مهامه تكاد تكون مستحيلة.. تعرف على دور فرع الانتقاء والتوجيه بالقوات المسلحة
يؤدي فرع الانتقاء والتوجيه بالقوات المسلحة، دورا هاما للغاية فى سلسلة القوى البشرية التى تدعم صفوف القوات المسلحة، فمهامه تكاد تكون مستحيلة، ودوره يكاد يكون منفردا، فهو المسئول عن انتقاء المجندين والمتطوعين والضباط الاحتياط، فالإجراءات التى تتم على أساسها اختيار المتطوعين للدخول في صفوف القوات المسلحة تخضع لعدة ملاحظات رئيسية، أولها وأهمها أن الوساطة والمحسوبية لا يمكنها بأي حال من الأحوال التدخل في منظومة عمل قد تصل لعام كامل للمتقدمين للتطوع، وتلك نقطة هامة تواجه كافة الشائعات والصور الذهنية المشوشة.
العميد مصطفى عميرة، رئيس فرع الانتقاء والتوجيه، أكد أن الفرع مهمته اختيار الفرد المناسب فى الوظيفة المناسبة به، خاصة أنه من الأفرع التى تهتم القيادة العامة للقوات المسلحة بتطويره بشكل مستمر، من الأفراد والمعدات، مؤكدا أنه بعد حرب 67 تم إنشاء فرع الانتقاء والتوجيه بهيئة التنظيم والإدارة للقوات المسلحة واهتمت القيادة العامة للقوات المسلحة بتطويره على مدار الأعوام السابقة بهدف انتقاء وتوجيه الأفراد إلى أنسب الأسلحة والتخصصات المناسبة لقدراتهم باستخدام الأساليب العلمية الحديثة من خلال أطقم الانتقاء والتوجيه بمناطق التجنيد والتعبئة وكذلك بجميع مراكز التدريب للأسلحة؛ لتحديد المواصفات البدنية والعقلية لشبان التجنيد.
وأضاف رئيس فرع الانتقاء والتوجيه، أن الفرع يتبعه أطقم انتقاء وتوجيه على مستوى القوات المسلحة، والغرض منه إجراء قياسات نفسية وبدنية وعقلية لاختيار الفرد الذى يخدم فى القوات المسلحة سواء من المتطوعين أو المجندين، حيث يعتبر مسئول عّن القوى البشرية داخل صفوف القوات المسلحة ، وهو مسئول عن انتقاء و توجيه المجندين على الأسلحة المختلفة طبقاً للقياسات التي تتم عليهم و تخصصاتهم بمناطق التجنيد، وكذلك انتقاء المجندين من المؤهلات العليا المرشحين للالتحاق بكلية الضباط الاحتياط.
وتتمثل طبيعة عمل الفرع فى شقين رئيسيين هما المجندين والمتقدمين للتطوع بصفوف القوات المسلحة، ويأتي دور فرع الانتقاء والتوجيه، فى توجيه الفرد نحو السلاح الذى يتناسب مع قوته العقلية والجسدية، بالإضافة لاختبار ضباط الصف المرشحين للعمل بمراكز التدريب والمنشآت التعليمية لتحديد مدى صلاحياتهم للعمل بها.
وأضاف رئيس فرع الانتقاء والتوجيه، أن الأطقم بالمناطق التجنيدية، تختار الجنود حسبا للمهنة التى يمتهنها المتقدم للتجنيد قبل قدومه للمنطقة، ثم يقسم المجندين لفئات طبية، يتم توزيعهم على الأسلحة، حيث يوزع المتقدمين على الأسلحة المناسبة لقدراتهم، وبعدها يتم توزيعهم داخليا، بناء على اختبارات تجرى فى منطقة التجنيد، منها اختبار السمات الشخصية، والذي يحدد صفات المجند بشكل دقيق، من خلال المعامل داخل كل منطقة تجنيدية، بالإضافة لرغبة المجند الشخصية، حيث يعتمد على أدوات قياس متطورة لها القدرة على التنبؤ بسلوك الفرد والكشف على الجوانب الداخلية والخارجية من خلال عده اختبارات أساسيه وبطاريات، اختيار آليات القياس النفسى المناسبة يستند إلى أحداث إصدارات علم النفس من الاختبارات النفسية بهدف وضع المقاتل المناسب فى المهمة القتالية المناسبة.
بالنسبة لاختبار المجندين، يبدأ دور فرع الانتقاء والتوجيه، والذى يرشحه لأسلحة مبدئية، من جهة الأطقم فى المناطق التجنيدية، وبعدها يرشح الفرع أيضا المرشحين للضباط الاحتياط، بناء على تعليمات صادرة من هيئة التنظيم والإدارة، وبها مسارين احدهما للضباط الاحتياط والآخر للمجندين.
فيما يخص المجندين، يوضع له السلاح النهائي، طبقا لمتطلبات القوات المسلحة، ويحدد الأسلحة، لكل شاب، ويتم إرسالها للمنطقة، بعد دخول المجندين لمراكز التدريب، يبدأ دور فرع الانتقاء والتوجيه بكل مركز تدريب، والذى يحدد التخصصات الفرعية داخل كل سلاح، يتم توجيه الفرد إلى انسب الوظائف لكل سلاح بما يتناسب مع سماته الشخصية وقدراته العقلية والبدنية وذلك بواسطة إجراء اختبارات لهم بمراكز التدريب، قياس السمات الشخصية للمستجدين فور انضمامهم لمراكز التدريب لقياس مدى قابليتهم للانحرافات السلوكية.
وفيما يتعلق بالضباط الاحتياط، يتم ترشيح الضباط الاحتياط طبقا لاحتياجات القوات المسلحة، وكذلك زيادة تطبيق معايير الانتقاء للمؤهلات ذات الأعداد الكبيرة نسبيا لاختيار أفضل العناصر (المستوى الطبى / التناسق بين الطول والوزن /التقدير الدراسى /السن) ، كما تم تطبيق اختبار سمات وقدرات للمرشحين ضباط احتياط لقياس (تحمل مسؤولية – اتزان انفعالي – الاستعداد القيادى– تحمل الضغوط).
وأوضح ، أن الجانب الآخر يتعلق بالمتطوعين، باعتبارهم شق رئيسى بالقوات المسلحة، والذى يقسم لعدة أقسام منها أقسام متطوعين بالإعدادية والمتطوعين بالمعاهد الصحية، والأخير ذكور وإناث، مؤكدا أن المتقدم للتطوع يحضر لفرع الانتقاء والتوجيه، ويدخل ضمن منظومة العمل، يبدأ دخوله باستلام الرقم المسلسل الخاص به، وتكوينهم مجموعات عمل تمر على اختبارات الموجودة بالفرع، الاختبارات نفس حركية، واختبارات نظرية، واختبارات عملية، والمقابلة الشخصية، تتضمن تلك الاختبارات الوقوف على السمات الشخصية فى كل متقدم.
يبدأ المتقدم بالدخول لمنطقة الانتظار وبعدها يتم تدقيق بيانات كل مجموعة، وتسجيل المتقدمين على المنظومة، وبعدها يبدأ الاختبارات، فى 5 معامل، أولها القياسات النفسية، ويتم قياس الذكاء والقدرة على اتخاذ القرار، و بعدها قياس السمات الشخصية ويقيس تحمل الضغوط والاتزان الانفعالي والثقة بالنفس، يليهم اختبار السمات البدنية ، ويقيس القدرات والتناسق، واختبار النفس حركية، ويقيس سرعة رد فعله والتوقع الزمنى له فى التعامل مع المواقف المختلفة، والمقابلة الشخصية و التى يقوم بها أخصائيين نفسيين، ونقيس منها اللازمات الحركية، وغيرها من الحركات، وكذلك البيانات الشخصية والحالة الاجتماعية، والاختبار النظرى، والذى يقيس التوافق الذهنى والتعامل مع الأحداث، ونقطة التحركات له.
وأشار رئيس فرع الانتقاء والتوجيه بالقوات المسلحة، أن المتقدم يعتبر ناجح بحصوله على أعلى الدرجات فى الاختبارات، مشيرا إلى أن المتقدم بعد انتهاءه من الاختبارات بالمعامل يتوجه للاختبارات البدنية، وبعدها الاختبارات الفنية التى تحدد الأسلحة المبدئية لكل متقدم.
وتجرى الاختبارات الفنية، فى فرع الانتقاء والتوجيه، وبعدها تجرى المناظرة، ويتم عمل الأوزان النسبية التى تدمج الاختبارات مع المناظرة، يليهم اختبار طبى متقدم والذى يشمل ١٢ اختبار طبي.
وأوضح رئيس فرع الانتقاء والتوجيه، أن بعد انضمام المتطوعين لمعهد صف الضباط المعلمين، يجرى له اختبار بعد انتهاء فترة إعداده وهو اختبار سمات شخصية و يأخذ ملاحظات المعهد عليه، وتجرى له مقابلة شخصية مرة أخرى في حالة وجود ملاحظات عليه .
ويجرى فرع الانتقاء والتوجيه للمتطوعين بعد التحاقهم بالمعهد، بـ 6 أشهر مرة أخرى، اختبارات فنية، وذلك للتخصصات الفرعية، والتى توزعه داخل التخصص الفرعي.
وكشف رئيس فرع الانتقاء والتوجيه، انه تم استحداث إرسال النصية على هواتف المتطوعين، وذلك للقضاء على كافة أشكال الوساطة والمحسوبية، بالإضافة لإجراء تحليل عملي لأهم التخصصات والوظائف بالأسلحة المختلفة للوقوف على أهم السمات والقدرات المتطلبة لشغل تلك الوظائف (معهد صحى ذكور/ إناث – متطوعين بفئة الدبلوم / إعدادية – حرس حدود)، وتطبق اختبارات نفسية تتناسب مع المستوى الثقافى باستخدام أحدث الاختبارات النفسية والأجهزة المتطورة بهدف قياس السمات الشخصية (تحمل الضغوط – الاتزان الإنفعالى – الثقة بالنفس) والقدرات العقلية (الذكاء العام – القدرة على اتخاذ القرار ) ، والسمات البدنية (التناسق – قوة اليدين - قوة الظهر).