واشنطن بوست: مرسي يخون الديمقراطية المصرية
نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالا اوردت فيه ان احمد ماهر، أحد قادة ثورة 2011 في مصر، دعم الرئيس الإسلامي محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية العام الماضي لانه كان يعتقد ان فوزه علي المرشح المدعوم من الجيش سيعزز الديمقراطية في بلدهم. ولكن خلال زيارته لواشنطن الأسبوع الماضي، قال ماهر أن مرسي قد غدر به و بحركة شباب 6 ابريل، لقد كذبوا، و اخلفوا وعودهم، و قتلوا أعضاء 6 إبريل . و اضاف ان حكومة مرسي تشبه حكومة حسني مبارك على نحو متزايد تسعي فقط الي السلطة .
و سرعان ما دعمت اتهامات ماهر عدوان أخر: لدى عودته إلى القاهرة من الولايات المتحدة يوم الجمعة، ألقي القبض عليه في المطار. واتهم بالتحريض على مظاهرة مارس ضد وزير الداخلية. و اثار نقله إلى سجن شديد الحراسة ردود فعل غاضبة في كلا من القاهرة وواشنطن. و تراجعت السلطات يوم السبت، وأطلق سراح ماهر، و نقلت قضيته إلى محكمة أدنى.
لا يزال يواجه ماهر العديد من التهم حتي بعد التراجع، حسبما ذكرت وكالة الانباء الرسمية، مقاومة السلطات، وإهانة الشرطة، وجمع وعرقلة حركة المرور – و هي امور كثيرا ما كانت تستخدم من قبل الدكتاتورية السابقة ضد المظاهرات العامة. كما عرض سبب جديد للقلق حول الحكومة التي أعلنت مرارا التزامها بكلا من الديمقراطية والتوافق مع معارضيها حتى وهي تحاكم النقاد وتعد قوانين قمعية جديدة.
وقاومت حركة ماهر الاستقطاب الذي سيطر علي السياسية في مصر في العام الماضي. على الرغم من ان قادتها من الديمقراطيين الليبراليين العلمانيين ، و يتبنون وجهات النظر ذات الميول اليسارية، الا انهم ايدوا مرسي بعد الحصول على تأكيدات مباشرة منه انه سيسعى للحصول على توافق في الآراء بشأن بنود دستور جديد. اخلف الرئيس التزامه في نوفمبر عندما منح نفسه سلطة مطلقة لفرض الدستور الذي يفضله الإخوان. في هذه الأثناء، وجه المدعي العام الذي عينه مرسي اتهامات ضد المنتقدين، بما في ذلك الصحفيين ومنظمي المظاهرات. اعطت الهيئة التشريعية التي يهيمن عليها الحزب الحاكم موافقتها المبدئية على القانون الذي سلب المجتمع المدني في مصر، واغلق تقريبا كل هيئة رقابية حكومية وجماعات حقوق الإنسان.
وقد أكد المتحدث باسم السيد مرسي انه لا يحبذ المحاكمات السياسية، وأن الحكومة بصدد إعداد نسخة جديدة من قانون المجتمع المدني. ولكن لم يقل الرئيس المدعي العام الذي عينه، و لم يف بمطالب المعارضة معقولة، مثل التصحيح لإعادة صوغ الدوائر الانتخابية شرعها حزبه.
يعارض ماهر الاستراتيجيات المعاكسة التي يتبناها زعماء المعارضة الأخرين، بما في ذلك مقاطعة الانتخابات المقبلة أو دعم انقلاب عسكري. لكنه يحذر من أن تكرر الولايات المتحدة أخطاء الماضي في مصر باظهار تساهلها مع توطيد مرسي للسلطة. يقول ماهر إذا كنت ترغب في دعم الديمقراطية، قل نحن هنا في مصر لدعم الديمقراطية، وليس من هو في منصبه . وهذه النصيحة ينبغي ان تلتفت اليها إدارة أوباما.