مينا صلاح يكتب: تخاريف "سي بي إس" في منتصف الليل
ليس بالجديد، أن تخرج علينا قناة "سي بي إس"، الأمريكية، لبث سمومها في الدولة المصرية، زعمًا بأن هناك حوارًا أجراه الأفعواني "سكوت بيلي" مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أواخر سبتمبر من العام المنصرم، تطالبهم السلطات في القاهرة بعدم إذاعته، معتمدة على أقذر ألوان التسويق الإعلامي قبيل أيام معدودة من ذكرى الخامس والعشرين من ثورة يناير، والتي لا تنجو أبدًا من دعوات بعض المتربصين والخونة، للتظاهر، وإشاعة الفوضى، ووقف حالة الاستقرار التي نجحت مصر في تحقيقهه خلال الفترة الأخيرة.
لم تكن
هي المرة الأولي التي ينال منها الإعلام المعادي مصر وسيادتها، ولكن هذه المرة تجلى
كذبهم بينًا، وتدليسهم كالشمس التي شرقت من بلاد المغرب، فلم يخرج مسئولًا واحدًا من
مؤسسة الرئاسة، أو الجهات المعنية، للتعليق على حملة الدعاية القذرة، التي تبنتها القناة
الأمريكية، أو الرد حتى، ما يبرهن كذب ادعائتهم، وزورها، بأن سفير القاهرة في واشنطن،
طالب إدارة القناة بعدم إذاعة الحوار، وإن امتلكوا ما يثبت لأغرقوا به آلاف الصحف والمواقع،
ولكن هنا تتجلى شبهة المؤامرة، بعد أن أثبت الرئيس السيسي، نجاح مصر
شعبًا وجيشًا، وحكومة، ليس في مواجهة كافة التحديات فقط، وإنما في صياغة التاريخ من
جديد، وتكشير مصر عن أنيابها تجاه من يعاديها، ومن ينوي أيضًا فعل ذلك، وعودة الأمن
الذي افقتده شعب مصر إبان أحداث يناير، وتطهير شمال سيناء من كلاب الأرض، في الوقت
الذي نهض فيه الربان بسفينته، وساندناه ودعمناه في حزمة القرارات الاقتصادية، وتشييد مئات المشروعات القومية، والمصانع، والمزارع، ومحطات الطاقة الشمسية، والكهرباء، والاستزراع السمكي، والقضاء على العشوائيات، وتشييد المدارس، وافتتاح المستشفيات،
والقضاء على الأمراض المستوطنة أيضًا وعلاجها بالمجان، فلم يكن أمام المغرضين حيلة
سوى النيل من مصرنا ورئيسنا إلا بهذه الطريقة القذرة، وبهذا الأسلوب الملتوى، في الحشد
والترويج، والذي استغله إعلام الإرهاب الذي اعتاد على النواح كالولايا اللاتي صرخن على السلالم.
وإلى
منتجة البرنامج المسوم، التي زعمت أن رئيسنا أراد الصعود على المسرح العالمي، فهذا
تأكيد بين إما على جهلها، وإما على حقدها، فرئيسنا على رأس المؤسسة العسكرية المصرية،
التى اعتلت عروش العالم وليس مسارحها، فالعروش للملوك، أما المسارح فتركناها للمهرجين
أمثالكم، ليقذفوا أسيادهم بالبذائة، ظنًا منكم أن الأسياد يشغلها عويل الكلاب.
وإلى
إدارة القناة الأمريكية، ما تظنوه انفرادًا، وسبقًا، ليس بالجديد علينا فثقنا في السيسي
ووطنيته مطلقة، وحواركم المسموم لن ينال حبة خردل من محبته في قلوبنا بل ستتضاعف، فمن
وضع يده في يد شعبه، وصارحه وعمل على مدار الساعة لخدمته، ليس كمن فر هاربا إلى كهوفكم،
وليس كمن نهب ثرواتها، أو الفتى الخائب الذي استضاف رمزكم في عمارات "بير السلم"
بمدينة نصر، كالشاب الذي صعد برفيقته خلسة دون علم أهله.
لكم
فاعلموا، لا تنظنون أنكم تعبثون ولا شعب مصر غافل، فسندافع عن رئيسنا ورمزنا، مهما
كلفنا، فأحبارنا بحارا، وأقلامنا لا تجف، بالحق وقوله، لا بالزييف والرخص الإعلامي،
والاجتزاء، واقتطاع النصوص من مضامينها، وأهلا بإذاعتكم للحوار ونشكركم على حسن التعاون،
وننتظر حوار منتصف الليل المزعوم، فلدينا رجلا حين قال فعل، وحين فعل لم يخشى،
وانتم من حققتم الشهرة على حسابنا وليس على حسابه، فهو مننا ونحن منه.
ولاأدرى
لماذا صمتت القناة الأمريكية، طيلة هذه الفترة، واختارت أن تذيع الحوار، بالتزامن مع
احتفال مصرنا بعيد الميلاد، وليس الأقباط وحدهم، فاحتفالاتنا واحدة، ومصابنا واحد،
فنحن لا نعرف للتفرقة التي تزعموها عنوانا بين مصر وأهلها.
ولكل من أوسعونا حديثا عن مهنية الإعلام داخل مصر وخارجها، إلى الذين تصدرت مانشيتات مواقعهم وصحفهم عنوان "مصر تطلب عدم إذاعة حوار السيسي من سي بي إس"، أين كنتم حين وزع الله عقولا عن البشر، أو بالمعنى الأدق أين كنتم حين وزع الله ضمائر! فهل يملك أحدكم تصريحا واحدًا من مسئولا مصريًا يطلب فيه بعدم إذاعة الحوار المسموم.