في ذكرى رحيله.. تعرف على سبب فصل محمود أمين العالم من عمله
ترك حياة أدبية حافلة بالثقافة والوعي والرغبة في التغيير، فهو واحدًا من أهم مؤسسي التيار اليساري في مصر، كان يقتفي أثر نجيب محفوظ في معركته الشهيرة مع العقاد، ودخل باب الحركة الفكرية المصرية من خلال معركتين أدبيتين مع كل من العقاد وطه حسين- قطبي الأدب العربي-، إنه المفكر والكاتب الراحل محمود أمين العالم، الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم.
ولا تقتصر ذكرى الناقد الأدبي محمود أمين العالم، التي تحل اليوم 10 من يناير، على كونها ذكرى مفكر رحل، مخلفا وراءه إرثا فكريا وأدبيا، إنما هي ذكرى عصر أدبي. فبين أزقة القاهرة القديمة وحواريها العابقة بالتاريخ المتدثر خطا محمود أمين العالم خطواته الأولى المترددة كأنه أحد شخصيات نجيب محفوظ إلى الكتّاب في مدخل حارة السكرية عند بوابة المتولي، حيث بدأ رحلته مع الحرف والقلم على وقع ضربات عصا الشيخ السعدني، ثم كان أول تعليمه المنتظم في المدرسة الرضوانية الأولية بالقربية، ثم في مدرسة الإسماعيلية الثانوية الأهلية بحي السيدة زينب، ثم مدرسة الحلمية الثانوية بالقرب من حي القلعة، فيما درس الفلسفة في جامعة القاهرة.
رحلته مع الصحافة
عمل بعد تخرجه في الجامعة حاصلا منها على درجتي الماجستير والدكتوراة، كما عمل في مجلة روز اليوسف، ثم فصل من عمله في العام 1954 مع عدد من زملائه اليساريين والشيوعيين.
وظلت كتاباته لا تنقطع في الأدب والمنطق والفلسفة والسياسة مع نشاط نضالي لا يفتر؛ فترأس هيئة الكتاب ومؤسسة المسرح، وشغل منصب رئيس مجلس إدارة "أخبار اليوم" حتى عام 1967، وبعد حل الحزب الشيوعي، انضم إلى التنظيم الطليعي داخل الاتحاد الاشتراكي بدافع إيمانه بحماية الثور.
ولعب العالم دورًا بالغ الأهمية في الحياة السياسية والفكرية والأدبية المصرية المعاصرة، خاصة بالنسبة للتنظيمات الشيوعية المصرية. وسجل بحثًا للدكتوراه حول "الضرورة في العلوم الإنسانية"، غير أنه فُصل لأسباب سياسية من القسم عام ١٩٥٤.
اعتقاله في عهدي عبد الناصر والسادات
وقد اعتقل مرارا في عهدي الرئيسين جمال عبد الناصر وأنور السادات، وغادر إلى باريس في فترة حكم السادات حيث عمل مدرسا للفكر العربي المعاصر في جامعة باريس.
إرثه الأدبي
ترك العالم، وراءه إرثا فكريا وأدبيا، فمن مؤلفاته "ألوان من القصة المصرية"، تقديم طه حسين في الثقافة المصرية بالاشتراك مع عبدالعظيم أنيس و"الثقافة والثورة، وتأملات في عالم نجيب محفوظ" و"الوجه والقناع" في المسرح العربي المعاصر و"الوعي والوعي الزائف" في الفكر العربي المعاصر و"الماركسيون العرب" والوحدة العربية والإبداع والدلالة، وديوان شعر بعنوان أغنية الإنسان، وثلاثية الرفض والهزيمة.