بعد تتويجها بلقب الشخصية النسائية الملهمة لعام 2018.. من هي عبلة البدري؟
توجت الدكتورة المصرية عبلة البدري بلقب الشخصية النسائية الملهمة لعام2018، وجاء ذلك خلال منتدى المفكرون العالميون"The Global Thinkers Forum-UK" الذي احتضنته العاصمة البريطانية "لندن".
وقد رشح لهذا اللقب، ما لا يقل عن461 شخصية في العالم ينتمون إلى 64 دولة.
وكرم الاحتفال السنوي لمنتدى المفكرون العالميون الدكتورة المصرية عبلة البدري، بعد منحها لقب الشخصية النسائية المُلهمة في التغيير لإيجابي لعام 2018، لتصبح عبلة أول مصرية تظفر بهذا اللقب.
ويتضمن جائزة التميز في التغيير الإيجابي "Excellence in POSITIVE CHANGE Award" ذات البعد العالمي والإنساني في الوقت نفسه، وخطفته بعد منافسة شرسة خاضتها مع أسماء ثقيلة وشهيرة قدمت الكثير لمجتمعاتها وللإنسانية بشكل عام، إذ ضمت قائمة المرشحين 461 شخصية من العالم.
وتشغل البدري منصب الأمين العام لقرية الأمل، وجاء تتويجها باللقب عقب ابتكارها آلية "وحدة الخدمات المتنقلة - Mobile Service Unit "، وتقديراً لرعايتها لأمهات الشارع الصغيرات، ويضاف إلى ذلك الدعم الاقتصادي الذي قدمته لأسر أطفال الشوارع والاستثمار الرياضي والفني لهم.
وقد حضر هذا الحفل العديد من الشخصيات السياسية والإعلامية والفنية والثقافية من قارتي "أوروبا، أفريقيا"، بهدف المشاركة في انتقاء وتكريم أكثر الشخصيات النسائية المُلهمة حول العالم.
علماً أن هذا الحفل ركز كثيراً على مجالات التغيير الإيجابي وتمكين المرأة والقيادة النسائية إلى جانب ريادة الأعمال والاقتصاد.
ونذكر من بين ضيوف هذا المنتدى رئيسة دولة "ليبريا" الحاصلة علي جائزة نوبل، ووزير الدفاع الإنجليزي، والملكة "سيلفا" ملكة "أوغندا"، بالأضافة إلى ولي عهد اليونان والأميرة "سمية" بنت الحسن من المملكة الأردنية والبارونة سانديب فيرما ولفيف من الشخصيات العامة ورجال الأعمال والإعلاميين بانجلترا وأوروبا.
وعن قصة كفاحها، فقد لقبها الأطفال بـ"ماما عبلة"، الأمين العام لقرية الأمل، وهي جمعية أهلية تختص بحماية أطفال الشوارع، تعمل في القرية منذ أكثر من عشرين عاما هي وفريق عمل كبير، كل همهم الحنو على أطفال الشوارع، وتقديم كافة مايحتاجونه من أكل وشرب وملبس وحياة كريمة، ليس ذلك فقط بل يساهم فى تعليمهم بالمدارس، حتى الوصول إلى الجامعات أو الالتحاق بمهنة كريمة.
كما أن الأطفال شاركوا في كورال الأطفال في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، بعدما قام بتدريبهم المايسترو سليم سحاب.
الدكتورة عبلة البدرى شاركت على مدار سنوات طويلة من عمرها مع هؤلاء الأطفال، لا تكل ولا تمل حتى أصبحوا شغلها الشاغل.
وهي الأمين العام وعضو مجلس إدارة لقرية الأمل، والتي تهتم بأطفال الشوارع، وهي جمعية أهلية مصرية تخصصها في حماية الطفولة والأطفال المهمشين وضحايا العنف الأسرى، وأعمل بها منذ ما يقرب من أكثر من عشرين عاما، نعمل على الاهتمام بالأطفال الذين تعرضوا للانتهاك الجسدي والنفسي.
وقالت في حوار لها بموقع إخباري شهير "بدأنا نعمل معهم من خلال خطوات متتالية، بدءا من نزولنا إلى الشارع فى أماكن تجمعهم ثم نأخذهم، وبعدها يبدأ تمرينهم على مجموعة من المراكز المختلفة في القرية لتأهيلهم نفسيا، حيث يبدأون فى مراكز الاستقبال، وهناك نعرف منهم سبب تواجدهم فى الشارع، وكذلك نحاول الاتصال بأسرهم لإعادتهم إليهم مرة ثانية، ونحاول أيضا معرفة المشاكل التى أدت إلى ذلك، ومحاولة حل تلك المشاكل مرة أخرى".
في بعض الأسر، ننجح فى إعادة الأطفال لهم مرة أخرى، وهناك أسر نفشل فى إرجاع أطفالهم، بسبب عدم استعدادهم لتقبل الطفل معهم ثانية، وفى هذه الحالة نقوم بتحويل الطفل إلى مراكز الإقامة المؤقتة، وهى تكون من ستة أشهر لسنة، وهناك نعدل سلوكيات الأطفال والتى يكون اكتسبها من الشارع، وكذلك يقوم الإخصائيون بتوعيتهم بكيفية الحياة داخل مراكز القرية، وبعدها نحوله إلى مركز الإقامة الدائم، بعد تقسيمهم وتصنيفهم على حسب أعمارهم، ومراحلهم التعليمية.
وبعدها، يلتحق الطفل بالتعليم الإلزامي إذا كان سنه مناسبا، أما إذا تعدى السن فيلتحق بفصول محو الأمية والتعليم الحرفى، والذى لايكون قاسيا على بنيانهم الجسدي.
ويظل الطفل لدينا حتى ينتهي من تعليمه، يعمل ويكون قادرا على الاعتماد على نفسه، هذا بالنسبة للذكور إما الإناث فنرعاهن حتى الزواج.
عام ١٩٩٣، بعدما سمعت عنها، وكنت أنا ووالدتى ضمن المتبرعين لها، وبدأت أحب العمل العام بعد مرور ٤ سنوات فقط على إنشاء الجمعية، وفى تلك الفترة كانت الجمعية تعمل مع الأطفال الذكور فقط، وبدأت أنغمس معهم فى العمل أكثر.
وأضافت قائلة "وبدأنا العمل مع الفتيات ثم الأمهات الصغيرات، وبدأنا التعاون مع الدولة من خلال الأبحاث التى كنا نجريها مع هؤلاء الأطفال".
ومن خلال تلك البحوث، تبين لنا كيف أن هؤلاء الأطفال منتهكين نفسيا وجسديا وجنسيا من خلال تواجدهم بالشارع.
في أول الأمر، كان نشاط الجمعية بالكامل موجها للذكور، للاعتقاد أن أطفال الشوارع ذكور فقط، حتى وجدوا فتيات تأتى إلى الجمعية متنكرات في هيئة ذكور، يرتدين ملابس فضفاضة لإخفاء ملامح أجسادهن، كن يحلقن شعرهن ويتحدثن بصوت عالٍ، وتوجد فى وجوههن إصابات شبيهة بالذكور.
وتابعت "فى البداية خُدعنا فيهن، لكننا اكتشفنا تلك الخدعة، وعندما سألناهن لماذا يفعلن ذلك بأنفسهن، رددن بحماية أنفسهن من ذئاب الشارع، لأن مجرد معرفة أى شخص بأنها فتاة تعرضها للاغتصاب والانتهاك الجسدى، وبالطبع لن تستطع الدفاع عن نفسها".
كما شملت ردودهن الرغبة فى التمتع بأنشطة الجمعية، بعد معرفتهن أن الجمعية تركز نشاطها على الأولاد، ومن هنا بدأنا نوجه نشاط الجمعية للإناث، وقررنا فتح مركز استقبال لهن، ومركز استكشافى لمعرفة المشاكل التى يواجهنها.
وفي الختام أضافت "ومن هنا، اكتشفنا مأساة كبيرة تتعرض لها الفتيات فى الشوارع من انتهاك جسدى وجنسى وهن فى أعمار صغيرة، بدأنا نتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعى والصحة والشرطة من خلال مؤسسات الأحداث".