مي سمير تكتب: تقرير أمريكي.. العالم سيشتعل بـ2019

مقالات الرأي



الثورات الصفراء تضرب أوروبا.. وصراع مخابراتى شديد بين روسيا والصين وأمريكا


ما أهم الصراعات المحتمل حدوثها فى 2019؟ سؤال تطرحه المراكز البحثية فى مختلف أنحاء العالم فى محاولة لكشف مناطق الاشتعال المحتملة.

وفى هذا الشان أصدر مركز العمل الوقائى الأمريكى "PPS" المتخصص فى تقييم النزاعات المستمرة والمحتملة وتأثيرها على المصالح الأمريكية، لمساعدة مجتمع صناع السياسات بالولايات المتحدة، لتحديد أولوياتهم، تقارير سنوية عن هذا الصدد.

ونشر موقع مجلس العلاقات الخارجية فى الولايات المتحدة تفاصيل أحد هذه التقارير الذى يرسم خريطة لـ"عالم على حافة الانفجار". وحسب التقرير تمتد الصراعات المتوقعة للعام الجديد من آسيا إلى إفريقيا، ومن أمريكا اللاتينية إلى الشرق الأوسط، فضلاً عن احتمالية اشتعال التوترات فى أوروبا ووقوع أعمال إرهابية فى الولايات المتحدة.

وفى ضوء هذا التقرير، يمكن بسهولة التأكد من أن القطب الشمالى والجنوبى هما أكثر الأماكن أمنا فى العالم، باستثناء خطر التغيرات المناخية التى تهددهما.

حسب التقييم، فإن إدارة الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب لم تواجه بعد، أزمة دولية خطيرة، تفرض عليه اتخاذ قرارات مؤلمة تلزم واشنطن بتدخل عسكرى جديد ومكلف، إذ أن أخطر القرارات العسكرية التى اتخذها ترامب بالعام المنصرم تعلقت بسحب القوات الأمريكية من سوريا وخفضها إلى النصف فى أفغانستان.

ولكن إدارة ترامب ستواجه أزمتها الكبرى الأولى، مع اشتعال الوضع بأحد الأماكن فى العالم، بشكل سيدفع الرئيس الأمريكى إلى اتخاذ قرار بالتدخل العسكرى، وقد يكون سحب القوات من سوريا وأفغانستان تمهيداً للدفع بالجيش الأمريكى فى منطقة جديدة، ومثل هذه الأحداث يمكن أن تأتى من أى مكان.

اعتبر التقييم أن هناك احتمالات لاشتعال صراعات بشكل متوسط سيكون لها تأثير كبير على واشنطن، منها تعرض الولايات المتحدة لهجوم سيبرانى كبير على البنية التحتية الحرجة وشبكات الأمن خصوصاً أن الحرب التكنولوجية والصراعات فى ساحات الواقع الافتراضى أصبحت تشكل هاجساً كبيراً للعديد من دول العالم، و القرصنة الإلكترونية أصبحت إحدى أهم الوسائل التى تلجأ إليها أجهزة المخابرات فى مختلف أنحاء العالم.

وتعتقد الولايات المتحدة الأمريكية أن الصين وروسيا، على وجه الخصوص، سيعملان على توجيه ضربات إلكترونية ضدها على نحو يهدد أمنها القومى.

وبجانب القرصنة الإلكترونية، فإن استغلال أجهزة المخابرات لمواقع التواصل الاجتماعى لإثارة البلبلة والاضطرابات الداخلية أصبحت أيضاً واحداً من أهم التهديدات الأمنية التى تواجه دول العالم.

وعلى سبيل المثال، هناك تقارير صحفية فرنسية تشير إلى أن السلطات الفرنسية فتحت باب التحقيق حول الدور الروسى المتنامى، عبر وسائل التواصل الاجتماعى، فى إشعال الشارع الفرنسى ونشر حركة السترات الصفراء التى هزت المشهد الفرنسى على مدار ستة أسابيع.

ليس هذا فحسب الذى يمكن أن يجبر ترامب على اتخاذ قرارات صعبة ولكن هناك تجدد التوترات فى شبه الجزيرة الكورية فى أعقاب انهيار مفاوضات نزع السلاح النووى، واحتمالية مواجهة مسلحة بين إيران والولايات المتحدة أو أحد حلفائها حول تورط إيران فى النزاعات الإقليمية ودعم الجماعات المتنافسة بالوكالة، بجانب احتمال مواجهة مسلحة حول المناطق البحرية المتنازع عليها فى بحر الصين الجنوبى.

وهناك صراعات من المحتمل أن تشتعل بشكل كبير ولكن تأثيرها سيكون متوسط الدرجة على الولايات المتحدة، وأولها سقوط خسائر بشرية بين المدنيين من جانب حكومة الرئيس بشار الأسد فى سوريا، وتزايد التوتر بين الأطراف الخارجية فى الصراع.

وستؤدى مغادرة أمريكا لسوريا لتعزيز الوجود الروسى فيها وكذلك الوجود الإيرانى وحزب الله، مع العلم أن التدخل التركى المحتمل فى سوريا يمكن أن يعنى جولة كبيرة من القتال مع الأكراد ويحتمل أن يدعم المتطرفين السنة فى الجيب السورى حول إدلب.

كما يمكن أن تضغط الأحوال فى فنزويلا على صانع القرار الأمريكى بنفس الدرجة "متوسطة" فى حال زيادة حدة الأزمة الاقتصادية وعدم الاستقرار السياسى فى هذا البلد ما يؤدى لاضطرابات مدنية عنيفة وزيادة تدفق اللاجئين إلى الخارج، وبنفس الدرجة فى حال تفاقم الأزمة الإنسانية فى اليمن، أو تزايد العنف وعدم الاستقرار فى أفغانستان نتيجة تمرد طالبان والانهيار الحكومى المحتمل.

وتوقع التقييم اشتعال مواجهة عسكرية متعمدة أو غير مقصودة بين روسيا وأعضاء الناتو، تنبع من السلوك الروسى الحازم فى أوروبا الشرقية.

كما توقع نشوب أزمة بين الولايات المتحدة والصين حول تايوان، فضلاً عن اشتباكات مكثفة بين إسرائيل والقوات المدعومة إيرانيا، بما فى ذلك حزب الله، فى لبنان أو سوريا.

تصاعد التوتر بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وتفجر العنف السياسى وعدم الاستقرار فى نيكاراجوا وتفاقم أزمة الهجرة فى أمريكا الوسطى، وتصاعد العنف بين تركيا ومختلف الجماعات المسلحة الكردية داخل تركيا والدول المجاورة.

كما يشير التقرير إلى أن مخاوف أخرى محتملة تستحق الانتباه، منها وجود عدم استقرار سياسى فى الاتحاد الأوروبى بسبب الاتجاه نحو تنظيم احتجاجات والأنشطة المناهضة للمهاجرين وكذلك خروج بريطانيا من الاتحاد، فضىً عن عدم الاستقرار الداخلى فى إيران بسبب وفاة المرشد الأعلى على خامنئى، عدم الرضا عن النظام، أو زيادة العقوبات الاقتصادية من الغرب، مع الاضطرابات المدنية فى البرازيل التى يمكن أن تخلق آثاراً إقليمية غير مباشرة.