مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى وسط حراسات مشددة من قوات الاحتلال

عربي ودولي

مستوطنون - أرشيفية
مستوطنون - أرشيفية


اقتحم 106 مستوطنين، بينهم 67 طالبا من معاهد تلمودية وضابط مخابرات الاحتلال الإسرائيلى، المسجد الأقصى المبارك، اليوم الأربعاء، من جهة باب المغاربة، وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال.

 

وتمت الاقتحامات عبر مجموعات صغيرة ومتتالية، ونفذ المستوطنون جولات مشبوهة واستفزازية فى المسجد المبارك، واستمعوا إلى شروحات حول "الهيكل" المزعوم قبل مغادرة المسجد من جهة باب السلسلة.

 

وروى شهود عيان أن ثمانية عناصر من شرطة الاحتلال، بلباس مدنى، وبرفقة ثلاثة ضباط تجولوا داخل المساجد والمصليات بالأقصى المبارك.

 

ويسعى الاحتلال لتقسيم الأقصى زمانيا ومكانيا بين المسلمين واليهود، كما فعل فى المسجد الإبراهيمى فى الخليل، ويقصد بالتقسيم الزمانى، تقسيم أوقات دخول المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود. أما التقسيم المكانى فيقصد به تقسيم مساحة الأقصى بين الجانبين، وهو ما تسعى إسرائيل لفرضه، ويعتبر تعديا على هوية المسجد واستفزازا لمشاعر المسلمين، إلى جانب تدخلها المباشر فى إدارة المسجد وعمل الأوقاف الإسلامية.

 

من جهة أخرى قال مركز عبد الله الحورانى للدراسات والتوثيق التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية أن 312 شهيدا ارتقوا خلال عام 2018 فى كل من الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلى، من بينهم (57) طفلا وثلاث سيدات، حيث استشهد (262) مواطنا فى قطاع غزة، و(50) مواطنا فى الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، بارتفاع زاد عن 200% عن العام الماضى، نتيجة استهداف المدنيين خلال مسيرات العودة فى قطاع غزة، ولا تزال سلطات الاحتلال تحتجز جثامين (38) شهيدا، فى مخالفة صارخة للقانون الدولى الإنساني.

 

وأوضح المركز -فى تقريره السنوى "حصاد" حول الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطينى خلال عام 2018- أن عدد المصابين على يد سلطات الاحتلال فى 2018 بلغ (31500) مواطن فلسطينى فى الضفة الغربية بما فيها القدس، وقطاع غزة، من بينهم نحو (26000) مواطن أصيبوا فى قطاع غزة، ويأتى هذا الارتفاع الكبير فى الإصابات نتيجة إطلاق النار والغاز المسيل للدموع على المتظاهرين السلميين المشاركين فى المسيرات السلمية على حدود قطاع غزة، والتى بدأت فى ذكرى يوم الأرض فى 30-3-2018، بالإضافة إلى اقتحام البلدات والقرى والمخيمات.

 

وقامت سلطات الاحتلال باعتقال (6489) مواطنا، من بينهم نحو (1063) طفلا، و(140) سيدة، و(38) صحفيا فى كل من الضفة الغربية بما فيها القدس، وقطاع غزة، وبلغ عدد الأسرى فى سجون الاحتلال حتى نهاية العام 2018 نحو (6000) أسير، من بينهم (250) طفلا، و(54) سيدة، بحسب الهيئات المختصة بشؤون الأسرى.

 

أما عن هدم البيوت والمنشآت، فقامت سلطات الاحتلال خلال العام 2018 بهدم وتدمير (538) بيتا ومنشأة فى مختلف مناطق الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة، حيث هدمت (157) بيتا، و(381) منشأة، و45% منها تم هدمه فى مدينة القدس وبلداتها، بالإضافة إلى إصدار إخطارات هدم ووقف بناء لنحو (460) بيتا ومنشأة، وأدت عمليات الهدم إلى تشريد نحو (1300) مواطن ومواطنة، بينهم (225) طفلا.

 

وحول ملف الاستيطان، أوضح التقرير أن سلطات الاحتلال قامت خلال عام 2018 بالإعلان والمصادقة عن بناء آلاف الوحدات الاستيطانية فى مستوطنات الضفة الغربية بما فيها القدس ومحيطها، حيث أعلنت الجهات المختصة المسؤولة عن البناء فى المستوطنات فى الضفة الغربية والقدس عن إيداع خطط وطرح عطاءات والموافقة على تراخيص لنحو (10298) وحدة استيطانية فى الضفة الغربية والقدس، منها (2600) وحدة فى مدينة القدس المحتلة، وذلك استنادا إلى التقرير الصادر عن دائرة الخرائط ونظم المعلومات الجغرافية فى بيت الشرق.

 

كما صادق وزير المواصلات الإسرائيلى على مخطط مشروع السكك الحديدية والقطار، الذى سيربط المناطق داخل أراضى عام 1948 بالمستوطنات القائمة على الأراضى المحتلة عام 1967.

 

كما صادقت لجنة الداخلية فى الكنيست بالقراءة الأولى على منح وزير الداخلية صلاحية توزيع مدخولات الارنونا والضرائب من المناطق الصناعية داخل إسرائيل لصالح المستوطنات خارج أراضى عام 1948، بالإضافة لإقامة مناطق صناعية جديدة.

 

وعن انتهاكات الاحتلال بحق القدس، قال التقرير أن شرطة الاحتلال أقامت (3) غرف مراقبة فى منطقة باب العامود، ما غير من معالم باب العامود التاريخية الشهيرة، فيما صادقت الكنيست الإسرائيلية على مشروع قانون "القدس الموحدة" بالقراءتين الثانية والثالثة، والذى يحظر نقل أجزاء من القدس المحتلة بأى تسوية مستقبلية إلا بموافقة 80 عضو كنيست.

 

ووفق تقرير (للقناة الثانية العبرية)، فإن بلدية الاحتلال فى القدس وضعت خطة لإنهاء عمل وكالة الغوث فى المدينة، وإغلاق جميع مؤسساتها، بما فيها المدارس والعيادات والمراكز الخدمية المعنية بالأطفال، إلى جانب إنهاء تعريف مخيم "شعفاط"، شمالى القدس، "مخيما للاجئين".

 

فيما تعرضت المقابر الإسلامية والمسيحية لاعتداءات مختلفة خاصة مقبرة "باب الرحمة"، حيث اقتحمها عشرات المستوطنين، وأدوا صلواتهم التلمودية بين قبور الأموات المسلمين، كذلك عملت سلطات الاحتلال على محاولة أسرلة التعليم فى المدينة، ومحاولة فرض مناهج إسرائيلية محرفة، ضمن إغراءات كبيرة للمدارس التى تقبل بهذا المنهاج.

 

كما شرعت بلدية الاحتلال فى القدس المحتلة بتركيب (500) كاميرا ذكية فى أنحاء المدينة لمراقبة تحركات الفلسطينيين فى مخالفة فاضحة للقوانين الدولية التى تضمن خصوصية المواطنين.

 

وكانت منطقة سلوان أكثر المناطق استهدافا فى محافظة القدس وشهدت بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، انهيارات أرضية وصفت بالخطيرة، تسببت بإخلاء منزل على الأقل وتهدد منازل آخرى نتيجة الحفريات المتواصلة وتفريغ الأتربة التى تجريها سلطات الاحتلال وجمعيات استيطانية أسفل منازل وشوارع المواطنين فى المنطقة لشق شبكة أنفاق تتجه أسفل المسجد الأقصى وساحة البراق المجاورة، بالإضافة إلى الاستيلاء على العديد من المنازل والأراضى لتوسيع الاستيطان فى المنطقة وهدم منازل آخرى بحجة عدم الترخيص.

 

كذلك شهدت منطقة جبل المكبر العديد من الإجراءات التهويدية من هدم منازل وبناء غرف فندقية وتوسيع للمستوطنات القائمة.. وكانت منطقة الخان الأحمر منطقة معرضة للهدم والتهجير خلال 2018.

 

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلى "بنيامين نتنياهو" السماح لأعضاء الكنيست والوزراء باقتحام الأقصى بعد منع استمر لنحو عامين، وشهد عام 2018 إغلاق المسجد الأقصى مرتين، واستهدفت سلطات الاحتلال خلال العام 2018 المؤسسات المقدسية سواء الرسمية أو الأهلية وعلى رأسها محافظة القدس ومحافظها عدنان غيث الذى اعتقل ثلاث مرات خلال العام ومنع من دخول الضفة الغربية لمدة ستة شهور، واقتحام مقر محافظة القدس ووزارتها فى بلدة الرام، فيما منعت شرطة الاحتلال إقامة أى فعاليات ثقافية، أو فنية، أو رياضية، سواء شعبية، أو رسمية، نظمتها مؤسسات مقدسية بدعوى دعمها من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية، وشمل ذلك منع تنظيم ماراثون رياضى، ولم تسلم الطوائف المسيحية من هذه الاعتداءات من خلال محاولة بلدية الاحتلال فرض ضريبة الأملاك "الارنونا" على ممتلكات الكنائس فى القدس.

 

أما حول الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، فتصاعدت وتيرة الاعتداءات على القطاع خلال 2018 بشكل لم يسبق له مثيل منذ انتهاء حرب عام 2014، حيث استشهد (262) مواطنا ومواطنة، من بينهم (49) طفلا وسيدتين، و(10) شهداء من ذوى الاحتياجات الخاصة، فيما قامت قوات الاحتلال باحتجاز (11) شهيدا، وأصيب كذلك نحو (25951) مواطنا ومواطنة بجروح مختلفة.

 

وشملت الاعتداءات (150) عملية توغل لآليات الاحتلال، بالإضافة إلى (1557) عملية إطلاق نار برى، و(209) عمليات قصف مدفعى استهدفت رعاة الأغنام والمتظاهرين المشاركين فى المسيرات السلمية قرب الشريط الحدودى الشرقى المحاذى للقطاع، و(865) غارة جوية، واستهدفت الاعتداءات أيضا فئة الصيادين، حيث تم رصد (404) حوادث إطلاق نار تجاه مراكب الصيادين، أدت إلى استشهاد صيادين، وإصابة (19) صيادا بجروح مختلفة، بالإضافة إلى تدمير ومصادرة وإغراق (33) مركب صيد، واعتقلت قوات الاحتلال (274) مواطنا من قطاع غزة، بينهم (69) صيادا، و(21) مواطنا تم اعتقالهم على حاجز بيت حانون "ايريز".