بـ"الأغاني" و"الأذكار" و"النومة على السطح".. وسائل المصريين لتقصير رحلة القطار
باعة جائلون وعامل شاي وطول الطريق.. أمور تجعل ركاب القطار تشعر بالضجر والملل أيضًا، لذلك يلجأ كل منهم إلى طرقه وتقاليعه الخاصة للهروب من روتين وجليد الرحلة، منهم من يستمع إلى الأغاني ومنهم من يلجأ إلى الدردشة، وآخرين يلجأون إلى طرق آخرى، وكلها أمور يتمنون من خلالها تقصير الرحلة.
"أول
ما بركب القطر بحط الهاند فري وأسمع الأغاني المختلفة، لكاظم ومنير وشيرين وغيرهم وغيرهم،
دي طريقتي علشان أكسر ملل رحلة القطار".. هكذا بدأ يحكي "محمود" عن
وسائله في تقصير المسافة خلال رحلته بالقطار، مضيفًا أنه عندما ينسى "الهاند فنري"
قبل الرحلة يشعر بالضيق والحزن الشديد لأنه يشعر حينها أنه فريسة تحت براثن ملل الطريق.
وتابع الشاب العشريني،
أنه في رحلته من القاهرة أسوان"، يشاهد العجائب والطرائف في القطار، حيث الباعة
الجائلين وكبار السن الذين يلعبون على هواتفهم ألعابًا حسبت على صغار السن، مرورا بمن
ينامون مكان حقائب المسافرين انتهاءً بوصلات الضحك بين الأصدقاء.
فيما قال الحاج إبراهيم،
في رحلته من القاهرة-إسكندرية، إنه تعود على قراءة القرآن بجانب الأذكار، "وأحيانا
بتصل بابنائي واطمئن على حياتهم وعلى أحفادي، لكي أكسر روتين وملل القطار الذي أواجهه
يوميا".
وعن ظاهرة
"الركوب على ظهر القطار" من جانب الشباب، انتفض الرجل الخمسيني قائلًا:
"دي حاجة خطر، لازم نوعي الشباب بهذه الأمر، فمن الممكن أن يسقط الشاب أثناء ركوبه
فوق القطار، ويخيم الحزن والآسى على أمه وأبيه"، مضيفًا أن منظومة القطارات بحاجة
إلى المزيد من عمليات التطوير لكي يشعر المواطن بالخدمة المتميزة.
وعندما نتحدث عن
"التسطيح فوق القطار"، فيحدثنا "محمد"، عن أنه خلال رحلته من المنيا
للقاهرة يعمل على الركوب فوق سطح القطار، موضحًا أنه اعتاد على ذلك منذ سنين، وأن فرص
سقوطه من فوق سطح القطار فقليلة لأنه تعود على الأمر.
ويستكمل الشاب الثلاثيني
ضاحكًا: "وكمان سطح القطار فيه أهم ميزة أنك مبتدفعش أجرة التذكرة"، مبينا
أنه يقضي رحلته في الاستماع إلى الأغاني وأحيانا يركب معه صديق له فيعكفان على الحديث
عن الأمور الحياتية مثل العمل والزواج وبناء المستقبل.