عبد المنعم سعيد يحلل حديث وزير الخارجية الأمريكي أثناء زيارته لمصر

توك شو

 الدكتور عبد المنعم
الدكتور عبد المنعم سعيد


قال الدكتور عبد المنعم سعيد، المحلل السياسي، إن الثلث الأول من حديث مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي، خلال زيارته للقاهرة، جزء من السياسة الداخلية الأمريكية، ولأول مرة تنتقد إدارة أمريكية حالية سلفتها على أرض خارجية.

وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج «رأي عام» مع عمرو عبدالحميد على قناة «TeN»، أن هناك تراشقًا بين إدارة ترامب والديمقراطيين، والعمل على إظهار أن فترة باراك أوباما كارثية.

وتابع: "كل الحاجات التي كان منتظرها الناس لم تكن في الخطاب منها صفقة القرن، والخطاب كله لم تذكر فيه كلمة الحوثيين، أو تورط تركيا في دعم جبهة النصرة في إدلب، واكتفى بومبيو بذكر تورط إيران في العراق وسوريا واليمن"، موضحًا أن "بومبيو" لم يتطرق للحوثيين في اليمن إذا ربما تكون هناك مفاوضات لحل الأزمة".

وأوضح أن بومبيو لم يتطرق لما بعد انسحاب الجيش الأمريكي من سوريا، مؤكدًا: "أمريكا لا يوجد لديها اقتناع بوجود مشكلة بين الرباعي العربي وقطر، وهناك تقليل للأزمة مع الدوحة".

وأعلنت الخارجية الأمريكية أن الهدف من زيارة بومبيو للشرق الأوسط هي وضع الخطوط العريضة للسياسات الأمريكية حيال المنطقة، بعد التطورات التي حدثت مؤخرًا كان أحدثها سحب القوات الأمريكية من سوريا، موضحة أن المسؤول الأمريكي سوف يطرح "القضايا الإقليمية الحيوية، التي بينها ملف إيران ووضع غزة ومحاربة الإرهاب والتعاون في مجالي الطاقة والاقتصاد.

وأوضح بومبيو، عبر تغريدة على حسابه بموقع تويتر، إن جولته تهدف إلى بحث الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة، وخطط واشنطن مع حلفائها وشركائها لزيادة الضغط على إيران.

وداخل القصر الجمهوري، صباح اليوم الخميس، التقى بومبيو مع الرئيس السيسي وسط حضور عدد من المسوؤلين من وزير الخارجية سامح شكري ورئيس المخابرات العامة اللواء عباس كامل.

أكد بومبيو على متانة العلاقات بين البلدين، وأن مصر حليفًا وصديقًا للولايات المتحدة الأمريكية، وقال المسؤول الأمريكي في المؤتمر الصحفي الذي جمعه مع نظيره شكري، اليوم الخميس، إن الولايات المتحدة تعمل مع مصر على تعزيز التحالف الاستراتيجي بينهما، من أجل دعم السلم والأمن في والرفاهية في المنطقة.

استعرض الجانبان عدة قضايا وتباحثا حول عدد من الملفات الأقليمية، خاصة تطورات الأوضاع في كلٍ من ليبيا وسوريا واليمن، وجهود التوصل إلى تسوية سياسية لتلك الأزمات بما يحافظ على وحدة أراضيها وسلامة مؤسساتها الوطنية ويقوض تفشي الفوضى بها ويقطع الطريق أمام تحولها إلى مناطق نفوذ لقوى خارجية،حسبما أوضح البيان الصادر عن الرئاسة.

تطرق الجانبان إلى مستجدات القضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية السلام، وأكد السيسي موقف مصر الثابت في هذا الخصوص بالتوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وفق المرجعيات الدولية، وفق البيان.

كذلك تطرق اللقاء إلى ملف مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، وأشاد بومبيو بـنجاح الجهود المصرية الحازمة والحاسمة في هذا الإطار خلال الفترة الماضية، مُعربًا عن دعم بلاده لتلك الجهود، ومؤكدًا أن مصر تعد شريكاً مركزياً في التصدي لتحدي الإرهاب العابر للحدود.

وتجمع بين مصر والولايات المتحدة علاقات قوية ومتينة بدأت منذ سنوات طوال، شهدت تعاونًا في كافة المجالات - السياسية والاقتصادية والعسكرية ومكافحة الإرهاب، ولكنها وصلت إلى أوجها إبان فترة حكم الرئيس الراحل أنور السادات، الذي استبدل السوفيت بالأمريكيين، وعزز العلاقات بين واشنطن والقاهرة.

بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسى، دخلت العلاقات بين مصر وأمريكا مرحلة توتر، إذ صرح أوباما أنه غير مسرور بالإطاحة بالرئيس الإخوانى، رغم انتقاده له وتأكيده أن حكمه لم يكن شاملا، واعترافه بالاحتجاجات الشعبية ضد حكومته.

فى ظل توتر العلاقات، أصدر أوباما قرارًا بتعليق جزئي للمساعدات العسكرية لمصر في أكتوبر 2013، احتجاجًا على سجل حقوق الإنسان، وإن كان ركز على دور مصر الرئيسي في الحرب العالمية ضد الإرهاب.

عادت المياه إلى مجاريها بعد تولي ترامب الرئاسة قبل عامين، فبعد تنصيبه رسميًا تلقى الرئيس السيسي دعوة لزيارة البيت الأبيض، وتكررت الزيارات واللقاءات والمكالمات الهاتفية بين الزعيمين منذ تلك اللحظة وحتى الآيام.