2019.. عام أسود بانتظار الفلسطينيين
على
الرغم من أن التفاؤل هو خير ما يستهل به الإنسان عامه الجديد، إلا أن الفلسطيني لا
يبدو متفائلا، سواء على صعيد صانعي السياسة أو المواطن العادي. حيث رسمت 3 ملفات معالم
المشهد الفلسطيني خلال العام المنصرم 2018 وستستمر في العام 2019.
وكانت
أبرز تلك الملفات: الانقسام الفلسطيني- الفلسطيني بين غزة والضفة الغربية، والعراك
المتواصل بين فتح وحماس.
ففي
العام المنصرم فشلت كل الجهود لاسيما المصرية منها في رأب الصدع الحاصل، ورغم التوقيع
مرارا على وثائق المصالحة وإنشاء حكومة وفاق، إلا أن الانقسام استمر، بل تعزز مطلع
هذا العام، مع قيام أمن حماس في غزة باعتقال والتنكيل بالعشرات من كوادر فتح ومنعهم
من الاحتفال بانطلاق الحركة، تلاها اتهام مباشر من الرئيس عباس لأمن حماس بالجاسوسية
وعدم الوطنية.
بهذا
تبدو بداية عام ساخنة بين الفصيلين، من شأنها أن تعزز الانقسام، وربما نحو فصل غزة
نهائيا عن الضفة الغربية.
كما
أعلنت القيادة الفلسطينية حل المجلس التشريعي الفلسطيني بناء على قرار استشاري من المحكمة
الدستورية، ويلوّح الرئيس عباس بإجراء انتخابات خلال العام الحالي 2019، وبالتأكيد
سترفض حماس الأمر، ما قد يضع #الفلسطينيين أمام انتخابات برلمانية في شق واحد من الوطن
المقسوم.
شهد
مطلع عام 2018 اعتراف الولايات المتحدة الأميركية بالقدس عاصمة لإسرائيل، ثم قامت الولايات
المتحدة في العام 2018 بنقل سفارتها إلى القدس، ما أغضب الفلسطينيين، ودفعهم إلى رفض
أي وساطة أميركية منفردة للمفاوضات، ردت الولايات المتحدة بوقف دعم الفلسطينيين ماليا،
ووقف الميزانية السنوية المخصصة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.
ولا
يبدو الأمر أفضل حالا في العام 2019، فالولايات المتحدة أعلنت قبل أيام وقف كافة المشاريع
التنموية التي كانت تديرها وكالة التنمية الأميركية في الأراضي الفلسطينية، وتلوح الإدارة
الأميركية بطرح ما بات يعرف بـ "صفقة القرن" خلال الأشهر القريبة، وهي رؤية
أميركية شاملة لحل القضية الفلسطينية، يراها الفلسطينيون كابوسا، لأن ما تسرب منها
ينتقص من أدنى حقوق الفلسطينيين.
قتلت
إسرائيل في العام 2018، 343 فلسطينيا، واعتقلت نحو 6 آلاف آخرين.
كما
هدمت جرافات الاحتلال 450 مسكنا، وجرفت مئات الدونومات الزراعية، وشهد الاستيطان الإسرائيلي
في الضفة الغربية انتعاشا ملحوظا مع تشريع عدد كبير من البؤر الاستيطانية.
ومع
بداية العام الجديد 2019، بدأت حمى الانتخابات الإسرائيلية التي ستجرى في أبريل المقبل،
وبدا التنافس بين اليمين واليمين الأكثر تطرفا على حصد أصوات الناخبين، ويعلم الفلسطينيون
تماما أنهم سيكونون وقود هذه الدعاية الانتخابية، حيث ينتظر تشريع مزيد من البؤر الاستيطانية
وفرض قوانين أكثر عنصرية لإرضاء المستوطنين وكسب أصواتهم.