قصة كفاح "المرأة الحديدية".. سعاد كفافي رائدة التعليم في مصر (بروفايل)
أثار قرار وزير الصحة، بإغلاق مستشفي سعاد كفافي
الجامعي، غضب وحيرة الكثير، وتسائل البعض لماذا تُغلق اليوم المستشفي، بالرغم من انشاءها
منذ 15 عام ماضي.
"الدكتورة سعاد كفافي" وهي مؤسس جامعة
مصر للعلوم والتكنولوجيا، والتي تعتبر نموذجًا للسيدة المصرية الطموحة التي اكتسبت
سمعة قوية على امتداد سنين حياتها الناجحة، ولُقبت بالسيدة الحديدة وسيدة التعليم الأولي
في مصر.
حياتها
ولدت الدكتورة سعاد كفافي عام ،1928 وتوفيت عام 2004، تاركة وراءها خمس وأربعون عامًا
من الجهد المتواصل لتحقيق أهدافها.
وتعد الدكتورة سعاد كفافي واحدة من الرواد في تاريخ
التعليم في مصر، وحققت شهرة فائقة باعتبارها خبيرة ذات شأن، وتأسس نجاحها على أساس
الخبرة والمعرفة والالتزام.
تميزت الدكتورة سعاد كفافي بحماسة وسمات ثقافية
غير مسبوقة، ويرجع الفضل في ذلك إلى مؤهلاتها المتميزة، علاوة على الدقة المتناهية،
فيما يتعلق بأعمالها الأكاديمية والإدارية وغيرها.
حرصت كفافي تطوير جميع المهارات والقدرات المطلوبة
لتقديم نوعية من التعليم للطلاب ولراغبي العلم على أعلى مستوى من الجودة.
تأسيس جامعة مصر
أسست الدكتورة سعاد كفافي جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا
عـام 1996 بمدينة السادس من أكتوبر، والتي تضم عددًا من الكليات مثل كلية الطب ومستشفاها
التعليمي، وكلية الصيدلة والتصنيـع الدوائي، وكلية طب جراحة الفم والأسنان، وكلية العلاج
الطبيعي، وكلية العلوم الطبية التطبيقية، وكلية التكنولوجيا الحيوية، وكلية الهندسة
والتكنولوجيا، وكلية تكنولوجيا المعلومات، وكلية الاقتصاد وإدارة الأعمال، وكلية الإعلام
وتكنولوجيا الاتصال، وكلية اللغات والترجمة، وكلية الآثار والإرشاد السياحي.
وأسست جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا ومعهدين للتعليم
العالي في مدينة السادس من أكتوبر أيضًا، هما المعهد العالي للسياحة والفنادق الذي
تأسس عام 1990، والمعهد العالي للهندسة المعمارية وإدارة الأعمال الذي تأسس عام
1993. وحينذاك تغلبت الدكتورة سعاد كفافي على سلسلة من الصعوبات الحادة التي صاحبت
البدايات الأولى لتحقيق الأهداف والأحلام.
وضعت المؤسسة الأولى التي أنشأتها الدكتورة سعاد
كفافي في مجال التعليم العالي (المعهد العالي للسياحة والفنادق) في إطار صناعة السياحة
مستويات جديدة للكشف عن مجالات الإبداع المبتكرة لتعليم إدارة الضيافة والإرشاد السياحي،
ومنذ ذلك الحين كان لديها القدرة على إقامة علاقات وثيقة مع المعاهد العليا الأجنبية
المناظرة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.
وظلت الدكتورة سعاد كفافي دائمًا في المقدمة، فيما
يتصل بإدخال التطورات الحديثة في المناهج وتصميم المقررات الدراسية الرئيسية والنشاطات
المنهجية الاختيارية.
وكانت الدكتورة سعاد كفافي فخورة على الدوام بما
خلفته من بيئة عمل تتسم بالود مع جميع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والإداريين، وقد
كرست نفسها لتزويد الطلاب بالنصائح المعرفية والعون المستمر، وكان شغلها الشاغل تعليم
أجيال المستقبل، من الأخصائيين والمعلمين والمدربين رفيعي المستوى، في إطار رؤية على
درجة فائقة من الحرص والوعي.
وكانت تهدف
"كفافي" إلى إثراء المجتمعات المحلية والدولية بالخبراء ورجال الأعمال ذوى
الكفاءة في ميادين عملهم. وكان للدكتورة سعاد كفافي نشاطها الملموس باعتبارها عضوة
في المجالس القومية المتخصصة في مجال التعليم العالي، وفي جمعية أصحاب المدارس الخاصة
في مصر.
كما كانت "كفافي" حريصة على تقديم بيئات
تعليمية جديدة ومناهج تدريسية مبتكرة في كل أطروحاتها التربوية. وكان لدى الراحلة الكريمة
رؤى للكشف عن حلول جذرية للمشكلات والصعوبات في مجال اهتماماتها، فضلًا عن تميزها في
التواصل والاتسام بروح الابتكار والإبداع.
شهرة واسعة
وحققت "كفافي" شهرة واسعة على مستوى عالمي
في مجال التعليم العالي من حيث القدرة على التطوير الواعد والطموح لمقررات وأساليب
تعليمية جديدة وحصلت على عدد من الجوائز والمنح وشهادات التقدير الأكاديمية من دول
أجنبية مختلفة. فقد نالت درجة الدكتوراة من الولايات المتحدة الأمريكية ومنحت شهادة
الدكتوراة الفخرية من أوروبا. وكانت الدكتورة سعاد كفافى من بين المرشحين لنيل جائزة
نوبل في حقل التعليم.
وكرست الدكتورة سعاد كفافي حياتها للتعليم، ويمكن
للمرء أن يلاحظ علامات ذلك في الاعتداد بالنفس والفخر بما كانت تنجزه على امتداد حياتها.
وتكمن متعتها الحقيقية في الدور الحيوي الذي قامت به في التعليم كرسالة مقدسة لا تقل
أهمية لديها عن رسالتها كأم وزوج