أسقف عام المنيا: نداعب العام الجديد ونغازله ونتوسم فيه الخير
قال الأنبا مكاريوس، أسقف عام المنيا وأبو قرقاص، إننا نتبى على العام المنقضي وننعته بصفات صعبة ولا نستطيع ان نخفي راحتنا بأنه انتهى، بينما نداعب العام الجديد ونغازله ونتوسم فيه الخير والسلام والرخاء، مؤكدًا أن العبارات التقليدية المرتبطة برأس السنة تتكرر من عام إلى عام، نفس المشاعر سواء تجاه السنتين: المنصرفة أو المقبلة.
وأضاف مكاريوس، في كلمته التي ألقاها على الحضور بمناسبة إحتفالات رأس السنة، أن هذه السنين هي مجرد أرقام، مشيرا إلي أن ورأس السنة ليس بالضرورة 31 ديسمبر، ولا الخامس من النسئ، ولا نهاية ذي الحجة، وإنما الوقفة التي يختارها الإنسان بنفسه، ومن ثَمّ يمكنه أن يجعل من كل يوم رأس سنة "إن كان يبدأ كل يوم".
وأوضح أن الإنسان هو الذي يحسن إلى التاريخ وإلى الجغرافيا، فقد يُنسَب بلد بالكامل إلى شخص، ويفتخر الناس بأنهم ينتمون لهذا البلد الذي شرف وتبارك به. وقد يحسن شخص كذلك إلى جيل بأكمله، أي الجيل الذي عاش فيه، فيَنسب البعض نفسه إلى ذلك الجيل، أو ننسب نحن البعض من الناس لذلك الجيل، فيُقال: عاش فلان في أيام فلان، أو عاش في بلد فلان بل أن مرور بعض الأشخاص على بعض الأماكن ولو بشكل عابر، يعطي المكان بركة وقيمة ويُدخله التاريخ.
وتابع أن هناك بلاد لا تُعرَف إلّا من خلال شخص عاش فيها، فيُقال: بلد فلان، مثلما يُعرَف شخص بعبارة منسوبة إليه فيُقال: صاحب عبارة كذا، قائلا: لقد سُمِّي القرن الرابع الميلادي بأهم وأزهى القرون، وذلك بسبب الكوكبة العظيمة التي عاشت فيه من آباء الإيمان والرهبنة والاستشهاد.
واستطرد: في العام المنتهي أفلح كثيرون واقتربوا إلى الله وقدموا توبة قوية، وتصالحوا مع مخاصميهم، وأعانوا كثيرين، وقضوا أوقاتًا جميلة، فعلوا كل ذلك في نفس العام الذي تذمر عليه آخرون! إن ما أحزن الناس وأثار نقمتهم على العام المنقضي، لم يثنِ هؤلاء عن العمل والإنتاج والإبداع.
وأشار إلى أن عصًا واحدة تقع على اثنين، وبينما تقسم ظهر الواحد، تتحطم على ظهر الثاني.. العصا هي العصا، والضارب هو الضارب وبنفس القوة، المهم الذي يتلقّى الضربة.