأذى من وجود هذه الأشياء لكن من يفعلها يتضرر، وهو كمسلم لا يتمنى منعها، وعندما أبدى المذيع دهشته وسأله: أنت كمسلم ألا تتأذى عندما ترى بيوت الدعارة فى تركيا، فرد أقطاى: لا إنها حرية شخصية.. والإسلام يتيح لمن يريد ممارسة الزنى وشرب الخمر أن يفعل ذلك بشرط ألا يكون على الملأ، والرسول كان ينصح فقط المسلمين بألا يفعلوا ذلك.
فى إسرائيل، التى لا يحكمها حزب إخوانى، ومع بداية العام الجديد وافق الكنيست الإسرائيلى على قانون لحظر الدعارة، سيصبح نافذاً بعد عام ونصف العام، ويتضمن فرض غرامة 21 ألف دولار على كل من يتعامل مع خادمات الجنس، مع معاقبته بفتح ملف جنائى له لدى الشرطة الإسرائيلية.
ومن المتوقع أن يثير القانون زلزالاً فى إسرائيل، إذ سيعاقب كل شخص فى إسرائيل يحاول البحث عن ممارسة الدعارة، أو مجرد التواجد فى مكان يقدّم مثل هذه الخدمة، كما سيسمح التشريع الجديد للشرطة فى البداية بتغريم المخالف 540 دولاراً فى المرة الأولى، وإذا تم ضبطه 3 مرات سيتم زيادة الغرامة لـ21 ألف دولار، مع فتح ملف جنائى له.