مراكز تحفيظ القرآن تعاني في عهد أمير قطر
في وقت ينشغل فيه
نظام تميم بتمويل الإرهابيين والمتطرفين، عبر مواطنون قطريون ودعاة عن انزعاجهم من
إغلاق مراكز خاصة لتحفيظ القرآن الكريم، وصل عددها الى 12 مركزا، وأخرى أوقفت خدمة
ترحيل الطلاب، فى الوقت الذى تشهد فيه عموم المراكز إقبالا من قبل الطلاب والطالبات.
وفي حوار مع صحيفة
"الشرق" القطرية، طالب القطريون في سبيل النهوض بأداء مراكز التحفيظ بمساواة
محفظي القرآن الكريم بمعلمي المدارس الحكومية فى الراتب والمزايا الوظيفية، لأن ما
يحصلون عليه من معاشات لا يتناسب مع الأدوار التى يقومون بها فى الواقع.
وأكدوا فى حديثهم
أن علوم الدين الحنيف أهم من علوم الدنيا، وبالتالى لابد من اعادة النظر في رواتب المحفظين،
وتعديل أوضاعهم، لتتناسب مع ما يقدمونه من جهود عظيمة في خدمة كتاب الله.
وفي هذا الصدد،
قال الداعية شبيب الدوسري إن مراكز تحفيظ القرآن لاتكفى، مقارنة بالاقبال المتزايد
من النشء، داعيا جهات الاختصاص في وزارة الأوقاف واللجان والمؤسسات الخيرية الاهتمام
بزيادة عدد المراكز لمواجهة الطلب المتزايد على حفظ وتجويد كتاب الله.
وأكد الدوسري أن
الأهم من زيادة مراكز التحفيظ، الاهتمام بتحسين الرواتب والحوافز المخصصة لمحفظى القرآن
الكريم من الرجال والنساء، معربا عن اعتقاده بأن ما يتقاضاه هؤلاء المحفظون والمحفظات
لا يتناسب مع الجهد المبذول مع الدارسين من الطلاب والطالبات، اذا ما قارناه برواتب
ومكافآت المعلمين فى المدارس التابعة لوزارة التعليم والتعليم العالى.
من جانبها، قالت
سيدة قطرية حافظة لكتاب الله فضلت عدم ذكر اسمها إن هناك سوء توزيع لمراكز التحفيظ،
فمثلا هناك تكدس للمراكز فى منطقتى السيلية والريان، بينما تعاني مناطق أخرى من قلة
المراكز.
وكشفت أن المحفظات
القطريات يتقاضين رواتب ضعيفة رغم المجهود الجبار الذي يبذلنه، كما أن الترحيل اصبح
يشكل معضلة كبيرة للطلاب والطالبات بعد أن أوقف ترحيل المسجلين الجدد واقتصار هذه الخدمة
على قدامى المسجلين.
وحملت وزارة الأوقاف
مسؤولية عزوف القطريين عن الالتحاق بمراكز التحفيظ او العمل فيها لأنها لا تشجع الشباب
القطري على الحفظ وصرف مكافآت للحفظة والمجودين، كما ان الرواتب والمزايا الممنوحة
للمحفظين لا تجذب القطريين للعمل فى خدمة كتاب الله.
أما ناصح المرى
الموظف بوزارة الأوقاف، فقد قال إنه تم إغلاق 12 مركزا لتحفيظ القرآن الكريم فى الآونة
الاخيرة، من بينها مركز عبد الله ابن مسعود الذى اغلق قبل عام تقريبا، موضحا ان جميع
المراكز التى أغلقت هي مراكز خاصة لم يتم تجديد ترخيصها من قبل وزارة الاوقاف دون إبداء
أى أسباب.
وأكد المرى أن
مراكز التحفيظ القائمة الآن تفتقر للدعم والتشجيع، وكذلك حال الدعوة والارشاد فيما
يشبه الركود، مشيرا الى ان وزارة الاوقاف كانت في السابق اكثر فاعلية واكثر تفاعلا
مع المجتمع وبوجه خاص فئة الشباب من خلال اقامة البرامج والفعاليات، مثل المخيمات الدعوية
فى شهر رمضان وخلال الإجازة الصيفية.
وفي نهاية الحوار،
قال إمام مسجد ومحفظ قرآن رفض ذكر اسمه إن محفظي القرآن الكريم من الرجال والنساء يقومون
بجهود كبيرة لا تتناسب مع المكافآت التى يتقاضونها، والتى ظلت ثابتة ولم يجر عليها
أى تعديل منذ سنوات طويلة رغم حدوث تغييرات كثيرة تتعلق بارتفاع تكاليف المعيشة، وزيادة
القيمة الإيجارية للمنازل التي يسكنونها مع عائلاتهم باضطراد.