البابا فرنسيس يستجيب لدعوة الملك محمد السادس لزيارة المغرب
يقوم البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، بزيارة رسولية إلى المغرب استجابة للدعوة التي وجهها الملك محمد السادس، وأساقفة الكنيسة الكاثوليكية في البلد.
وستشمل الرحلة إلى الدولة ذات الأغلبية المسلمة، كل من مدينتي الرباط والدار البيضاء.
تم اختيار الشعار الرسمي للزيارة من بين 50 شعارًا في مسابقة. وتقول ملاحظة توضيحية مصاحبة للشعار، بأن الصليب والهلال يرمزان إلى المسيحية والإسلام، مما يسلط الضوء على العلاقات بين أتباع الديانتين من المسيحيين والمسلمين.
ويضم الشعار ألوان الدولتين: الأخضر والأحمر يمثلان المغرب، الأصفر والأبيض (في الخلفية) يمثلان الفاتيكان. وخطّ على الشعار، وتحديدًا تحت اسم البابا فرنسيس: "خادم للرجاء"، كون الحبر الأعظم يحمل كذلك لقب "خادم خدام الله".
والشعار أيضًا هو عنوان الرسالة الراعوية التي أطلقها مجلس الأساقفة الكاثوليك في شمال إفريقيا. وقد قدّم أعضاء المجلس من الأساقفة، هذه الرسالة، إلى لبابا فرنسيس خلال زياتهم الأخيرة "للاعتاب الرسولية" في الفاتيكان عام 2015. فيما تم كتابة اسم "المغرب"، وباللغة العربية، كتكريم للدولة التي ستستضيف البابا.
هذا ومن المقرر أن يقوم البابا فرنسيس بزيارة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، من 3 وحتى 5 فبراير المقبل، وقبل زيارته إلى المغرب.
وكان البابا قد قال في خطابه أمام السلك الدبلوماسي، يوم الاثنين في الفاتيكان: "سوف تتاح لي الفرصة للذهاب قريبًا إلى بلدين ذات أغلبية مسلمة، المغرب والإمارات العربية المتّحدة. وهما فرصتان هامتان لمواصلة تطوير الحوار بين الأديان والمعرفة المتبادلة بين المؤمنين من كلا الديانتين، في الذكرى المئوية الثامنة للقاء التاريخي بين القديس فرنسيس الأسيزي والسلطان الملك الكامل".
وقال البابا فرنسيس في خطابه أمام السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي، صباح الاثنين اول امس، بمناسبة العام الجديد، لعدة قضايا دولية، ركّز فيها على أهمية العمل المشترك بين الدول للوصول إلى العدل والسلام العالمي، خاصًا الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.
وأن لقاء الحبر الأعظم بالجسم الدبلوماسي المعتمد لدى الحاضرة، هو لقاء سنوي يستعرض فيه قداسته ما تم إنجازه العام الماضي، متطرقًا إلى الرؤية الفاتيكانية لأبرز الملفات على الساحة الدولية، وما يسعى إلى تطبيقه في العام الجديد من خلال حث الجماعة الدولية على إيجاد حلول لبعض الصراعات المستمرة ومواجعة التحديات الراهنة.
وفيما يلي النص الكامل لخطاب قداسته:
أصحاب السعادة، سيّداتي وسادتي، إن بداية العام الجديد تسمح لنا بأن نوقِف لبعض اللحظات، تعاقب الأنشطة اليوميّة الشديد كيما نستخلص بعض الاعتبارات حول الأحداث الماضية ونتأمّل في التحدّيات التي تنتظرنا في المستقبل القريب. أشكركم على حضوركم الكبير في لقائنا هذا المعتاد، والذي يقصد، في المقام الأوّل، أن يكون فرصة مواتية لتبادل الأمنيات الحارّة والودّية. وأرجو، من خلالكم، أن يَصِل قربي من الشعوب التي تمثّلونها، مع أمنياتي في أن يحمل العام الذي بدأ للتوّ السلامَ والرفاهية لكلّ فرد من أفراد الأسرة البشريّة.
أعبّر عن شكري الخاص لصاحب السعادة السيّد جورج بوليديس، سفير قبرص، على الكلمات اللطيفة التي وجّهها إليّ لأوّل مرّة باسمكم جميعًا، بصفته عميد السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي. أودّ أن أتوجّه إلى كلّ واحد منكم بتقدير خاصّ للعمل الذي تقومون به يوميًّا على توطيد العلاقات بين بلدانكم ومنظّماتكم والكرسي الرسولي، والتي تزداد تعزيزًا عبر التوقيع أو التصديق على اتفاقيّات جديدة.