في ذكرى وفاته.. كل ما تود معرفته "محمد البوعزيزى" مُفجر الثورة التونسية
في مثل هذا اليوم أشعل الشاب التونسي محمد البوعزيزي النار في نفسه، بعد أن صُفع على وجهه من إحدى الشرطيات، ومصادرة عربة الفاكهة، التي كان يتكسب منها قوت يومه، مخلفًا وراءه ثورات اجتاحت العالم العربي كله، وهو ما سمي فيما بعد بالـ "الربيع العربي"، حيث اشتعلت الأحداث في تونس جراء ما فعله البوعزيزي، وطاف الشباب في أكثر من منطقة منددين بما جرى بشأنه إلى جانب الاحتجاج على الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد، وهو ما دفع الرئيس التونسي زين العابدين بن علي لزيارته بالمستشفى، في محاولة منه لتهدئة الاحتجاجات.
وهنا تقدم "الفجر"، أبرز المعلومات عن "البوعزيزى" فى ذكرى وفاته.
من هو محمد البوعزيزى؟
ولد محمد البوعزيزي 29 مارس عام 1984، واسمه بالكامل طارق الطيب محمد البوعزيزي، لكنه اشتهر بـ "محمد البوعزيزي"، وتلقى تعليمه الأساسي في مدرسة تتكون من غرفة واحدة في قريته "سيدي صالح"، حتى سن العاشرة.
ونشأ البوعزيزى، في أسرة تتكون من تسعة أفراد، أحدهم معاق، وتوفى والده، الذي كان يعمل بليبيا وعمر محمد وقتها ثلاث سنوات، لم يكن لهذه الأسرة عائل غير عمه الذي تزوج بعد وفاة الأب من أمه.
"انتفاضة البوعزيزى"
اضطر البوعزيزى، للعمل على عربة فاكهة في شوارع "سيدي بوزيد"، وهو فى العاشرة بعد وفاة والده، إلى أن اعترضته عناصر من الشرطة ومصادرة بضاعته، وصفع الشرطية له مما أثار استياءه وقام بإشعال النار على جسده أمام مبنى البلدية مما أدى إلى وفاته، وأدى الحادث إلى احتجاجات من قِبل أهالى سيدى بوزيد، واندلعت مواجهات بين المئات في سيدى بوزيد المتضامنين معه وقوات الأمن، وتطورت لاشتباكات عنيفة وانتفاضة شعبية عمت أرجاء تونس، احتجاجاً على البطالة، وغياب العدالة الاجتماعية وتفاقم الفساد، مما أذكى لهيب الثورة التونسية، التي فر على أثرها بن على من تونس.
البوعزيزى "السبب"
أجبرت هذه الانتفاضة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، الذي كان يحكم البلاد بقبضةٍ حديدية طيلة 23 سنة، على التنحي عن السلطة والهروب من البلاد خِلسةً إلى السعودية في 14 يناير 2011، وتولى الوزير الأول محمد الغنوشى، رئاسة الجمهورية بصفة مؤقتة، وذلك إستنادًا على الفصل 56 من الدستور التونسي، غير أن المجلس الدستوري قرر اللجوء للفصل 57 من الدستور وأعلن في اليوم التالى عن تولي رئيس مجلس النواب محمد فؤاد المبزع منصب رئيس الجمهورية بشكل مؤقت، وذلك لحين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
وفاته
توفي البوعزيزى، بعد 18 يوماً من إشعاله النار في جسده، أضرم 24 مواطناً عربياً على الأقل النار في أنفسهم تقليدا لاحتجاج البوعزيزي ولأسباب اجتماعية متشابهة، وإقيم تمثال تذكاري تخليداً له في العاصمة الفرنسية باريس، وامتدت تلك الاحتجاجات إلى مدن أخرى منها صفاقس والقيروان وسوسة ومدنين، وفي 5 يناير 2011 توفي متأثرا بحروقه بمركز الإصابات والحروق البليغة في بن عروس بالعاصمة التونسية.
توفي، يوم الثلاثاء 4 يناير عام 2011م عن عمر 26 سنة متأثراً بالحروق، التي أصيب بها منذ 18 يوماً، وشيع جثمانه الآلاف، وقد أعربت والدته عن شعورها بالفخر بما قام به ابنها وبالدور الذي لعبه في تحقيق التغيير في البلاد.