أحمد فايق يكتب : السيسى الملف السرى لأخطر رجل فى مصر
■ عقد لقاءات سرية مع محمد مرسى قبل الانتخابات الرئاسية فى فندق تريمف التابع للقوات المسلحة ■ وضع سيناريوهات «تقدير موقف» ضد أحمد شفيق وحمدين صباحى وعمرو موسى على مكتب المشير
يظل الملف الأكثر غموضا خلال الثورة والأحداث التى تبعتها هو دور الفريق عبدالفتاح السيسى فيها، الدور الذى حسم الكثير من القضايا وأثر على حياة المصريين، سواء بالسلب أو بالإيجاب، والعلاقة بينه وبين المشير طنطاوى وبين الرئيس محمد مرسى، هذا الملف كفيل لوحده بكشف جزء كبير من أسرار الثورة المصرية، الفريق كان على رأس جهاز المخابرات الحربية طوال أحداث الثورة ولم يكن بعيدا عن التحولات الدرامية التى صاحبتها.
كان عضوا رئيسيا فى الغرف المغلقة التى جمعت بين الجيش والإخوان المسلمين، والعقل المفكر لقرارات المجلس العسكري، والتلميذ النجيب للمشير طنطاوى، ثم أصبح الآن الأمل بالنسبة لكثيرين فى إنقاذ مصر من عشيرة مرسي، هذه التناقضات لا يعرف حقيقتها سوى وزير الدفاع نفسه، أحيانا تشعر أنه يكره الثورة، وفى أحيان أخرى يسعى لإنقاذ المصريين من مصير دموى.. فى هذا التقرير نفتح الملف السرى للفريق عبدالفتاح السيسى فى الثورة المصرية.
1
الفريق والمشير من التلميذ النجيب
إلى علاقة فاترة
يعرف المشير طنطاوى تلميذه النجيب عبدالفتاح السيسى منذ أن كان برتبة مقدم فى القوات المسلحة، فالاثنان تخرجا فى الكلية الحربية، رغم فارق السن الكبير بينهما، والاثنان أيضا خدما فى سلاح المشاة الذى لا يتمتع بمميزات أسلحة أخرى مثل الطيران أو الدفاع الجوى، وانتقل السيسى للعمل فى الأمانة العامة لوزارة الدفاع بعد مجموعة من المناصب القيادية فى سلاح المشاة، مثل قائد كتيبة مشاة ميكانيكى ثم قائد لواء مشاة ميكانيكى، ثم قائد فرقة مشاة ميكانيكى، إلى أن أصبح قائدًا للمنطقة الشمالية العسكرية، اللافت للانتباه هنا أن ترقى الفريق السيسى فى المناصب كان سريعا مقارنة بآخرين، فعادة حينما يتولى ضابط منصبًا يظل فيه تقريبا من عام إلى عام ونصف العام حتى ينتقل إلى منصب أعلى منه، لكن السيسى كان يبقى لستة أشهر فقط فى المنصب حتى يستلم مهمة أكبر، والسر فى ذلك علاقته الوطيدة بالمشير طنطاوى، والجملة التى قالها طنطاوى عنه «السيسى لا يفعل سوى ثلاثة أشياء فى حياته الصلاة وقراءة القرآن ثم العمل ثم ممارسة الرياضة».. هذه المقولة انتشرت كثيرا بين ضباط القوات المسلحة ورسمت صورة ذهنية جيدة عنه، واختاره طنطاوى ليشغل أهم منصب داخل الأمانة العامة لوزارة الدفاع وهو رئيس فرع المعلومات والأمن، وساهم هذا فى تقريب العلاقة بينهما وإضفاء هالة كبيرة على شخصية السيسى بين أجيال مختلفة من الضباط، فالتقارير التى يكتبها كفيلة بصعود أو هبوط أى قيادة عسكرية، ثم حصل فى فترة وجيزة على مكافأة ثانية من المشير وهى تعيينه مديرا للمخابرات الحربية، وهو بالمناسبة كان أول مدير إدارة فى المخابرات الحربية يتم تعيين حرس خاص به وبأوامر مباشرة من المشير طنطاوى.
ونشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية تقريرا أكدت فيه، أن المشير طنطاوى قدم السيسى لمستشار أوباما لشئون الإرهاب على أنه وزير الدفاع القادم فى مصر، هذه الثقة جعلت الفريق السيسى يقود اختيارات المجلس العسكرى طوال أحداث الثورة.
فقد كان يضع ما يسمى بسيناريوهات تقدير الموقف على طاولة الاجتماع، وفى معظم الأحيان ينتصر السيسى بالسيناريو الذى يراه مناسبا لحل الأزمة، وبعض هذه السيناريوهات كان يعرضها مباشرة على المشير دون بقية قادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ويتخذ فيها المشير قرارات فورية دون الرجوع للمجلس.
السيسى أقنع المشير طنطاوى بضروره وضع حبيب العادلى تحت المراقبة بداية من يوم 27 يناير، وبالفعل خضع الوزير الذى تلصص على مصر كلها لرقابة دقيقة من جهاز المخابرات الحربية، وتطور الأمر فيما بعد أن يعطى الفريق السيسى الضوء الأخضر لاقتحام مقرات أمن الدولة، ليس بالمشاركة ولكن بالتمرير عن طريق عدم منع الثوار من اقتحام المقرات.
استهدف الجيش من هذه المقرات مجموعة من الوثائق والتسجيلات الصوتية تخصهم، فقد كان أمن دولة حبيب العادلى يتجسس على المكالمات الهاتفية لكبار ضباط الجيش، وبالفعل استولى السيسى على هذه الوثائق والتسجيلات حماية للأمن القومى، من جهة، وعدم فضح أسرار قادة الجيش، من جهة أخرى.
وظلت العلاقة بين السيسى وطنطاوى قوية حتى بعد رحيل المشير، الاتفاق كان على أن يخرج المشير بعد اعتماد الدستور فى الاستفتاء الشعبى يناير 2013، لكن مرسى والسيسى بكرا من موعد خروج المشير بعد أحداث رفح، ورغم ذلك ظلت العلاقة قوية، حتى إن الفريق السيسى أعطى التحية العسكرية للمشير طنطاوى والفريق سامى عنان فى أحد العزاءات.
بعد خروج طنطاوى من وزارة الدفاع سعى السيسى لتغيير الصورة النمطية عن القائد العام للقوات المسلحة، بعد سنوات كثيرة حكم فيها طنطاوى الجيش، فالمشير مع تقدمه فى العمر بدا ظهره محنيا، وملامح العجز تظهر على وجهه، السيسى أصر على حضور الطوابير الرياضية فى الكلية الحربية، وأفرع الجيش المختلفة، وشارك مع القادة الجدد العدو لمسافة 2 كيلو متر، للتأكيد على قوة اللياقة البدنية للوزير الجديد.
وحضر بنفسه طابور الصباح المرهق فى أكثر من وحدة فى الجيش، ومن خلال صور فوتوغرافية متعاقبة تستطيع أن تعرف أن الفريق راهن على عمره الصغير «58 سنة» مقارنة بعمر المشير للحصول على شعبية أكبر داخل صفوف القوات المسلحة.
المشهد الأخير فى علاقة السيسى بالمشير كان فى فرح ابنة اللواء عبدالمنعم التراس، قائد قوات الدفاع الجوى حينما تم ترتيب دخول محمد مرسى وعبدالفتاح السيسى وجلوسهما على مائدة واحدة، ثم خروجهما من القاعة ودخول طنطاوى وعنان إلى نفس القاعة ونفس المائدة، وهذا يعنى أن إدارة المراسم تعمدت ألا يجتمع المشير بالفريق فى نفس المكان مرة أخرى، ولم يدخل طنطاوى وعنان القاعة إلا بعد خروج الرئيس ووزير الدفاع بـ 10 دقائق.
هذا المشهد يؤكد أن العلاقة بين السيسى وطنطاوى أصبحت فاترة، رغم أن هناك اتفاقا على الخروج الآمن للمشير بصيغة قانونية داخلية فى الجيش، تنص على أن طنطاوى مازال فى الخدمة العسكرية تحت مسمى «ضابط مستدعى»، أى أنه يخضع للقضاء العسكرى ويتمتع بجميع المزايا لضابط كبير فى الجيش، فمازال لديه طاقم حراسة وسيارة وراتب شهرى يتجاوز الـ 30 ألف جنيه.
الفريق والرئيس.. من سجن وادى النطرون إلى القصر
منذ بداية الثورة تم تقسيم الملفات على أعضاء المجلس العسكري، وكلف طنطاوى الفريق السيسى بملف الإخوان المسلمين، حيث تولى الاتصال بهم وعقد الصفقات، مثلما تولى اللواء العصار ملف الأحزاب المدنية والليبرالية، وتولى اللواء محمود حجازى مدير المخابرات الحربية حاليا، ملف شباب الثورة، وهناك مقولة تتردد داخل كواليس القوات المسلحة، وهى أنه لو فاز رئيس ليبرالى فى الانتخابات لأصبح اللواء العصار وزيرا للدفاع، ولو نجح الثوار فى الصناديق لأصبح اللواء محمود حجازى وزيرا للدفاع، لكن السيسى اختار الرئيس مبكرا.
فقد كانت كل سيناريوهات تقدير الموقف التى وضعها أمام المجلس العسكرى تؤكد أن الإخوان المسلمين، هى الجماعة الوحيدة المنظمة، ويسهل التفاهم معها ومطالبها، مقارنة بمطالب الثوار التى كانت تريد بناء الدولة من جديد، ولكن جماعة الإخوان المسلمين تهدف فقط لتغيير الحكام وتتفق مع النظام المخلوع فى سياساته تجاه الحريات والرؤية الاقتصادية والسياسية.
وهذا يفسر الأيام التى امتلأ فيها ميدان التحرير بمئات الآلاف من المتظاهرين ثم خلوه فجأة فى ساعات محدودة، فقد كان السيسى يعقد الصفقة لتهدئة الأمور من جديد.
السيسى كان يعقد اللقاءات مع قيادات جماعة الإخوان المسلمين فى فندق «تريمف» التابع للقوات المسلحة، وأبرز الذين قابلهم عصام العريان، وسعد الكتاتنى، كما لعب دور الوسيط بين المشير طنطاوى ومرشد الإخوان. المفاجأة أن الفريق السيسى قابل محمد مرسى أكثر من مرة، فى فندق تريمف منذ خروجه من سجن وادى النطرون، وحتى الانتخابات الرئاسية، ليس بصفة مندوب جماعة الإخوان ولكن للتعرف على ملامح ومواصفات الرئيس القادم لمصر، واستمرت هذه اللقاءات لساعات تضمنت رسم الخريطة السياسية لمصر بعد الثورة، من هنا نشأت علاقة إنسانية بين السيسى ومرسي، استمرت حتى الآن رغم المناوشات.
سيناريوهات تقدير الموقف التى قدمها السيسى للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، والمشير طنطاوي، لم تكن كلها فى صالح أحمد شفيق، أو حمدين صباحي، أو عمرو موسى، فقد كان يخشى أن تنجرف مصر وراء فوضى المواجهات العسكرية بين الإخوان والجيش، ويخاف تكرار سيناريو الجزائر فى مصر، الذى تسبب فى مقتل 100 ألف جزائرى تفرقت دماؤهم بين الجيش والجماعات الإرهابية.
ورفض أيضا السيناريو التركي، فهناك جانب «متدين» فى شخصيته، يرفض «علمانية» الدولة، والفصل الكامل بين الدين والدولة، ويرى النموذج الباكستانى هو الأنسب لمصر «رئيس أصولى غير عسكرى وجيش يحكم من الباطن»، فالدولة العسكرية لم تنته كما يدعى مرسى وعشيرته والجيش مازال يتحكم فى مفاصل الدولة، ولكن بدون «شو إعلامى»، وإن كان حتى الآن لم يطبق النموذج الباكستانى كما هو، ويجره مرسى إلى النموذج الإيرانى.
استبعد السيسى فى سيناريوهاته أحمد شفيق من الرئاسة لسببين، الأول خوفه من أن يصعد شفيق تلامذته وزملاءه بالقوات الجوية إلى وزارة الدفاع ورئاسة الأركان، وبالتالى يضمن الولاء الكامل له، وعادة الضابط فى سلاح المشاة يشعر أنه الأكثر مجهودا وظلما داخل القوات المسلحة، وهو الإحساس المشترك الذى جمع بينه وبين المشير.
السبب الثانى.. هو خوف السيسى من ثورة عارمة تجمع بين الإخوان والثوار مرة أخرى ضد شفيق، تتحول فيما بعد إلى حرب أهلية، السيناريوهات أيضا لم تدعم عمرو موسى.. لأن لديه خبرة كبيرة كرجل دولة ويستطيع التحكم بسرعة فى مقاليد الحكم تجعل قادة المجلس العسكرى يخشون على مكاسبهم، ورفض أيضا حمدين صباحى لأنه سيرضخ لمطالب الثوار التى لا يتحمس لها كثيرا الفريق عبدالفتاح السيسي، لذا كان مرسى هو الأنسب له والأقرب لإدارة مصر.
ساعد الفريق السيسى محمد مرسى فى أزمات كثيرة مؤخرا، منها إطفاء نيران أزمة بورسعيد رغم الأزمة الإعلامية المصطنعة بين الرئاسة والجيش، فمنذ نزول القوات المسلحة لشوارع بورسعيد والأمور هدأت، وانتقلت إدارة الملف من الثوار وجبهة الإنقاذ إلى الجيش، وبقى مرسى رئيسا.
ساعد السيسى مرسى أيضا فى لعبة الوجه المزدوج لمصر، فالإخوان ترسم سياسات القاهرة الخارجية فى إطار داعم لحماس والمعارضة السورية وإيران، وقبل كل هذا الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، وفى المقابل لعب السيسى دور المعارض الذى يحافظ على علاقات مصر بالخليج وتحديدا الإمارات والسعودية، وساعده فى هذا أنه كان يعمل ملحقا عسكريا بالسفارة المصرية بالسعودية.
مؤخرا بدأت المسافة بين السيسى ومرسى فى الابتعاد قليلا بعد الضغوط التى تعرض لها الفريق من الضباط الشباب بالجيش، وكلما عقد مؤتمرا أو محاضرة للضباط فى أحد فروع الجيش، يخرج عليه ضابط شاب ينتقد دعم الجيش للإخوان المسلمين.
هذا التباعد هو الذى جعل السيسى يعطى الضوء الأخضر للفريق صدقى صبحى رئيس أركان حرب القوات المسلحة، لتأمين علاقات مصر بليبيا والسودان وإرسال تهديد غير مباشر إلى إثيوبيا، فقد سافر الفريق صدقى صبحى إلى السودان لتجميد ملف حلايب وشلاتين، بعدما كاد مرسى أن يهدى المدينتين المصريتين للسودان، وسافر إلى ليبيا للاتفاق على تدريب وتكوين الجيش الليبى بداية من حرس الحدود وحتى الطيران مقابل 2 مليار دولار دفعتها ليبيا قرضا لمصر بدون فوائد، وبالتأكيد حصول شركات الجيش على صفقات إعادة إعمار الجيش الليبي، وهو توجه يضع مرسى فى حرج مع الجماعات السلفية الجهادية التى استغلت الحدود الضعيفة بين مصر وليبيا فى التواصل مع تنظيم القاعدة بالمغرب العربى، وتهريب أسلحة إلى العناصر الجهادية بسيناء.
ولعب السيسى أيضا دورا مهمًا فى التواصل والاتفاق بين طنطاوى ومرشد الإخوان قبل الإعلان عن نتيجة الانتخابات الرئاسية، ففى هذا الوقت ترنحت مصر كثيرا بين معلومات تؤكد فوز مرسى، وأخرى تجزم بفوز شفيق، فى هذه الساعات كان يبرم السيسى صفقة الخروج الآمن لقادة القوات المسلحة مع مرشد الإخوان.
3
الثورة فى مواجهة الدولة العميقة
تبدو العلاقة بين عبدالفتاح السيسى والثورة شديدة التناقض، ففى بعض الأحيان تشعر أنه يكره الثورة، وفى أحيان أخرى تكاد تجزم أنه يؤجل مطالب الثورة مقابل الحفاظ على الدولة العميقة، فقد جمعت بينه وبين قيادات الإخوان غرفة مغلقة فى فندق تريمف، تحكمت كثيرا فى أحداث الثورة.
طائرات القوات المسلحة صورت جميع أحداث الثورة، وكانت تبثها على الهواء للمجلس العسكرى بحضور مبارك، وبعد خلعه، وصورت هذه الطائرات بالتفصيل أحداث موقعة الجمل ومن بعدها محمد محمود ومجلس الوزراء والعباسية، ورغم ذلك اختفت هذه الشرائط، التى تدين بالصوت والصورة الطرف الثالث الحقيقى.
ويقال إن بعض هذه الشرائط لدى القادة السابقين فى القوات المسلحة «كصك» خروج آمن لأنها تدين الكثيرين ممن يحكمون مصر الآن.
السيسى أثناء الثورة وضع لنفسه أهدافًا، أهمها الحصول على وثائق تجسس أمن الدولة على الجيش، وعدم تطور الأمور للوصول إلى حرب أهلية مع الإخوان، والتأكيد على خروج مبارك من الحكم لأنه كان سيطيح به وزملاءه من المجلس العسكرى إذا استمر، وبعد خروج مبارك عقد السيسى مجموعة من اللقاءات مع قادة الجيش الفاعلين، فى إطار محاضرات «التوجيه المعنوي»، وقال فى هذه المحاضرات إنه لا يهمه تحقيق مطالب الثورة الآن، مقابل هدم الدولة، فهو يرى أن الثورة قد تستمر 50 عاما، لكن الدولة المصرية عمرها 7000 عام، ولم تسع نظريات السيسى للتقريب بين الدولة والثورة، لذا كان من المنطقى أن تبكى وسائل الإعلام التابعة للمجلس العسكرى على حريق فى مبنى، أو الاعتداء على مبنى آخر، ولا تهتز لها شعرة وآلاف المصريين يقتلون فى الشوارع، وفضلت المؤسسات على الثوار كان يرون أن المبنى رمز للمؤسسة والاقتراب منه يعنى انهيارها. من هنا ظهرت نظرية جديدة وهى أن مصر هبة المؤسسات والمبانى «وزارة الداخلية والمجمع العلمى ومجلس الوزراء ومجمع التحرير»، وليست هبة المصريين وشهداء الثورة، الثوار يرون أن دم مينا دانيال، وابتسامة الشيخ عماد عفت أهم من مجمع التحرير. ابتعدت المسافة أكثر بين السيسى والثوار بعد تصريحه الذى أكد فيه إجراء كشوف العذرية على المتظاهرات، وعدم إفراجه عن ضباط 8 إبريل الذين شاركوا الثورة مطالبها وأحلامها، لكن وزير الدفاع فى الأساس كان يهتم قبل أى شىء بشعبيته داخل الجيش، فهو يرى أن ضباط الجيش هم صك الأمان بالنسبة له، والصندوق الانتخابى الأكبر، لذا رفع من رواتب الضباط الكبار بنسبة تصل إلى 200%، ويتعاطى سياسيا مع الأحداث طبقا لتقارير الرأى العام داخل الجيش. ورغم أن الفريق السيسى حصل على ماجستير العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان البريطانية، وزمالة كلية الحرب العليا الأمريكية، إلا أن علاقته بالغرب بصفة عامة وأمريكا بصفة خاصة تأتى دائما عبر وسيط، ولا توجد علاقة مباشرة بين السيسى والأمريكان، إلا عبر 4 جنرالات بالجيش يتولون الملف الأمريكى من بينهم اللواء العصار مساعد وزير الدفاع لشئون التسليح، الذى يتولى المعونات العسكرية الأمريكية لمصر.