استراحة الخديوى إسماعيل في مهب الريح وتطويرها تصريحات حبيسة الأدراج (صور)
تعانى استراحة الخديوى إسماعيل والتى تحولت على مر الزمان إلى مقرات لأحزاب متعددة آخرها الحزب الوطنى المنحل إلى خرابة وكومة من الأتربة وبالرغم من صدور قرار بتحويله لمتحف أعلام الدقهلية إلا أنه مازال حبرا على الورق.
استراحة الخديوى"مقر الحزب الوطنى بمدينة المنصورة" المنشأ منذ أكثر من ١٥٠ عامًا والتى تعانى من آثار الدمار والخراب التي باتت تظهر عليه بوضوح في الداخل والخارج وتحولت حوائط وجدران المبنى إلى جدران هشة، واحتوت جدرانه الخارجية على بعض رسوم "الجرافيتي" المناهضة للسلطة بعد أن كانت تمتلئ بالأنوار.
وتحول المقر من استراحة الى مقر للحزب الوطنى بالمنصورة قبل ثورة الخامس والعشرون من يناير، وتحول عقب الثورة إلى خرابة وخارج الخدمة تسكنه الأشباح بعد مرور ما يقرب من 7 أعوام على ثورة 25 يناير وسقوط الحزب الوطنى والعهد البائد لنظام مبارك وحتى اﻵن رغم موقعه المتميز الذى يطل على نيل المنصورة ويبعد أمتار عن مبنى ديوان عام محافظة الدقهلية، وتبلغ مساحته حوالى 1500 متر ويضم قاعتين و15 حجرة وصالة كبيرة وكان مخصصا كاستراحة للملكة نازلي والملك فاروق وله مرسى نيلى مزود بسلم يصل للنهر، وكان قديمًا سرايا ملحقة من قصر الخديوى إسماعيل باشا؛ لاستقبال الشخصيات الحكومية التي تأتى لزيارة المنصورة، حيث ظلت تقوم بوظيفتها حتى عام 1870.
وصدر الأمر بتحويله إلى مقر لمحكمة الإسماعيلية نسبة إلى الخديوى إسماعيل وبعد قيام ثورة يوليو 1952 تم تحويله إلى مكتبة عامة لأبناء الدقهلية ثم استولى عليه حزب مصر العربي الاشتراكي الذى أنشأه الرئيس الراحل أنور السادات، ثم تحولت إلى مقر للمجلس الشعبي المحلى لمركز ومدينة المنصورة، ثم مقرًا للحزب الوطني المنحل.
وخلال 25 يناير، أشعل الثوار النيران بمقر الحزب ودمروا محتوياته، تعبيرا عن غضبهم من الحكم البائد وللقضاء على النظام؛ لأنه كان أحد رموز النظام آنذاك، وكان المقر من أبرز الأماكن بمدينة المنصورة، وكان بداخله العديد من الصور واللوحات التى التهمتها النيران، وكان يحوى تمثالا للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك والعديد من الصور الخاصة به هو ونجليه وأعضاء الحزب، ومكتبة تاريخية تم تدميرها وحرقت جميع محتوياتها.
وعقب ثورة يناير، طالب عدد من النشطاء بتحويل المكان إلى متحف خاص بالثورة لما يتميز به من موقع متميز، وأصدر اللواء محسن حفظي محافظ الدقهلية آن ذاك قرارا برقم 221 لسنة 2011 بتحويل المقر إلى "متحف أعلام الدقهلية"، إلا أن إدارة حي شرق المنصورة والتي يتبعها مقر الحزب، إكتفت فقط بوضع اللافتة على مقر الحزب من الخارج، الذى طمس معالمها التراب.
وقام المئات من شباب الثورة بمحاولة تنظيف لمقر الوطنى بالمنصورة ودونوا عدة لافتات على واجهة المقر منها "مش هنغير حزب بحزب، لا للحزب الوطنى"،" ايدى فى ايدك عشان نبنى ونطور ما أفسده الفاسدون"، "معا يا شباب مصر لتنظيف الأماكن العامة".
ولا يزال الخراب كما هو بالداخل والخارج لمقر الحزب الوطنى وظلت خرابة بدعوى أنها تحتاج إمكانيات مالية غير متوفرة حاليًا وظل الجميع يبكى على الأطلال ويطلب أبناء الدقهلية بسرعة البحث عن أوجه الاستفادة من المقر لخدمة أبناء المحافظة.