"يحتضن المغتربين".. وداعًا مجاهد الجندي مؤرخ الأزهر

اتسم بتواضعه، والانفتاح على كافة التيارات الفكرية، وعلمه الوافر في وثائق الأزهر، حيث قضى عمره متجولًا بين القرى والنجوع لجمع معلومات عن العلماء والأدباء وتوثيق تراثهم، إنه الدكتور مجاهد توفيق الجندي، أستاذ التاريخ والحضارة بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، عضو اتحاد المؤرخين العرب، عضو الجمعية المصرية للحفاظ على التراث المصري، الذي رحل عن عالمنا أمس الأربعاء، عن عمر يناهز ٧٦ عامًا، بعد صراع مع المرض.

حياته

 الدكتور مجاهد الجندي من مواليد عام 1942م، بمركز السنطة، محافظة الغربية، وكانت له آراء سديدة في آليات تطوير الأزهر.

عُرف بشغفه للكتابة الموثقة بالوثائق النادرة عن العلماء والأدباء والمفكرين، وقضى عمره متجولا بين القرى والنجوع في شتى ربوع مصر لجمع معلومات عن العلماء والأدباء وتوثيق تراثهم.

احتضان المغتربين

كانت مكتبته وبيته مفتوحًا لطلاب العلم الوافدين من شتى البلاد للدراسة في الأزهر الشريف، يحنو عليهم ويحقق أمانيهم، ويدبر أمورهم حتى لا يشعرون بآلام الغربة، وكان دائمًا ما يبعث الأمل في النفوس بعباراته الشهيرة: "الخير قادم الخير قام.. المستقبل يحمل الخير".

كتاباته

وتميزت كتابات "الجندي"، بالموسوعية والتوثيق بالوثائق النادرة، حيث ألَّف عدة موسوعات من أبرزها: دراسات وبحوث جديدة في تاريخ التربية الإسلامية، وموسوعة تاريخ الأزهر الشريف في الاحتفال بالعيد الألفي للأزهر، وموسوعة الجامع الأحمدي شقيق الجامع الأزهر، وموسوعات في الكتابة العربية والفنون الإسلامية.

تكريمه

وعُرف بدارساته المتميزة في وثائق الأزهر وغيرها، كرمه اتحاد المؤرخين العرب، وحصل على درع شوامخ المؤرخين العرب، الذي يمنح لأناس بذلوا مجهودات كبيرة وألفوا مؤلفات رصينة، تنفع الأمة الإسلامية، وتفيد المكتبة العربية والإسلامية.

وكرمته أيضًا" جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بالجزائر في احتفالية كبرى على هامش انعقاد الملتقى الدولى حول الفكر الإصلاحى عند الإمامين عبد الحميد بن باديس وبديع الزمان سعيد النورسى.

رحيله

توفي مجاهد الجندي، أمس الأربعاء عن عمر يناهز ٧٦ عاما، بعد صراع مع المرض، وتشيع جنازته بعد ظهر اليوم الخميس، من الجامع الأزهر.