مصر تستورد سموم مُحرمة دوليًا لقتل الكلاب والحشرات.. لا يوجد ترياق وخطورته شديدة على الإنسان

أخبار مصر

أرشيفية
أرشيفية


تأثيرها قاتل على الإنسان.. وموضة للمنتحرين للموت السريع

بعضها يمتد تأثيره في التربة حتي 40 يومًا والمستشفيات غير مُجهزة لمواجهتها

أشهرها الإستركنين والألمونيوم فوسفيد وزينك الفوسفيد والتميك

 

وضعت العديد من الدول، وعلى رأسها دول الاتحاد الأوروبي العديد من المواد السامة تحت الحظر وحُرم استخدامها دوليًا في أغراض الزراعة والبيطرة، نظرًا لثبوت أبحاث علمية بتأثيرها القاتل والخطير علي صحة الأنسان والبيئة، وعلى النقيض لم تمنع مصر دخول بعض تلك المواد المحرمة دوليًا أرضيها وقامت باستيرادها، واستخدامها كمبيدات حشرية ومواد قاتلة للفئران والحشرات وحتى الكلاب، دون اتخاذ أي تدابير وقائية من وجود تلك المواد السمية أو حتى استيراد مضادات سموم لها.

 

من أشهر تلك المواد القاتلة مادة مبيد "الألمونيوم فوسفيد" القاتل، والذي يُستخدم في حفظ الغلال وحمايتها من التسوس والعطب، ويتفاعل مع بخار الماء ليخرج منه غاز "الفوسجين" القاتل، وهو على شكل أقراص توضع بداخل الغلال، وله استغلال شائع مع ربات البيوت والتي تضعنه في أماكن متفرقة من المنزل لقتل الحشرات والفئران نظرًا لسميته العالية، وله استخدام شائع مع المنتحرين نظرًا لفاعليته السريعة في الوفاة وتأثيره على صحة الإنسان فتناوله يؤدي حتمًا للوفاة العاجلة بدون أن تظهر له آثار وقد أنتشر في الفترة الأخيرة كموضة جديدة للمنتحرين، والذين يرغبون في الوفاه سريعًا متأثرين بسميته القاتلة كما هو موضح على عبوة المنتج بأنه عالي السمية، يحفظ بعيدًا عن متناول أيدي الأطفال.

 

على الرغم من خطورة المنتج وقيام العديد من الدول العربية بمنع استيراده نظرًا لتأثيراته السلبية علي صحة الإنسان، ووفاة العديد من الأشخاص الذين تعرضوا له بشكل مباشر أو غير مباشر، إلا أن المنتج لازالت مصر تستورده من قبل وزارة الزراعة المصرية، من خلال لجنة المبيدات الزراعية التابعة للوزارة، وقد أثبتت الدراسات العلمية الحديثة أن استخدام تلك المادة في قتل الفئران والحشرات بكثرة يؤدي إلى موت الإنسان الذي يتأثر بالغاز الصادر من تلك المادة عند تفاعلها مع الهواء والرطوبة.

 

وتستخدم في أغراض عسكرية في الحروب البيولوجية ودخلت ضمن حيز المواد المحرمة دوليًا نظرًا لسميتها العالية، وكثرة التعرض لتلك المادة من خلال استخدامها كمبيد حشري في أغراض الزراعة يؤدي إلي الأصابة بسرطان الكبد وغيرها من أنواع السرطانات.

 

ولم يتوقف الأمر عند استيراد هذة المادة القاتلة، بل تستورد وزارة الزراعة من خلال لجندة المبيدات الزراعة مواد أخري عالية السمية، تم منع استيرادها في كثير من الدول التي رأت أن استخدمها خطر علي صحة مواطنيها، ومنها مادة " زينك فوسفيد " وتنتج أيضًا غاز " الفوسجين " القاتل عند تفاعلها مع مواد أخري كبخار الماء والرطوبة العالية والذي كان يستخدم في حالات الاعدام في في العصور الوسطي، وتدخل تلك المادة في ثلاث منتجات خاصة بالمبيدات الحشرية لفتل الحشرات والميكروبات والفئران في المنتجات الزراعية.

 

يضاف إلي تلك المواد عالية السمية مادة " دي تي " والمحرمة أيضًا دوليًا في كثير من الدول، والتي لازالت وزارة الزراعة تستوردها وتستخدمها كمبيد حشري قاتل للحشرات والآفات الزراعية، كما تدخل في تركيب بعض المواد التي تستخدم في قتل الفئران والحشرات والقوارض في المنازل وقد ثبت علميًا أن تلك المادة لها تأثيرات خطيرة وقاتلة علي صحة الإنسان عند استخدامها، كما لها تاُير سلبي علي البيئة حيث اكتشف أن استخدمها علي نطاقات واسعة يؤدي إلي نفوق الأسماء وظهورها علي سطح الماء كما حدث في كثير من المناطق في مصر وبالتالي الاخلال بالنظام البيئي.

 

يضاف إلي تلك المواد الخطيرة التي تصيب الأنسان بأنواع مختلفة من الامراض السرطانية مادة " التميك " وهي من المواد المحرمة دوليًا في كثير من الدول، نظرًا لخطورتها علي صحة الأنسان إلي انها تدخل البلاد بطريقة غير شرعية عن طريق التهريب ويستخدمها المزارعون في إبادة الحشرات والآفات الزراعية نظرًا لتأثيرها القاتل، وتدخل تلك المادة القاتلة البلاد علي شكل مادة صبغية تستخدم في عمليات دباغة الجلود علي الرغم من ان تلك المادة محرمة دوليًا.

 

ويوجد العديد من السموم المحرمة دوليًا والممنوع دخولها في كثير من الدول والتي تدخل مصر عن طريق وزارة الزراعة وتستخدم مبيدات حشرية لحماية المحاصيل أو تستخدم في حفظ الغلال لعدم اصابتها بالعطب والتعفن وبعضها يدخل من خلال طرق غير شرعية عن طريق بعض المهربين نظرًا لتكلفتها المنخفضة وتأثيرها القاتل علي الحشرات، ومنها مادة " اللانيت " ومادة " الكابتان " و" الميثامدوفيس " و" جرانستار " و" الكاربوفوران " والتي يتم ضبط كميات كبيرة منها من خلال من منافذ بيع المبيدات الحشرية خاصة ً في صعيد مصر والوجه القبلي لعدم وجود رقابة علي تلك المنافذ والأسواق والمواد التي يتم تداولها للمزارعين والفلاحين وحتي العامة الذين يرغبون في شراء مواد لقتل الفئران والحشرات بالمنازل.

 

كما تستورد الدولة العديد من المواد شديدة السمية في أغراض قتل الكلاب الضالة علي مستوي محافظات الجمهورية ومنها سم " الاستركنين " القاتل وهو من السموم المحرمة دوليًا والممنوع من دخول دول الاتحاد الأوربي نظرًا لتأثيره القاتل والضار علي الأنسان إذا لامس تلك المادة إلي جانب تأثيره علي البيئة المحيطة حيث يمتد تأثيره في التربة لنحو 40 يوماص ويبلغ ثمن العبوة الواحدة ما يقارب 14 ألف دولار، وتستوردة هيئة الخدمات البيطرية من خلال وزارة الصحة في القضاء علي الكلاب الضالة التي ليس لها مأوى في الشوارع في مختلف المحافظات ويقوم بالتنفيذ الخدمات البيطرية.

 

ويُعتبر سم "الإستركنين" من المواد شديدة الخطورة على صحة الإنسان إذا لامس السم، والغريب أن وزارة الصحة عند استيرادها تلك السموم لا تستورد معها مضادات خاصة بها وهو ما يؤدي إلى الوفاة في الحال إذا لم يتناول المريض الترياق المضاد للسم، وهو ما حدث في كثير من الحالات التي لامست تلك السم، وعدم جاهزية كثير من المستشفيات في التعامل مع تلك الحالات التي تتسمم من تلك المادة، لعدم وجود ترياق مضاد لتلك المادة القاتلة.

وكشف الدكتور سميح عبدالقادر منصور، أستاذ علم السموم البيئية، عن أن هناك حالات مُسجلة في التاريخ، لبشر ماتوا بهذه المادة، وهناك تحقيقات تشير إلى أن الرئيس التركي السابق توركوت أوزال، قُتل مسمومًا بهذه المادة".

 

ولفت أستاذ علم السموم، إلى أن أعراض القتل بهذه المادة تظهر على الحيوان، حيث يبدأ يتألم والبخار الخاص به ينفذ عن طريق قرنية العين، وهو سم عصبي.