بالتفاصيل.. مليشيا الحوثي تتعاون مع إيران لخديعة المجتمع الدولي
رغم الانهيارات الكبيرة والخلافات التي
تعصف بمليشيا الحوثي، إلا أنها تحاول جاهدة الالتفاف على الجهود الدولية الرامية للوصول
إلى السلام، بتحقيق مكاسب مادية ومعنوية تمكنها من الاستمرار في حربها ضد الشعب اليمني.
إن رفض الحوثيين تنفيذ اتفاق السويد، وتفسير
بنوده وفقاً لأجندتهم الإرهابية، ورفضهم نزع الألغام، ومطالبتهم بدفع رواتب لمليشياتهم
وعودة البنك المركزي إلى صنعاء، وفتح مطارها دولياً، كل هذا يبرهن على أن مخططات الملالي
والتوجيهات التي صدرت لهم أكثر خطورة من الاستمرار في الحرب، إذ إن هدفها خداع المجتمع
الدولي وتقديم الشعب اليمني وحكومته الشرعية كطعم رخيص في المستقبل القريب، خصوصا أن
إستراتيجية إيران والحوثيين منذ الحروب الـ6 تعتمد على الوساطة واتفاقيات السلام الهشة
التي تضع فيها الثغرات للانقضاض عليها، كما هو واضح في اتفاقية السويد المتعلقة بالحديدة،
التي تحاول اصطيادها وإفشالها من خلال بعض الثغرات التي لم تكن واضحة بشكل جلي، ومنها
بند نشر قوات محلية دون الإشارة إلى الحكومة اليمنية.
وهكذا فإن تصريحات الحوثيين ورفضهم تسليم
السلاح والمطالبة بمنافذ برية وبحرية، وأن يكون في حصتهم 5 مؤسسات سيادية، والحرص على
إيلاء الجانب السياسي الأولوية قبل العسكري، إضافة إلى مساعيها عقد تحالف مع «الإخوان»
مجددا، تشير إلى أن وراء الأكمة ما وراءها من أطماع وحروب داخلية تمتد إلى حرب إقليمية
طويلة، ومن ثم فلن تكون هناك انتخابات رئاسية أو برلمانية كما يخطط المجتمع الدولي،
بل ربما حكومة توافق وطني تنتهي بانقلاب أسود ينفذه الحوثيون بقوة السلاح وإعدامات
جماعية واجتياح للمحافظات النفطية التي لم تستطع الوصول إليها (مأرب، شبوة، حضرموت،
عدن، والمهرة) وإخضاع تعز بالقوة.
ومن ثم فإن توجهات إيران في اليمن حاليا
تعتمد على مرتكزين رئيسيين؛ الأول: الاستعانة بقطر وعصاباتها من الإخوان والانفصاليين
الذين يتخذون من الضاحية الجنوبية وتركيا منطلقا لأعمالهم الإرهابية وإثارة الفوضى
في المناطق المحررة وإشعار المجتمع الدولي أن جميع مناطق اليمن المحررة فوضى وعنف،
وأن الشرعية والتحالف فاشلون وعاجزون عن تحقيق الاستقرار للمناطق الواقعة تحت سيطرتهم،
فكيف يمكن أن يحققوا الاستقرار والتنمية لكامل اليمن، وأن بقاء السلاح بيد الحوثي والاستعانة
به هو الطريق الوحيد لتحقيق الاستقرار لليمن والقضاء على القاعدة و”داعش” في المناطق
الجنوبية ومأرب.
والثاني: امتصاص الغضب الدولي تجاه تدخلات إيران في اليمن وتوجيه الحوثيين بالمناورة والقبول بالسلام حتى وإن قدموا تنازلات كبيرة، مع التمسك بسلاحهم ومواقعهم في مؤسسات الدولة والدخول في شراكة للانقضاض على ما فقدوه في سنوات الحرب