هجوم علني "غير مسبوق" على خامنئي في البرلمان الإيراني
في السنوات الأخيرة،
ألقى خصوم المرشد الإيراني علي خامنئي باللوم على سياساته المناهضة للغرب والمتدخلة
في شؤون الدول المجاورة باعتبارها الأسباب الرئيسة لعزلة البلاد ومشاكلها الاقتصادية.
لكن أن يوجه أحد النواب نقدا علنيا في البرلمان للسياسة الخارجية للمرشد هو أمر غير
مسبوق، على الرغم من عدم ذكر اسم المرشد، ونقد سياسته بطريقة حذرة ودبلوماسية.
فقد نقلت وكالة
أنباء الطلبة الإيرانية (إيسنا) عن برلماني إيراني قوله إن السياسة الخارجية للبلاد
دفعت إيران إلى "تحمل تكاليف مادية غير ضرورية"، يمكنها أن "تشل شوارع
طهران".
وفي خطاب وصفه
"راديو فردا" الإيراني، ومقره في الولايات المتحدة، بغير المسبوق، قال جليل
رحيمي جهانآبادي، الأحد، قبل بدء جدول الأعمال الرسمي للبرلمان: "لا بد من التخلص
من التكاليف المادية غير الضرورية التي ليست ذات أولوية".
واتخذ النائب البرلماني
من الاتحاد السوفييتي مثالا على حديثه، قائلا إنه تفكك في نهاية المطاف رغم رؤوسه النووية
وتأثيره حول العالم.
ويقول موقع
"راديو فردا" إن حديث رحيمي جهانآبادي، وهو سياسي إصلاحي وزعيم البرلمانيين
السنة، "مثير للاهتمام للغاية".
وبحسب وكالة الطلبة
الإيرانية، أضاف رحيمي جهانآبادي "على الرغم من أهمية تأثيرنا في المنطقة، لا
يجب نسيان نقطة واحدة، وهي أنه في بعض الأحيان قد تؤدي التكاليف المادية غير الضرورية
إلى شل شوارع طهران".
وتابع النائب
"عندما انهار الاتحاد السوفييتي، كان لديه 13 ألف رأس نووي، وكان له نفوذ في أكثر
من 20 دولة، ومحطة فضائية، لكنه تمزق في شوارع موسكو، وفقد أمنه وسلامه الإقليمي".
كما تحدث رحيمي
جهانآبادي، في خطابه، عن الصعوبات الاقتصادية التي يواجهها الإيرانيون، قائلا:
"اليوم، يجد الناس صعوبة في كسب العيش وإطعام أطفالهم. إذا فشلنا في حل مشكلة
النفقات الداخلية والخارجية غير الضرورية، سوف نتحمل تكاليف باهظة".
ومضى يقول:
" يجب أن نهتم بما نحتاجه في الداخل... نحتاج إلى أصدقاء، والحد من التوترات وزيادة
التعاون في المنطقة وأن يكون الاقتصاد على رأس أولوياتنا ... ".
وتعمل إيران على
زيادة القلاقل في الشرق الأوسط عبر دعمها لعدد من الميليشيات في المنطقة مثل الحوثيين
وحزب الله والحشد الشعبي، فضلا عن استمرارها في اختبارات الصواريخ الباليستية التي
تهدد بها الأمن الإقليمي، وتهديداتها المتواصلة للملاحة في البحر الأحمر ومضيق هرمز.