سائقو الصين يتلمسون الطريق نحو سباقات فورمولا 1

الفجر الرياضي

فورمولا1
فورمولا1


ارتفع صوت محرك وإطارات سيارة تابعة لفريق أستون مارتن لسباقات السيارات مع مغادرتها لحارة الصيانة في طريقها للعودة لحلبة شنغهاي الدولية التي تعتبر واحدة من أبرز حلبات سباقات المحركات في الصين.

وما هذه الأصوات الصاخبة إلا تلخيص للتطور الذي تشهده هذه الرياضة في الصين التي تتزايد فيها أعداد السائقين الراغبين في ترك بصمة داخل الحلبة بصرف النظر عن أعمارهم إن كانوا شبابا أو مخضرمين.

من بين هؤلاء السائقين رايان ليو البالغ من العمر 29 عاما وهو من شنغهاي، وفاز ببطولة جي.تي 4 الصينية العام الماضي بسيارة من طراز أستون مارتن فانتاج وبصحبة السائق البريطاني المساعد جاك ميتشل.

لكن هذا الفوز لا يراه ليو إلا نقطة بداية نحو تحقيق حلمه في القيادة على أعلى المستويات، رغم أنه يتحلى بالواقعية إزاء إمكانية توافر فرص أمامه بالنظر لسنه.

وقال ليو "إنه حلم جميل يراودني كما يراود كثيرين غيري. ولكن إمكانية الظهور في سباقات فورمولا 1 للسيارات يعتمد على زيادة الموارد على كافة الاصعدة.

وأضاف "بالنسبة لي الأمر أكبر من مجرد حلم (وأكبر من أي شيء آخر)".

ولم يظهر أي سائق من الصين في سباقات فورمولا 1، رغم أن السائق الصيني ما تشينغ هوا شارك مع فريق اتش آر تي في التجارب الحرة، قبل سباق جائزة إيطاليا الكبرى على حلبة مونزا في 2012.

ولا تعد هذه مسيرة سهلة أو غير مكلفة في رياضة يقول ليو عنها إنها تحظى بسمعة سيئة، بسبب ما اسماه "حرق الأموال".

وقال ليو، الذي يمول شغفه بسباقات السيارات من حصيلة مدخراته من عمله كمحلل سابق في بنك مورجان ستانلي وبسبب دعم يتلقاه من عائلته ومن جهات راعية، إنه أنفق نحو 5 ملايين يوان (729288 دولارا) في العام الماضي.

ودفع ليو منها نحو مليوني يوان لاستخدام سيارة من طراز أستون مارتن ونحو 800 ألف يوان ليكون ميتشل سائقا مساعدا.

وقال ميتشل الذي فاز هو الآخر بالنسخة البريطانية من سباق جي.تي 4 في 2018، إنه يحب التسابق في الصين التي أسست نسخة خاصة بها من سباقات جي.تي في 2016 مع انضمام المزيد من السائقين الصينيين الأثرياء إلى هذه الرياضة، لكنهم سرعان ما أدركوا أن المعايير مختلفة.

وأضاف ميتشل (20 عاما) "معظم من أتسابق معهم في بريطانيا كانوا يخوضون التجارب معي وأنا في سن السابعة. لكن الكثير من السائقين في هذه البطولة أقصد الصينيين... مستجدون على الحلبة".

وتابع "ولهذا فمن الواضح أننا نتمتع بخبرة أكبر في هذا المجال...أعني أننا كنا نتدرب منذ أن كنا في سن السابعة. وفي نهاية المطاف، فإن التدريبات المستمرة تساعد على تحسين المستوى دوما".

بزوغ سباقات الكارتينج

اكتسبت سباقات الكارتينج، التي ينظر إليها على نطاق واسع على أنها حاضنة سباقات السيارات، شعبية في الصين وأصبحت عنصر جذب للشباب لهذه الرياضة.

ويعد نادي (إس.دي) لسباقات الكارتينج في شمال شرق بكين واحدا ضمن عدد متزايد من الأندية في العاصمة الصينية تمثل هذا الاتجاه.

وبعد عام واحد من افتتاحه في 2013 كان النادي يضم 10 أعضاء شبان فقط. أما الآن فيوجد 500 سائق شاب يخوضون سباقات بشكل كمنتظم.

من بين هؤلاء الأعضاء هي ونكونغ البالغ من العمر 10 سنوات وبدأ في ممارسة الكارتينج في سن الرابعة بصحبة والده المهووس بالسيارات. ويذهب هي حاليا إلى النادي 4 مرات أسبوعيًا وفاز في سباقات في فئته العمرية في بكين.

وقال "هي" التلميذ في مدرسة ابتدائية "حلمي أن أصبح يوما أحد سائقي سباقات فورمولا وأن أبذل كل جهدي لأبلغ سباقات فورمولا 1".

وقال والده هي وي، ويعمل فنيا في مجال تشغيل الإنترنت ويتمنى أن يشارك هو الآخر في سباقات الكارتينج، إنه سيدعم ابنه ليصل إلى مبتغاه.

ويشعر الأب بالحماس إزاء نمو سباقات السيارات في الصين، لكنه يعتقد أن هناك حاجة لايجاد مسار أفضل للسائقين المحليين لتحقيق النجاح في كبرى السباقات العالمية.

وقال: "نحن لسنا مثل ايطاليا أو أوروبا فلديهم أكاديميات محترفة. لديهم فرق محترفة ومدربون ومهندسون وفنيون. لكن في الصين وفي معظم الحالات يكون كل شيء تلقائيًا".

وأضاف: "على سبيل المثال يمكن أن تكون البداية من خلال الوالدين أو من خلال مراكز سباقات الكارتينج".

وتابع: "من النادر جدا أن تجد عندنا في الصين رعاية رسمية حقيقية".